من يقف وراء الأحداث في اوكرانيا وفنزويلا.. ليست معارضة بل فئة مأجورة

 
 
هل ما يجري في اوكرانيا أو فنزويلا من "حراك" شعبي ضد النظام يخدم مصلحة كل من اوكرانيا وفنزويلا؟ أم أن هناك مخططات لاسقاط رئيسي هاتين الدولتين لأنهما لا يسيران بركب السياسة الاميركية؟
 
هذه الأسئلة مطروحة الآن، وتناقش، والأغلبية تـُجمع على أن ما يحدث في هذين البلدين ليس بحراك شعبي، بل بمؤامرة تحت يافطة "الديمقراطية"، وبذريعة عدم الرضى عن سياسة الرئيس الحاكم.
 
المعارضة البناءة والحقيقية لا تستعمل العنف، ولا تخالف الدستور، ولا تقوم بأي انقلاب، ولا تعمل على تدمير الوطن، لأن المعارضة بالأساس يجب أن تكون صمام الأمان للحفاظ على الوطن، ومنع الحاكم دستورياً وقانونياً من الفساد، أو المس بسلامة البلاد وبالنظام المعمول أو السائد فيها.
 
أما المعارضة التي تهدم وتدمر، وتتلقى تعليماتها من الخارج، فهي معارضة مأجورة، ولربما يمكن وصفها أيضاً بأنها عميلة لاعداء الوطن، وهي بالتالي لا تنتمي حقاً وحقيقة للوطن، بل تنتمي لمن يمولها ويديرها ويلعب بمصيرها، لأن مثل هذه المعارضة ستنتهي، وسيُلقي بها ممولها وسيدها في سلة المهملات بعد أن يحقق أهدافه من خلالها، وخير مثال على ذلك وزير خارجية الاتحاد السوفياتي سابقاً ادوارد شيفارنادزة الذي ساير الركب الاميركي، وساهم في انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه، وحصل على منصب رئاسة جورجيا لفترة قصيرة إذ أن الاميركان أنفسهم تآمروا عليه من خلال تحريض الشعب عليه، وبالتالي سقط شيفارنادزه، وغاب عن الحياة السياسية لأن دوره انتهى.
 
لننظر إلى "المعارضة" الممولة من الخارج، والتي تعمل على تدمير وطنها سواء في سورية أو في اوكرانيا أو في فنزويلا، فإننا نجد أن هناك مؤامرات على هذه الأوطان، وان السيد الاميركي لهذه "المعارضة المأجورة" يمتطي هذه المعارضة لتحقيق أهدافه الخاصة.. ولا شك أن ما يحدث في اوكرانيا يستهدف أولاً وأخيراً روسيا، وأرادت اميركا ازعاج روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لأنه بدأ ينقل روسيا إلى دولة عظمى لها كلمتها، وحضورها على الساحة الدولية. وتريد اميركا "معاقبته"، ولا تستطيع ذلك، على سياسته الداعمة للقانون الدولي، والرافضة للهيمنة الاميركية الهادفة إلى "تركيع" كل العالم، وليس احترام دول وشعوب هذا العالم.
 
لقد افتضح أمر "المعارضة" المأجورة في هذه الدول، وتبين لكل العالم أن هذه "المعارضة" هي فئة مأجورة هدامة، وهي في خدمة الأعداء أولاً وأخيراً، وقد تُحقق للسيد الاميركي ما يريده ويهدف اليه مؤقتاً، ولكن السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح على كل مسؤول في الادارة الاميركية الحالية أو المستقبلية: هل ستوافق اميركا على معارضة ضدها ممّولة ومدعومة من الخارج؟ طبعاً لا؟ وهل سيبقى الشعب الاميركي صامتاً على سياسة ادارته التي من المفروض أن تدافع عن الحرية، ولكنها في الواقع تورط نفسها في دول عديدة حتى وصل بها الأمر إلى دعم "الارهاب" الذي سيشكل خطراً عليها وعلى كل العالم!
 
الشعب الاميركي المضلل سيعي قريباً أخطاء سياسة اداراته، ومن المتوقع أن يتحرك، مع أن هذا التحرك المتوقع قد يحتاج وقتاً كبيراً، ولكنه قادم لا محالة، وستدفع الادارة الاميركية أثمان باهظة لسياستها المعادية للشعوب، هذه السياسة التي أفرغت الديمقراطية والمعارضة من معانيها وأهدافها. ومن يلعب بالنار، سيكتوي بها عاجلاً أم آجلاً، ومن يهدم وطنه تحت ذريعة "المعارضة"، وبتمويل ودعم من أعداء الوطن سيُلقى في مزابل التاريخ.. وسيضع على جبينه وصمة عار كبيرة ودائمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com