تحالف اميركي دعائي دعماً للارهاب وليس لمحاربته

 
 
التحالف الذي تقوده الادارة الاميركية ضد تنظيم داعش هو مجرد حملة دعائية فقط، لاظهار أن هذه الادارة وحلفاءها، وأتباعها من الدول النامية، هي ضد الارهاب، ولكن في الحقيقة والواقع، فان هذه الحملة هي للتغطية على هذا التنظيم وابرازه، وخير دليل على ذلك أن الادارة الاميركية بقيادة باراك اوباما أعلنت عن خطة لمواجهة هذا التنظيم تستمر ثلاث سنوات على الاقل، مما يعني أن مواجهة هذا الارهاب هي شكلية وليست جدية، لان "داعش" تم تأسيسه وتصنيعه اميركياً، وهو يقدم خدمات للادارة الاميركية، ولبعض حلفائها.
 
ما معنى أن تكون تركيا مشاركة في اجتماعات دول التحالف، وهي في الوقت نفسه ترفض أن تنطلق الطائرات الاميركية من قواعدها في تركيا، وخاصة قاعدة انجرليك، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن تركيا راضية عن الدور الذي يقوم به هذا التنظيم، ومستفيدة منه.. وقد يتساءل بعضهم ما هي استفادة الحكومة التركية من هذا الدعم الخفي لتنظيم ارهابي خطير.. والجواب واضح كل الوضوح إذ أن تركيا تبتاع منه النفط بسعر رخيص جداً، ولذلك فهي تريد له أن يبقى، مع أنها قلقة في بعض الاحيان من انقلابه عليها.
 
واعلان تركيا عن عزمها اقامة حزام أمني عازل على حدودها مع شمال العراق ليس للوقاية المستقبلية من انطلاق عناصر هذا التنظيم الى الداخل التركي، بل من أجل منع الثوار الاكراد، وخاصة حزب العمال الكردستاني، من الانطلاق من شمال العراق الى تركيا في المستقبل، رغم أن هناك اتفاقا لوقف اطلاق النار مع هذا الحزب الكردي، وما زال قائماً حتى الآن!
 
وتركيا معنية جداً بالتجارة والسمسرة بهذا النفط خلال الفترة القليلة القادمة من خلال شرائه بأبخس الأثمان، وبيعه لاوروبا، وخاصة أننا على أبواب فصل الشتاء، وتوفير النفط لاوروبا هو بمثابة التفاف على شركة غاز بروم الروسية التي تخطط، لخفض تصديرها من الغاز الى اوروبا رداً على العقوبات الاقتصادية الظالمة غير الشرعية التي فرضتها اوروبا واميركا على روسيا بسبب الازمة الاوكرانية.. أي أن تركيا تدعم هذا التنظيم الارهابي مالياً ليبقى صامداً أمام الجيشين العراقي والسوري، وكذلك للحصول على دخل من سمسرتها بنفط المنطقة.
 
ومشاركة السعودية في هذا التحالف الدعائي ستكون مقتصرة على توفير المال لتغطية تكاليف الضربات الجوية الاميركية على مواقع معينة للتنظيم، وكذلك لتدريب عناصر المعارضة السورية (الارهابية) بحجة محاربة داعش، وهي في الواقع لمواجهة الدولة السورية الشرعية، أي أن السعودية تدعم داعش بصورة غير مباشرة مقابل أن تبقى خارج حدودها، وتعمل فقط في الدول المجاورة المعارضة لسياستها.
 
ولا بدّ من الاشارة الى أن السعودية قلقة من بيع النفط العراقي والسوري المسيطر عليه من قبل داعش الى دول اوروبا بأسعار منافسة، وهي أيضاً ضد الاخوان المسلمين، أي ضد تركيا، ولذلك وجدت نفسها مجبرة على ان تكون ضمن هذا التحالف، وليست برضاها، وبأمر من الادارة الاميركية.
 
وخير دليل آخر على أن هذا التحالف هو شكلي يكمن في أن اميركا تقوم بغارات جوية لتمنع عناصر داعش من تجاوز الخطوط الحمراء المخصصة لها… وهذه الغارات والضربات الجوية الاميركية محدودة، وغير جادة بالفعل، إذ أنها ضمن خطة لابقاء هذا الوضع لمدة ثلاث سنوات يتم خلالها استنزاف القدرات العراقية وكذلك السورية.
 
 
وخلاصة هذا القول ان هذا التنظيم الارهابي يقدم خدمة كبيرة للسياسة الاميركية واتباعها، لذلك لن تكون محاربته جدية كما يجب. والغريب أن اميركا تشن الحملة ضد داعش ولا تشن مثلها على تنظيمات أخرى ارهابية في سورية، مثل جبهة النصرة واخواتها ومنافساتها من الحركات الارهابية، لانها معنية ببقاء المنطقة غير مستقرة تعاني من الارهاب، وبالتالي ينشغل العالم به وخاصة أبناء هذه المنطقة، ويتناسون القضايا الجوهرية الاساسية، وخاصة احتلال اسرائيل المستمر منذ 47 عاماً للاراضي العربية المحتلة، أي منذ حزيران 1967.
 
هذا التحالف الوهمي هو ضد سورية وروسيا وايران والعراق وكل أبناء منطقة الشرق الأوسط. وهو في الواقع يبالغ في قدرة داعش، من أجل استنزاف قدرات حتى الدول المشاركة فيه… وهذا ما ستؤكد الاشهر القليلة القادمة.. وستؤكد أيضاً ان اميركا تبتز الدول المشاركة فيه لتحصل على ما تريد، لأنها رئيسة الارهاب، والمستفيدة الاولى منه في العالم أجمع!
 
18/9/2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com