منطقة خالية من الارهاب

 
 
تُعاني منطقة الشرق الأوسط من حالة عنف، وعدم استقرار، وتواجه الكثير من الاخطار لأن موقع هذه المنطقة استراتيجي ومهم لدول العالم كافة.
لم تهدأ المنطقة منذ أكثر من قرن، إذ أنها واجهت شتى أنواع الحروب والصراعات والمآسي والويلات، وما زالت تواجه ذلك إذ أنها هي حلبة الصراع الدولي.. ويدفع أبناؤها ثمن ذلك، وليست هناك رحمة بهم جميعا.
إذا وجّهنا أنظارنا الى العراق، فإنه يواجه ارهاباً قذراً ودموياً إذ يسقط العشرات من أبنائه يومياً نتيجة تفجير سيارات مفخخة، والعالم كله يتفرج، ولا يفعل شيئاً مع أن العراق كان ينعم بالهدوء والاستقرار قبل احتلال الاميركيين له عام 2003 بذريعة، تبين أنها كذبة كبيرة، امتلاكه لسلاح دمار شامل.. لم يبق أي شيء في العراق آمناً. وكل انسان معرض للقتل، وكل بقعة من أرض العراق تنال حصتها من العنف والارهاب.
واذا توجهت انظارنا الى سورية، فإننا نجد أنها تواجه ارهاباً بشعاً وقذراً الى أبعد الحدود، مسلحون من 83 دولة جاءوا الى سورية لقتل شعبها، وتدمير بنيانها الداخلي. هؤلاء جميعاً جاءوا تحت ذريعة أنهم يساندون "ثورة مزيفة" ضد الدولة، ولكنهم في الواقع جاءوا لتدمير سورية تنفيذاً لأوامر من أرسلهم، وذلك انتقاماً من القيادة السورية على مواقفها الوطنية والقومية، ولدفاعها عن المقاومة الشريفة والمشروعة في المنطقة وفي أي بقعة من العالم.
أفواج من "الارهابيين" يرسلون الى سورية باسم "الجهاد" وبشتى أنواعه. وهؤلاء يقترفون أبشع أنواع القتل والجرائم بحق المواطن السوري، فلم يسلم منهم لا الشيخ ولا الكاهن ولا الرجل الكهل أو المسن. ولم يسلم منهم الاطفال، ولم تسلم منهم النسوة إذ أنهم يقترفون "الزنا" تحت يافطات دينية هي أبعد ما يكون عن الدين.
وفي سيناء، تواجه القوات المصرية "ارهاباً"، وتواجهه بقفاز حديدي صلب، ويسقط العديد من ابناء مصر في سيناء أو في مناطق أخرى نتيجة الارهاب الذي هو "محاصر" في مصر، ويعمل على نطاق ضيق فقط حالياً لأن الذين يضخون هؤلاء الارهابيين ويمولونهم فإنهم حالياً يوجهونهم نحو سورية لأنهم يريدون القضاء عليها أولاً، ولكنهم فشلوا، وأثبتت سورية أنها عصية عليهم وعلى أسيادهم.
يدعي العالم أنه ضد "الارهاب"، وارسلت اميركا جيوشها الى أفغانستان من أجل القضاء على "الارهاب" الممثل بتنظيم القاعدة. والغريب أن اميركا نفسها تشارك في الحرب على الارهاب في اليمن، وكذلك فرنسا تحارب "الارهابيين" في مالي، ولكن الدولتين توفران المال والسلاح للارهاب ذاته في سورية! مما يعني أن "الارهاب" هو أداة طيعة في يد أعداء المنطقة، يستغلونه كما يشاؤون، ويحاربونه إذا غير توجهه وصار عدواً لهم!
لقد أقامت اسرائيل واميركا وحلفاؤهما ضجة اعلامية حول السلاح الكيماوي في سورية، وخشية من أن يُستخدم هذا السلاح، وخاصة على يد الارهابيين. وها هو هذا السلاح السوري يسلم للأمم المتحدة لتدميره، ولتتخلص سورية منه.
وهناك دعوات عديدة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونأمل أن تتم الاستجابة لها، وتصبح هذه المنطقة خالية من هذا السلاح الفتاك المدمر.
وبدورنا نوجه دعوة جديدة ومهمة بأن تجعل جميع دول العالم منطقة الشرق الاوسط خالية من الارهاب، أي وضع حد لما تواجهه من خلال الكف عن دعم عمليات ارهابية بشعة في العراق، أو في أي مكان من العالم، ويعني وقف ضخ أفواج من "الارهابيين" الى سورية، ومنع تمويل وتشجيع عمليات قتل في العراق، وفي أي قطر من أقطار هذه المنطقة.
قد نصف من يقوم بالعمليات الارهابية والاجرامية من قتل وتدمير بأنه "ارهابي"، ولكن الذي يخطط له ويدعمه هو حقاً وحقيقة "الارهابي الفعلي"، واما من ينفذ فهو أداة لهذا الارهابي الجبان المختبىء الذي يحاول نفي علاقته بالجرائم التي ترتكب في العديد من دولنا العربية. ولذلك، فإنه يجب على العالم كله سن قانون دولي لمحاكمة الارهابي الذي يخطط ويدعم أدوات الارهاب، ويوفر لها كل التغطية لهكذا اجرام ممارس في سورية أو العراق أو في أي مكان.
لقد حان الوقت كي نجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من "الارهاب"، وان نعمل جميعاً على التصدي للادوات الارهابية العديدة، وان نسحقها كلها، وان نعمل ايضاً على محاربة أي ثقافة قائمة على الارهاب لتحل مكانها ثقافة التعايش والتضامن والتعاضد الاجتماعي، ثقافة الاخلاق الرفيعة واحترام حقوق الانسان والمواطنة لأي فرد من أفراد المجتمع.
لتعمل شعوب المنطقة جميعا على التصدي "للارهاب"، ووضع حد لما يقترفه من جرائم خدمة لاعداء أمتنا العربية. وعلينا أن نعمل لنُجير كل الدول على وقف دعمها للارهاب، واذا كانت معنية بوجوده واستمراره، فإننا نطالبها باستيعاب أدواته على أراضيها. ولنـُحمل كل دولة مسؤولية دعمها للارهاب بكافة أشكاله.. ولنعمل بكل جدية، وبالتعاون مع الشرفاء في العالم، على جعل هذه المنطقة خالية من "الارهاب" وأدواته وعناصره وفي أسرع وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com