بعد الاجابة عن سؤال: “من المستفيد من الجريمة”.. فؤاد السنيورة مشتبه به في التورط باغتيال شطح

 
عندما يبدأ أي محقق بحثه في أي جريمة وقعت، فإنه يطرح على نفسه سؤالاً تقليدياً وأساسياً: "من المستفيد من وقوع هذه الجريمة؟"، ومن هنا ينطلق عمله في التحقيق والبحث والمتابعة لكشف الحقيقة.
 
واذا طرحنا مثل هذا السؤال الأساسي بعد حادث اغتيال الوزير الدكتور محمد شطح في بيروت يوم الجمعة الموافق 27 كانون الاول 2013، فإنه يمكن الاستنتاج بأن المستفيد الأول من هذه العملية البشعة المدانة هو رئيس كتلة تيار المستقبل في لبنان فؤاد السنيورة، فهو موضع "شبهة" من ناحية منطقية وافتراضية وربما من ناحية واقعية. ومما يزيد الظن به عدة أمور ومن أهمها:-
 
  • سارع السنيورة وبعد دقائق أو أقل من ساعة من وقوع جريمة الاغتيال إلى اتهام حزب الله وسورية بالوقوف وراءها مع أنه يدرك أن اتهامه ليس في موقعه، بل يهدف إلى حرف الأنظار إلى جهة ما بعيدة عن الجهة الحقيقية المدانة.
 
  • سارع السنيورة الى القول بأن من قتل شطح هو الذي قتل رفيق الحريري، أي أنه أراد "التجارة" بدم شطح، وفي الوقت نفسه تذكير اللبنانيين بجريمة اغتيال رفيق الحريري، للحصول على دعم جماهيري بعد أن هبطت شعبية تيار المستقبل بصورة واضحة في الآونة الأخيرة.
 
  • حاول السنيورة استغلال هذه الجريمة لتطبيق أجندة خارجية معادية للبنان إذ أنه قال بكل وضوح أنه سيناضل من أجل "تحرير لبنان من السلاح غير الشرعي"، أي سلاح المقاومة، "سلاح حزب الله"، وهذا ما تسعى إليه اسرائيل واميركا والدول المعادية للمقاومة، وهو الذي بادر في اتخاذ قرار حكومته بتجريد حزب الله من اتصالاته، وذلك في شهر أيار من عام 2009 مما أدى إلى تحرك الحزب للدفاع عن المقاومة، ورفض كشفها أمام العدو الاسرائيلي.
 
  • أراد السنيورة التخلص من شطح لأنه كان منافساً له إذ كان مستشار سعد الحريري، وقبل ذلك مستشار والده رفيق الحريري، وكان له تأثير على سعد الحريري الابن المقيم في فرنسا منذ سنوات، اضافة إلى أن شطح كان مرشحاً لخلافة السنيورة كما همس أعضاء تيار المستقبل. واراد التخلص من هذا الوزير السابق لأنه كان معتدلاً، ورافضاً لكل استفزازات السنيورة، لذلك فإن ازاحته، ستوفر المجال للسنيورة ومن معه لتعزيز موقفه، ودعم التطرف أكثر وأكثر داخل تيار المستقبل، حتى تقع حرب أهلية في لبنان هدفها الأول والأخير "نزع سلاح حزب الله"، أي ضرب المقاومة في لبنان.
 
انطلاقاً من الأسباب المذكورة سابقاً، ولتصرف السنيورة ما قبل وما بعد الاغتيال، فإنه "متهم" بالوقوف وراء ما يتعرض له لبنان من أحداث مأساوية وجرائم اغتيال وتفجيرات تستهدف السلم الأهلي، وتوجه لبنان نحو المزيد من الفلتان الأمني الخطير. ويجب عدم التغاضي عن دعم جهة ما داخل تيار المستقبل بقيادة السنيورة لما يسمى بـ "الجهاديين" المتواجدين في لبنان، وخاصة في شمال لبنان، وهذا الدعم هدفه ادخال لبنان في صراع ديني قد يتحول الى أتون نار يحرق كل اللبنانيين إذا ما أدركوا الأمر ووضعوا حداً لهذا الانجرار نحو هذه النار.
 
قد يقول بعضهم أن هذا الاتهام للسنيورة هو باطل، وليس في موقعه، ولكن ستثبت الأيام والسنون القادمة هذا "الاتهام" السياسي وسيأتيك بالأخبار من لم تزودِ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com