الحق المقدس الذي يأبى المصادرة..

 
 
في تصريحاته العديدة في الفترات الأخيرة، يطالب الرئيس الاميركي، باراك اوباما، بضرورة تنحي الرئيس الدكتور بشار الأسد عن منصب الرئاسة، داعماً بذلك مطلب المعارضين المرتمين بأحضان اميركا بهذا الخصوص. ويدعي اوباما أن الرئيس الأسد "فقد شرعيته" لأنه "يحارب" شعبه!
  
ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يطالب بابعاد الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم تناغماً مع مطلب اوباما… والرئيس الفرنسي يدلي بتصريحات مماثلة… وكلهم يشكلون جوقة واحدة شاركت في المؤامرة الكبيرة على سورية، ليس لاسقاط النظام، وليس لاجراء اصلاحات، وليس لفرض الديمقراطية، وليس لتتحول سورية الى دولة مدنية، بل لتدمير سورية، واجبارها على السير في ركب المخططات والمشاريع الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
 
هؤلاء القادة يدعون بممارسة الديمقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب، ولكنهم في الواقع لا يمارسون الديمقراطية الحقيقية، ولا يمنحون شعبهم أية حرية الا تلك التي تخدم مصالح الوطن المحدودة.
 
لننظر قليلاً إلى الولايات المتحدة، فالشعب الاميركي يخضع الآن لمراقبة قوية، فأي مواطن يتم الآن التنصت عليه تحت عذر مكافحة الارهاب. وأي انسان ينتقد اسرائيل، يعتبر معادٍ للسامية ويتعرض للمساءلة والمحاكمة والسجن.. والمظاهرات التي شهدتها منطقة وول ستريت في نيويورك قمعت بأبشع صورة، وهذا ما أكدته وسائل الاعلام الاميركية ذاتها.
 
في بريطانيا، وفي فرنسا وفي العديد من دول الاتحاد الاوروبي أجهزة الأمن هي التي تحكم، وهي التي تراقب، فليست هناك حرية كاملة… الحرية في نظرهم هي ادلاء المواطن بصوته في الانتخابات فقط.
 
اميركا ضد ارتكاب جرائم، وهي التي ترتكبها بأبشع صورها في أفغانستان والباكستان، فقتلت المئات بل آلاف المدنيين العزل بطائراتها من دون طيار، أو بأساليب قتالية عديدة.
 
أميركا تعتبر نفسها حرة طليقة اليد في مواجهة الارهاب في أي مكان من العالم، ولا تمنح هذا الحق لأية دولة في التصدي له على أراضيها مع أنه يقتل ويرتكب الجرائم والمجازر بأبشع صوره.
 
إذا كان الرئيس اوباما وقادة الدول التي تدعي الحضارة والتطور وممارسة الديمقراطية والحرية، يؤمنون بأن من حق الشعب اختيار رئيسه، فلماذا يتدخلون بالشأن السوري، لماذا يصادرون حق الشعب السوري في تقرير مصيره، واختيار رئيسه.. ولماذا لا يعترف هؤلاء القادة بأن غالبية الشعب السوري هي مع الرئيس بشار ومتمسكة به، كما أن الرئيس الأسد قالها وبصورة صريحة أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره، سواء يبقى رئيساً من خلال ترشيح نفسه مجدداً، أو لا يُقدم على ذلك.
 
وتساؤل آخر يطرح على هؤلاء القادة: إذا كانوا حريصين على الشعب السوري، وهم أصدقاء له: لماذا يعملون على تجويعه، ومعاقبته من خلال فرض عقوبات اقتصادية جائرة. واين هي المساعدات للنازحين السوريين الذين يعيشون في ظل أوضاع مزرية جداً، علماً أن هؤلاء القادة هم مسؤولون أولاً وأخيراً عمّا تتعرض له سورية من حرب كونية، لاسقاط وتدمير سورية، وليس لاسقاط الرئيس الأسد، فهم بمطالبتهم تنحي الأسد، يعني اسقاط الدولة السورية، ويعني فقدان الشعب السوري لحقه الديمقراطي في الوقوف الى جانبه، ويعني أيضاً أن الهدف من كل الحرب على سورية هو ضرب وتدمير كل من يعارض السياسة الاميركية في منطقة الشرق الأوسط.
 
هل يحق لقادة العالم أن ينصّبوا الرئيس الذي يحلو لهم على أي شعب؟ بالطبع لا يحق لهم ذلك، ولذلك نقول لهؤلاء القادة المنافقين، أعداء الشعب السوري: لا تضحكوا على شعوب العالم، فإن هذه الشعوب واعية ومدركة لنفاقكم، وترفض أن يولّى على دول العالم من هم أتباع الادارة الاميركية.
 
لن يسمح الشعب السوري بمصادرة حقه الجوهري في اختيار من يريده رئيساً للبلاد، ولن يسمح للرئيس اوباما وغيره من قادة العالم، أن يتحدثوا باسم الشعب السوري، ولن يسمح لهم بالاستمرار في رفع شعارات كاذبة بأنهم الى جانب الشعب السوري، وهم في الحقيقة أعداء له عبر ممارساتهم واجراءاتهم وقراراتهم الجائرة.
 
لقد اسقط الشعب السوري المؤامرة التي تستهدفه، وتصدى للحرب الكونية التي تشن عليه، وقالها بصوت عال وبصورة واضحة: لن نتنازل عن وحدتنا الوطنية، ولن نسمح بانتهاك حقوقنا أو سيادة وطننا، ونحن مع صمام الأمان والضمانة الوحيدة لوحدة سورية، وهو الرئيس الأسد، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لولا الالتفاف القوي للشعب السوري حول قيادته وجيشه ووطنه لما صمد حوالي 28 شهراً، وهو مستمر في الصمود حتى تحقيق النصر.
 
ونقول لقادة العالم المعادين لسورية المقاومة، وقلب العروبة النابض: كفى نفاقاً، فلسنا بحاجة الى ديمقراطيتكم المزيفة، ونطالبكم بأن تكفوا عن انتهاككم لحقوق الشعوب غير القابلة للتصرف. واوقفوا عدوانكم على سورية والأمة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com