استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة.. ذريعة لتدخل عسكري خارجي في سورية

 
السعودية وقطر تتكفلان بتغطية نفقات الحرب العدوانية على سورية
 
الحرب بالوكالة لم ولن تنجح في سورية لوعي شعبها وقيادتها
 
جهود لتغيير موازين الوضع الميداني لصالح المعارضة المسلحة
 
 
حاولت العديد من أجهزة استخبارات غربية توجيه الاتهام زوراً للجيش العربي السوري باستخدام السلاح الكيماوي في مجزرة الغوطة الشرقية فجر يوم الأربعاء الموافق 21 آب المنصرم. و"قدرت" هذه الاستخبارات وقيمت بأن من استخدم هذا السلاح هي الحكومة السورية، علماً أن روسيا وزعت شريطاً مصوراً التقطه قمر صناعي روسي يبين قيام مسلحين باطلاق صاروخين متجهين الى تلك المنطقة يحملان أسلحة كيماوية.
ولكن، لأن هذه "القصة" معدة مسبقاً لاتهام سورية باستخدام السلاح الكيماوي، وللعمل على نزع هذا السلاح – اذا توفر وتبرير التدخل العسكري الخارجي ليس لمصلحة الشعب السوري، بل لتدميره وقتل من تبقى منه معاقبة له على حفاظه على وحدته، ودفاعه عن سيادة وطنه، والتفافه حول قيادته.
تحمس الرئيس الاميركي باراك اوباما، وبدأ يهدد بتوجيه ضربة عسكرية أو بالأحرى القيام بعدوان عسكري على سورية انتقاماً من الدولة السورية لأنها – على ذمته – المسؤولة عن استخدام هذا السلاح، ولرفع معنويات المسلحين الذين يتقهقرون أمام إرادة وصلابة وقوة وعظمة الجيش العربي السوري وخاصة في منطقة الغوطة في ريف دمشق.
أي أن استخدام السلاح الكيماوي هو تهمة باطلة أعدت خصيصاً لتحقيق نوايا سياسية وعسكرية في آن واحد.. وقبل الحديث عن هذه النوايا أو الأهداف السياسية لأ بدّ من عرض أدلة تؤكد وبشكل قاطع أن الجيش العربي السوري لم يقم باستخدام هذا السلاح.
 
أدلة واثباتات قاطعة على تورط "المسلحين"
في البداية، يستخدم الجيش عادة السلاح الكيماوي إذا كان في معركة وحسمت في مجملها ليس لصالحه، أي أنه يتلقى هزيمة، فيقوم أو يلجأ إلى استخدام هذا السلاح من منطلق اليأس، وعلى جيش آخر أو مقاتلين في مواقع عسكرية، وليس في مدن تعج بالسكان العزل. ففي حالة الغوطة فإن الجيش العربي يسيطر على الوضع الميداني كاملاً، ويسحق المسلحين ويحاصرهم ويحقق الانتصارات، أي أنه ليس في مرحلة "هزيمة" أو "يأس" أو "افلاس"، ولذلك لا حاجة له لاستخدام هذا السلاح.
والأهم من كل هذا، فإن هذا الجيش يدافع عن سورية وشعبها، فلا يمكن له أن يستخدم هذا السلاح ضد مواطنيه، فإن ذلك سيؤدي الى استياء وتذمر داخل القوات نفسها. ولذلك من الثابت أن الجيش العربي السوري لم يكن بحاجة الى استخدام هذا السلاح، ولن يستخدمه أيضاً من مبدأ أخلاقي، وانطلاقاً من عقيدته الثابتة وهي الدفاع عن سيادة أرضه وحماية شعبه.
والدليل الثاني المهم هو أن هذا السلاح يستخدم بعد أن تعد دراسات علمية حول الطقس (درجة الحرارة وسرعة الرياح)، لأنه اذا اطلق فإنه قد يعود الى مُطلقة.. ولو اطلق الجيش السوري هذا الغاز (السلاح) وكانت سرعة الرياح في تلك اللحظة 24 كم/ الساعة فإنه سيعود الى الجيش نفسه، أو بالأحرى سيؤثر وسيصيب الجنود السوريين أنفسهم، وخاصة أن المعارك مستمرة، والقوات متداخلة في مواقعها مع المسلحين، وأي سلاح كيماوي سيضطر الطرفين المتقاتلين معاً.. ومن هنا لا يمكن للجيش السوري استخدام هذا السلاح في مثل هذه الأجواء والمعطيات والظروف.
ودلالة ثالثة وواضحة على تورط المسلحين هي أن الجيش السوري، أو الحكومة السورية، لن تسمح باستخدام هذا السلاح فجر اليوم الذي تصل فيه لجنة دولية للتحقيق في استخدام المسلحين لغاز السالين في منطقة خان العسل شمال سورية يوم 19 آذار 2013، أي قبل خمسة شهور كاملة. فالحكومة "تلّبس" نفسها التهمة وهذا ليس معقولاً. وقد طلبت سورية نفسها التحقيق باستخدام المسلحين الأجانب الذين يقاتلون على الاراضي السورية لهذا السلاح، حتى يعرف العالم الحقيقة، ويعمل على وضع حد للارهاب الذي تتعرض له سورية وتعاني منه بصورة كبيرة ومؤلمة، وهي تريد القضاء على هذا الارهاب وليس اعطاءه الدعم الدولي.
أما الدليل الرابع فهو أن الجيش العربي السوري كشف النقاب عن مخازن أسلحة لهؤلاء المسلحين في منطقة الغوطة وغيرها تتضمن "براميل" تحتوي على مواد كيماوية بهدف استخدامها في اعتداءاتها على الجيش العربي السوري، وعلى أبناء الشعب السوري.
وهناك دليل خامس واضح المعالم وهو أن العديد من المسؤولين في العالم تنبأوا بوقوع حرب كيماوية في سورية قبل عدة أيام من اعلان وقوع "المجزرة" وخاصة من قبل مسؤولين في منطقة الخليج العربي مما يعني أن هؤلاء وفرا هذا السلاح للمسلحين، وطلبوا منهم استخدامه يوم وصول اللجنة الدولية للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في خان العسل!
ونقلت مواقع الكترونية عن مراسلة تعمل في وكالة الاسيوشيتدبرس أنها أجرت مقابلات مع مسلحين في الغوطة الشرقية اعترفوا بأنهم أطلقوا صاروخين يحملان السلاح الكيماوي الذي وصل اليهم من السعودية، ومن الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات العسكرية السعودية. وانهم أخطأوا الهدف لأنهم لم يتدربوا جيداً على استخدام هذا السلاح. وحاولت جهات عديدة التعتيم على هذا الخبر أو هذا التقرير المهم.
 
الفبركة واضحة
من تابع شريط التصوير (الفيلم) الذي عرض حول اصابة اطفال ونساء في هذه المجزرة فإنه قد يصل الى نتيجة بأنه فيلم مفبرك للأسباب التالية:
1.     قيل أن الآلاف قتلوا بسبب استخدام السلاح الكيماوي، لكن "الفيلم" عرض بضعة عشرات، وركّز فقط على الأطفال والنساء فقط، وتم جمعهم في مكان واحد، وكأن الكيماوي استخدم ضد هؤلاء الاطفال والنساء الذين تجمعوا بالصدفة مع بعضهم البعض في هذا المكان، مكان العرض!
2.     كان كثير من المسعفين يسيرون بين "الجثث" المعروضة من دون وضع كمامات، فهل يعقل أن يتم ذلك علماً أن السلاح الكيماوي خطير، وخاصة غاز السارين، يؤثر على جهاز التنفس، ويبقى في الجثة واللباس، ويشع مواد سامة لساعات طوال.
3.     أعلن في البداية أن عدد ضحايا هذه الجريمة هو أكثر من 1300 مواطن مدني، ومن ثم قيل أن العدد خمسمائة ومؤخراً قيل أن عددهم 252 شخصاً مما يعني أن هناك مبالغة وفبركة من أجل أهداف سياسية وعسكرية عديدة.
4.     لم نر أو نشاهد في الفيلم اصابة مسلحين، وكأن المسلحين لم يتواجدوا في تلك المنطقة، وان السلاح الكيماوي أطلق فقط على المدنيين! في حين أن الجيش السوري أعلن اصابة حوالي 40 جندياً وضابطاً اثر تعرضهم لهذا السلاح الذي القي عليهم في منطقة الغوطة.
5.     تستطيع الأقمار الصناعية أن تحدد من أين أطلق هذا السلاح. وقد أطلق بالفعل من داخل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الارهابيون، وهذا ما أكدته العديد من المصادر اضافة الى شهود العيان.
 
أي أن الاتهام ضد سورية كان معداً سلفاً، والفبركة معدة.
والتساؤل ما هو الهدف من ذلك؟
والاجابة واضحة من أجل تبرير أي تدخل عسكري خارجي بقيادة اميركا. واثارة العالم كله ضد الحكومة السورية وتحميلها مسؤولية استخدام السلاح ضد شعبها بصورة ملفقة وواضحة المعالم؟
والتساؤل هو: لماذا التدخل العسكري الاميركي والغربي الآن وليس قبل سنة، وما هي أهدافه؟ هل هو لدعم "جبهة النصرة" والارهاب أم لأغراض ونوايا أخرى، سياسية وعسكرية؟
 
حُرف التحقيق الدولي عن مساره
لا يرغب المجتمع الدولي في كشف "الارهاب" الذي يدعمه في سورية، ولا يريد اتهامه باستخدام السلاح الكيماوي في خان العسل، لذلك حاول ما يسمى بهذا المجتمع الدولي بقيادة اميركا عرقلة توجه لجنة التحقيق الدولية الى سورية، ومحاولة استغلالها من أجل قلب الحقائق. وبعد خمسة شهور يتم الاتفاق وتتوجه اللجنة إلى دمشق. وفي اليوم ذاته تقع هذه المجزرة، ويقوم هذا المجتمع الدولي المتآمر باثارة هذا الحدث "الاليم"، ويطالب بأن تتوجه اللجنة فوراً الى مناطق المجزرة في الغوطة بريف دمشق. وقد وافقت الحكومة السورية على ذلك، لأنها تعلم أنها لم تستخدم السلاح الكيماوي. وبدأت اللجنة زيارة ميدانية للمواقع وغادرت بعد خمسة أيام، أي في يوم الجمعة الموافق 30 آب 2013. ولم تتوجه بتاتا إلى خان العسل، مما يؤكد أن هذا الفيلم المفتعل والمفبرك أراد تغيير وتعطيل عمل ومهام اللجنة الدولية وهو التحقيق في مجزرة خان العسل شمال سورية، لأن المجتمع الدولي يعرف علم المعرفة أن المسلحين هم من استخدموا هذا السلاح قبل خمسة شهور. وقدمت روسيا دلائل على ذلك، كما ان الحكومة التركية القت القبض على 12 مسلحا داخل الاراضي التركية، وبحوزتهم 2 كغم من مادة السالين السامة، ورفضت تركيا اعطاء معلومات للمجتمع الدولي ولا لروسيا حول التحقيق الذي جرى مع هؤلاء المسلحين.
 
رفع معنويات المسلحين المنهارة
لقد حاولت الدول المتآمرة رفع معنويات المسلحين بعد أن انهارت بشكل كبير، إذ أنهم تلقوا الضربات الموجعة جداً وسقط الآلاف منهم، وخاصة عندما فشلوا في عملية الساحل السوري، واستطاع الجيش السوري تحرير القرى التي احتلت وتعرضت لمجازر. وتحقيق هزيمة لهذا الهجوم الشرس والبشع.
وقد أرسلت السعودية مؤخراً عبر تركيا أربعة آلاف طن من الأسلحة الى المسلحين الارهابيين.. ولكن هذا السلاح لم ينفع إذ أن الجيش السوري يواصل انتصاراته.
لقد خطط الأعداء ادخال الجيش السوري في معركة الساحل من خلال الهجوم الواسع على ريف اللاذقية، وبالتالي اشغاله عن معارك الغوطة حتى يتسنى لهؤلاء المسلحين دخول العاصمة دمشق، لكنهم تلقوا ضربات قاسية إذ أن الجيش سحقهم في الساحل السوري، وواصل سحقه لهم في ريف دمشق، وواصل عملية درع العاصمة لابعاد هؤلاء المسلحين عن ريف دمشق، وتأمين الأمن في العاصمة.
أمام هذه الهزائم المتلاحقة للمسلحين، بدأ المتآمرون يفكرون في عمل ما لرفع المعنويات، فطلبوا من المسلحين اطلاق السلاح الكيماوي لتوجيه انظار العالم نحو الحكومة السورية وتحميلها مسؤولية هذا السلاح، والقيام بعملية عسكرية ما، للتأكيد لهم أن داعميهم لن يتخلوا عنهم وخاصة أن المعارضة المسلحة المرتمية بأحضان الأعداء تناشد وتطالب وتدعو منذ سنين بتدخل عسكري.. واستخدام السلاح الكيماوي جاء ليعطي هذا المبرر، لرفع معنويات المعارضة المسلحة، وخاصة دعم "الارهاب" بقيادة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والمدعومة من السعودية بصورة واضحة المعالم!
 
وقف انتصار الجيش في ريف دمشق
لقد حاول أعداء سورية من خلال استخدام السلاح الكيماوي عرقلة تقدم الجيش السوري في منطقة الغوطة إذ أن المسلحين هم في حالة هزيمة وتقهقر، وبالتالي سيوقف هذا السلاح تقدم الجيش السوري نحو تنظيف ريف دمشق من الارهاب كاملاً.
كما أن أي ضربة عسكرية هي عدوان على سورية، ويهدف هذا العدوان الى وقف تقدم وانتصارات الجيش العربي السوري ومحاولة "المس" بمعنوياته العالية جداً.
كما يهدف العدوان الى المس بمعنويات الشعب السوري العالية والذي لم يأبه لهذه التهديدات بالعدوان، وأكد تمسكه بمواقفه الثابتة وهي الحفاظ على سيادة سورية، والتصدي لأي عدوان مهما كلف الثمن.
يظن المعتدون أن أي عدوان عسكري على سورية قد يشغل الجيش السوري في التصدي له مما يعطي العناصر المسلحة فرصة لشن هجوم واسع على دمشق.. ولكن القيادة السورية واعية لذلك، ومستعدة لمواجهة هذا السيناريو العدواني الداعم للارهاب مع أن اميركا وحليفاتها تعلن دائماً أنها ضد الارهاب، وأعلنت عن وضع "جبهة النصرة" على قائمة المنظمات الارهابية مع أنها تؤفر الدعم لها بشتى الطرق والوسائل، والهدف الأول والأساس هو "اسقاط" سورية، ولكن هذه المؤامرة سقطت على أرض الواقع، وتحاول اميركا وحلفاؤها العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه، مع أن ذلك لن يجدي نفعاً لأن المؤامرة تعرّت وسقطت، والجيش العربي السوري يواصل عملياته للقضاء على الارهاب بكل أشكاله.
 
لتشجيع الدول الخليجية على
مواصلة دعم الارهاب
موضوع السلاح الكيماوي أثير من أجل رفع معنويات الدول الداعمة للارهاب في سورية، والتلويح بضربة عسكرية كبيرة ضد سورية هي لتشجيع هذه الدول على مواصلة دعم المجموعات المسلحة الارهابية، وعدم التوقف عن ذلك، أي أن الادارة الاميركية وجدت المبرر للوقوف بنفسها، وليس عبر وكلائها الى جانب الارهاب، وانقاذ المخططات الأساسية من السقوط.
عشرات المليارات من الدولارات أنفقت من أجل تدمير سورية، حتى أن عدة دول خليجية، وخاصة السعودية وقطر، أعلنت التزامها بتمويل ودعم أي عمل عسكري ضد سورية لانقاذ ماء الوجه، ولتجنب الفشل، ولكن هذا العدوان الملوّح به قد يأتي بصورة مباشرة من اميركا مع انه قائم منذ سنتين ونصف عبر الوكلاء المسلحين على الأرض.
 
تغيير الوضع الميداني
لصالح "المعارضة"
هناك توجه عالمي بأن الحل في سورية لن يكون إلا سياسياً. وبدأت الاصوات تعلو منادية بعقد مؤتمر "جنيف 2"، لكن اميركا تعرقل عقده لعدة أسباب ومن أهمها:-
1.     تريد ابقاء سورية في حالة من الاستنزاف حتى تنهك قواها الى أبعد ما يمكن، وتضعف كدولة "ممانعة ومقاومة".
2.     الحل السياسي يعني انتصار سورية، لأن الوضع الميداني للمعارضة سيء جداً، والكلمة الاولى والأخيرة هي للدولة، ولأن الجيش العربي السوري في طريقه لحسم المعركة.
3.     ما زالت الادارة الاميركية تفكر في أمر مهم وهو ما مصير هؤلاء المسلحين من أكثر من 80 دولة الذين أرسلوا الى سورية في حالة التوصل الى حل سياسي. إذا عادوا الى بلدانهم، فإنها كارثة كبيرة.. وقد يعرضون أمن أوطانهم للخطر وينشرون الارهاب في كل مناطق العالم.. فهناك معضلة كبيرة للادارة الاميركية والدول التي رعت ودعمت الارهاب في سورية، لأن هذا الارهاب سيطالها عاجلاً أم آجلاً. والأفضل أن يبقوا في سورية حتى يتم القضاء عليهم جميعاً.
4.     عقد المؤتمر للتوصل الى حل سياسي هو بمثابة هزيمة للمخططات الاميركية في منطقة الشرق الأوسط، واهانة لكل الدول المتحالفة معها أو التابعة لها.
5.     نجاح المؤتمر يعني تعزيز النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، ويعني أن روسيا وبالفعل أصبحت قطباً منافساً لاميركا، وهذا يعني أن اميركا ليست القطب الأوحد في العالم، ولن تستطيع أن تخطط ما تشاء، وعليها أن تضع بالحسبان وجود أكثر من قطب قوي على الساحة الدولية.
6.     "المعارضة" السورية مقسّمة ومنقسمة ومجزأة وولاؤها للعديد من الجهات الخارجية، وليست لها كلمة واحدة ولا نفوذ على ارض الواقع.. ومن "يقاتل" هم المسلحون الارهابيون الذين ليس لهم اي علاقة بالمعارضة. وهؤلاء فقدوا الكثير ميدانياً. وهم في حالة هزيمة كبيرة.. لذلك فإن وضع المعارضة في هذا التفاوض أو المؤتمر سيكون سيئاً، وستكون الهيمنة فيه للدولة السورية.
 
وانطلاقاً مما ذكر سابقاً، فإن اميركا تسعى الى اضعاف الدولة السورية اقتصادية وامنياً حتى تأتي الى مؤتمر "جنيف 2" ضعيفة، وترضى بشروط "اميركا"، وليس بشروط المعارضة غير المتواجدة على ارض الواقع. أي أن كل ما تسعى اليه اميركا هو تهيئة أجواء مناسبة لها اذا عقد مؤتمر "جنيف 2" لأن كل الموازين الميدانية والسياسية ليست لصالحها. وهي تعمل على تحسين ذلك قدر الامكان، ولكن ذلك لن يتحقق أمام صمود الشعب السوري، وانتصارات الجيش العربي.
 
أهداف المؤامرة الأساسية
لقد كانت أهداف المؤامرة التي تتعرض لها سورية منذ 15 آذار 2011 واضحة المعالم ومن أهمها:-
1.     اضعاف سورية عبر تدميرها، وادخالها في حالة صراع داخلي مرير باستخدام شتى الطرق والوسائل ومنها الفتنة الدينية.
2.     اضعاف محور المقاومة والممانعة للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط.
3.     بعد "تدمير" سورية سيتم تنفيذ مؤامرة على حزب الله لاضعافه وانهاكه داخليا.
4.     بعد اضعاف حزب الله وسورية سيتم الانقضاض على ايران!
5.     بعد ضرب أو اضعاف محور المقاومة سيتم تطبيق "سايكس بيكو" جديد في المنطقة من خلال تقسيم دول، وفرض حلول، ومنها تصفية القضية الفلسطينية.
كل هذه الأهداف توفر الأمن لدولة اسرائيل أولاً وأخيراً، لذلك كل ما تتعرض له سورية هو لصالح اسرائيل، ومن يقول عكس ذلك فهو لا يعرف الحقيقة.
 
الحرب والقتال بالوكالة
بعد حرب تموز 2006 وجد الاميركيون والاسرائيليون أنه من الصعب شن حروب على محور المقاومة لأن هذا المحور يمتلك امكانيات رادعة كبيرة، وبعد تجربة العراق وافغانستان للجيش الاميركي وحلفائه، تم استخلاص العبر بضرورة عدم اقحام الجيوش في معارك أو مواجهات مباشرة، لذلك غيّروا من طرق محاربة خصومهم من خلال استخدام "الارهاب" وقد وجد الاميركيون والاسرائيليون وحلفاؤهم بما يسمى بالربيع العربي فرصة ذهبية لذلك. وخصوصاً أن وزيرة خارجية اميركا في عهد بوش الابن خططت "لفوضى خلاقة" أو فوضى "هدامة" لاضعاف العرب، وتقسيم دولهم تحت شعار شرق أوسط جديد.. وقد امتطت اميركا ومع اسرائيل جواد الربيع العربي لتدمير تونس وليبيا واليمن، ومصر، وسورية، لكن مصر وسورية تصدتا للمؤامرة بصورة جادة وحاسمة.. وما زال التصدي متواصلاً..
شعار اميركا هو أن يقوم مرتزقة بالقتال في داخل مواقع خصومها وادخال أي قطر يخرج عن السياسة الاميركية في صراع داخلي. وحشدت الارهابيين ليقوموا بذلك. فما معنى أن ترسل اميركا واذنابها أكثر من مائة ألف "مقاتل" تحت شعار الجهاد للقتال في سورية، فهل ما يقومون به هو دعم للشعب السوري أو لتدميره وتدمير بلاده.. أي أن اميركا تدمر البلدان العربية عبرعملاء، مرتزقة، أُجراء، وهي تتفرج عن بعد. وتوفر الدعم لوكلائها عبر الدول التابعة لها، وهذا لا يكلفها شيء إذ أن الدول العربية هي التي تتكفل بالانفاق المالي، أي أن اميركا تخوض حروبها بالوكالة وعلى حساب الآخرين، ولكن هؤلاء الوكلاء فشلوا، وها هم يتذوقون مرارة الهزيمة الكبيرة لذلك، وجدت اميركا نفسها في موقف لا يحسد عليه، وهو انقاذهم حتى لا تسقط مخططاتهم، وهذا يتم عبر التدخل العسكري ولكن عن بعد، من خلال ضربات صاروخية لأنها تخشى اقحام جنودها في الميدان، وتتورط في أزمة ومأساة ووحل مؤلم جداً.
أي أن الحرب بالوكالة هي سياسة جديدة لاميركا، لكنها لن تنجح أمام وعي الشعوب، وكذلك هي مكشوفة، واميركا مضطرة للتدخل بعد هزيمة عملائها ووكلائها.. ولذلك فتشت وبحثت عن ذريعة، وها هي تجد "قصة استخدام السلاح الكيماوي" ورغم أن هذه الذريعة مكشوفة، فإن اميركا مضطرة للتدخل لتحقيق أهدافها.. أو جزء منها.. ولكن هل هذا التدخل هو لصالحها أو قد يلحق صفعة قاسية لهيبتها في العالم؟ سؤال لا تجيب اليه إلا الوقائع على الأرض.. في انتظار العدوان الاميركي الذي حتماً سيكون مكلفاً لها جداً!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com