المال للبناء والتعمير لا للقتل والتدمير
أنفقت دولة قطر حتى الآن ثلاثة مليارات دولار على دعمها للمجاهدين والمسلحين الذين يتواجدون على الاراضي السورية، والذين يمارسون حرفة القتل والتدمير، والذين يعيثون في سورية فساداً وقلة أدب.. وهذا الإنفاق يأتي من دوافع "انتقامية" شخصية ضد دولة كانت قبل سنوات صديقة وحليفة، وكذلك من دوافع "دور" مشبوه وخطير لعبته قطر بناءً على أوامر السيد الاميركي في البيت الأبيض.
لقد حقق هؤلاء المسلحون الذين أتوا من كل أصقاع الارض الى سورية أمراً واحداً وهو تدمير سورية عبر ارتكاب أبشع الجرائم الفظيعة والنكراء.. ولكنهم فشلوا في تنفيذ مخطط الاعداء في اسقاط سورية، بل ان هؤلاء المسلحين يُسحقون يومياً على يد الجيش العربي السوري، فاجرامهم اليومي يؤكد على قذارة وبشاعة المهمة التي ينفذونها ولكن من دون أي جدوى.
ماذا تستفيد قطر من تدمير سورية؟ ماذا يستفيد حكامها؟ هل ان المال العربي خصص من أجل القتل والتدمير؟ هل يستخدم في تحقيق أهداف الأعداء في اضعاف عالمنا العربي؟
كم كانت الفرحة كبيرة عندما قرر أمير قطر السابق تخصيص مبلغ وقدره حوالي أربعمائة مليون دولار لتمويل مشاريع عمرانية في قطاع غزة، وكم رحبت سورية بتبرعات قطر للبنان من أجل اعادة بناء ما هدمته اسرائيل في حربها الشرسة على لبنان في تموز 2006. وقد رحّب كثيرون بمثل هذه التبرعات مهما كانت قيمتها.
في القمة العربية الأخيرة أعلنت قطر عن انشاء صندوق القدس. ولكن لم يتم تنفيذ هذا الاعلان أو الاقتراح، ولم تودع حصتها في الصندوق والبالغة 250 مليون دولار لأن "فيتو" اميركي وصل اليها من قلب واشنطن، لذلك تراجعت عن هذا الاقتراح.
في كل أنحاء العالم، يـُستخدم المال في البناء والتعمير وتحقيق الازدهار، ولكن المال العربي ينفق لتدمير الذات العربية، وخلق فوضى في عالمنا العربي الذي من المفروض أن تكون له نفوذ كبيرة على الساحة الدولية، ولكن للأسف ليست له هذه النفوذ، لأن المال العربي، وخاصة الخليجي، يصرف في غير مكانه.
لا نطلب من أحد أن يدعم هذا المشروع أو ذاك، ولكننا نطلب الا ينفق هذا المال العربي لتحقيق القتل والدمار في وطننا العربي ومن أجل اضعافه والنيل منه.
كفى لمثل هذا الانفاق المرفوض، وكفى دعماً لارهاب سينال من داعمه، وكفى اساءة لعالمنا العربي، وكفى خنوعاً لاوامر السيد الاميركي. وتمتعوا بالاموال كما شئتم ولكن ليس على حساب دمنا
