دعم اسرائيل للارهاب في المنطقة لتمرير مشروع “يهودية” الدولة

رغم نفيها الرسمي والعلني المتكرر على أنها ليست طرفاً في المؤامرة الكونية على سورية التي بدأت قبل ثلاث سنوات ونيف، إلا أن هناك اثباتات دامغة على أن اسرائيل مشاركة في هذه المؤامرة القذرة التي تستهدف أولاً وأخيراً تدمير سورية بالكامل. وهذه الاثباتات يزداد عددها يوماً بعد يوم لتؤكد أن هذا التورط ليس عفوياً، أو هامشياً، بل انه مقصود ومخطط له منذ سنوات طوال، ومنذ اندلاع الحرب اللبنانية الداخلية في عام 1975.
 
ومن هذه الاثباتات التي ذكرت في السابق، ولا داعي لذكرها مجدداً إلا بصورة سريعة وهي، توفير السلاح للارهابيين، وتحريض اميركا ودول ما يسمى بـ المجتمع الدولي على مواصلة دعم "الثورة المزيفة" في سورية، وكذلك توفير العلاج للجرحى من الارهابيين في مستشفيات اسرائيلية بعد السماح لهم بدخول الحدود المحصنة في منطقة الجولان المحتل، واعترف أحد الضباط مؤخراً بأن اسرائيل عالجت حتى الآن أكثر من 1300 مصاب، وهذا الرقم، ولو انه كبير، لكنه قد يكون اقل من العدد الصحيح لاولئك الذين تلقوا علاجاً مجانياً من حكومة اسرائيل.
 
أما الاثباتات الجديدة التي أصبحت مكشوفة للجميع هو استقبالها لما يسمى بـ "المعارضين" السياسيين وفي طليعتهم كمال اللبواني الذي التقى مؤخراً في زيارته العديد من المسؤولين الاسرائيليين، وامتازت هذه اللقاءات بالسرية، كما ان اسماء من رافقوه في هذه الزيارة لم تعلن وجرى التّعتيم عليها، مما يؤكد ان اسرائيل على اتصال دائم ومتواصل وقوي مع رموز المعارضة المزيفة القابعين في فنادق تركيا أو فنادق بعض العواصم الاوروبية.
 
واضافة الى هذه الزيارة المشبوهة لللبواني، فان اسرائيل توفر الحماية للارهابيين الذين يقاتلون الدولة في الجانب السوري من الجولان، وكذلك توفر لهم الدعم من خلال السماح لهم بتجاوز الحدود والاسلاك الشائكة، وكذلك تطلق النيران على مواقع الجيش العربي السوري بحجة سقوط قذيفة من الجانب السوري، ويكون الارهابيون قد اطلقوها، لتشكل طلباً منهم لقيام الجيش الاسرائيلي بمساعدتهم سواء بفتح الحدود لنقل جرحى أو باطلاق النار على الجيش العربي السوري تحت ذريعة الرد على اطلاق النار علماً أن معظم القذائف التي تسقط في الجولان المحتل لم تحدث أي ضرر مادي، لانها مجرد رسالة او اشارة من الارهابيين لاسرائيل لمساعدتهم. وادعت اسرائيل أن من حق سلاح الجو السوري أن يُحلق فوق الأراضي السورية الا أنها أسقطت يوم الثلاثاء 23 أيلول 2014 طائرة حربية من طراز سوخوي كانت تقصف الارهابيين، وهذه الحادثة هي رسالة دعم اسرائيلية اضافية للارهابيين. وقد تنفي اسرائيل هذا التورط في سورية وهذه التصرفات في الجولان، ولكن الايام والاشهر وكتب التاريخ ستؤكد هذا التورط المباشر في دعم الارهاب في سورية وفي المنطقة كلها.
 
والسؤال الواضح: ما هو هدف اسرائيل من تدمير سورية؟ والجواب واضح بان اسرائيل لا تريد سورية مستقرة ونموذجاً للمواطنة الواحدة المتساوية في الحقوق والامتيازات وكل وسائل العيش، ولانها أيضاً نموذج للدولة الواحدة المدنية التي تضم اثنيات وقوميات واديان مختلفة، والكل في وحدة واحدة موحدة، وهذا لا يعجب اسرائيل وخاصة لانها تريد محاربة واسقاط أي طلب لاقامة دولة واحدة ثنائية القومية في فلسطين.. ولن ننسى ان اسرائيل تدخلت في الحرب الاهلية في لبنان ولنفس السببب أو الدوافع، كذلك حرضت اميركا على احتلال العراق وتدميره وتقسيمه اذا كان ممكناً، أي أنها تريد دعم اقامة دويلات الاقليات حتى تضعف دول الطوق المحيطة بها وتتحول الى دويلات صغيرة، وكذلك كي تمرر مشروعها بان تكون اسرائيل دولة لليهود فقط، وبالتالي التخلص مما تسمى "الاقليات" في فلسطين، وخاصة "العربية" منها، لأنها ضد المساواة في المواطنة اذ يعاني الفلسطينيون العرب أبشع صنوف التفرقة والتمييز العنصري من خلال ممارسات حكوماتها، ومن خلال سن العديد من القوانين العنصرية والفاشية.
 
واسرائيل تمارس نفس سياسة اميركا، اذ انها تدعي بانها ضد "الارهاب"، وتصف المقاومة المشروعة في فلسطين بانها "ارهاب"، في حين انها توفر الدعم للارهاب في سورية ما دام هذا يخدم اهدافها ومخططاتها وتطلعاتها… وكما فشلت اميركا في الشرق الاوسط وانكمشت نفوذها وتأثيراتها، فان دور اسرائيل القذر في دعم الارهاب سيفشل ايضا… وستدفع ثمن ذلك مستقبلاً، لان من يدعم "الارهاب" سيكتوي عاجلاً أم آجلاً بناره.. ومن يقف ضد الارهاب بشتى أنواعه وصنوفه واشكاله بكل جدية، مثل سورية، سينتصر حتماً في النهاية رغم ان ثمن هذا الانتصار باهظ ومؤلم أيضاً.
 
24/9/2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com