يأتي ضمن الحرب النفسية على محور المقاومة.. أهداف العدوان الاسرائيلي الأخير على هدف عسكري لـ حزب الله

 
العدوان الاسرائيلي الجوي على هدف لحزب الله في منطقة القطاع، والذي استهدف – حسب الادعاء الاسرائيلي نفسه – شحنة من الصواريخ المتطورة كانت تنقل إلى داخل لبنان، لتعزيز القوة العسكرية للمقاومة، حصل على ضجيج اعلامي كبير، وحاولت اسرائيل، ومن يسير في ركبها، الايهام بأن هذا القصف الجوي لهذا الهدف المقاوم هو انجاز عسكري كبير، وان حزب الله عاجز عن الرد، وان وضع الحزب صعب الآن لأنه يشارك في مواجهة الارهاب في سورية. وقد طبّل وزمّر كثيرون لهذا العدوان، ومنهم من فرح به، وصفق له، لأنهم أعداء للمقاومة، ولأنهم تابعون للسياسة المعادية للأمة العربية وللمقاومة اللبنانية، ولأنهم يظنون بأن مثل هذه الاعتداءات قد تضعف حزب الله، ولا يدركون أنها تزيد من قوته وارادته وصموده وردعه لاسرائيل. فهذا العدوان له أهداف خطيرة ومنها:-
 
  • الايهام بأن حزب الله ضعيف وغير قادر على الرد، أي أن الهدف هو استفزاز حزب الله، وجره إلى عمل عسكري قد تكون نتائجه سلبية على كل المنطقة.
 
  • محاولة الإساءة لحزب الله من خلال الادعاء بأنه قوي في سورية وضعيف في لبنان، وفي مواجهة أي عدوان اسرائيلي عليه.
 
  • رفع معنويات التيارات والأحزاب السياسية المعادية للحزب على الساحة اللبنانية.
 
  • تشجيع لقوى الارهاب في سورية، وذلك من خلال ايصال رسالة لهم بأن اسرائيل تثأر لكم من خلال قصفها لأهداف تابعة لحزب الله.
 
  • استفزاز الحكومة اللبنانية الجديدة، والطلب منها بصورة غير مباشرة العمل لوقف نقل شحنات من الاسلحة المتطورة من سورية إلى حزب الله، أي إلى داخل لبنان، وبالتالي خلق "مشاكل" داخل الحكومة، وتذكيرها بعدم وضع كلمة المقاومة في البيان الوزاري للحكومة الجديدة.
 
  • توجيه رسالة بأن اسرائيل قادرة على ضرب أي هدف عسكري لحزب الله سواء أكان على الأراضي السورية أو اللبنانية!
 
  • الايهام بأن سورية عاجزة عن التصدي للطيران الحربي الاسرائيلي إذ أنه ينتهك الأجواء، ويقوم بقصف هدف لحزب الله دون أي رد قوي وحاسم.
 
  • توجيه رسالة لحزب الله وسورية أيضاً، أي لمحور المقاومة، مفادها أن اسرائيل تراقب الوضع عن كثب وبصورة مستمرة، وهي تعلم كل ما يجري في سورية ولبنان، ولن تسمح بنقل أسلحة متطورة وخاصة صواريخ متطورة جداً وذات قدرة كبيرة إلى المقاومة في لبنان.
 
  • اعطاء "الأمان" للشعب الاسرائيلي بأن الذراع العسكري لدولة اسرائيل قادر على الوصول إلى أي هدف قد يهدد الأمن الاسرائيلي.
 
  • قد يكون هذا العدوان مقدمة لعدوان أوسع مستقبلاً لضرب حزب الله، وبالتالي ضرب قوة الردع اللبنانية، وإذا تحقق هذا الهدف، فإن اسرائيل لن تتردد في الاعتداء على المياه الاقليمية وسلب آبار الغاز المتواجدة قبالة سواحل لبنان.
 
لقد استغلت اسرائيل الوضع والأجواء للقيام بهذا العدوان وخاصة ظروف انشغال حزب الله في أكثر من جبهة، جبهة لبنان الداخلية في مواجهة الارهاب، وتوحيد الجهود السياسية لنجاح أداء الحكومة اللبنانية الجديدة، ومواجهة الارهاب في سورية، ومواجهة المؤامرات التي يتعرض لها من بعض الجهات الخارجية وخاصة لعناصره أو المتعاطفين معه في منطقة الخليج.
 
ورغم هذا العدوان، فإن حزب الله سيعمل مع سورية على افشال تحقيق أهدافه الاسرائيلية، وسيتعامل معه بكل هدوء وروية واتزان، لأنه يعرف كل المعرفة الوقت المناسب للرد على مثل هذه الاعتداءات المتكررة المستغلة للظروف في المنطقة.
 
من السذاجة الاعتقاد بأن حزب الله أو سورية سيردان على هذا العدوان فوراً من دون وضع حسابات سليمة، وسورية وحزب الله أذكى من الانجرار وراء معركة يخطط لها العدو الاسرائيلي، لذلك بعض الجهات المعادية ستستغل هذا التأني الحكيم في اختيار نوعية وتوقيت الرد لمهاجمة حزب الله والانضمام الى جوقة المُعادين لها.
 
وخلاصة القول فإن هذا العدوان الاسرائيلي على هدف مقاوم هو استعراض اعلامي لعضلات عسكرية فقدت قوة الردع، وهو لن يؤثر بتاتاً على قوة الردع السورية أو المقاومة، ويأتي ضمن الحرب النفسية الاسرائيلية الفاشلة على محور المقاومة والممانعة والصمود. وهذه الحرب مكشوفة وبالتالي ستكون فاشلة في تحقيق أهدافها، كما فشلت اسرائيل في تحقيق أهداف خبيثة من اعتداءات سابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com