القضاء على الارهاب أنجع رد على العدوان

 
 
 
العدوان الجوي الاسرائيلي السافر على الأراضي السورية، وبالتحديد على ريف العاصمة دمشق، مساء يوم الأحد 7 كانون الثاني 2014، يعتبر اعتداءً جباناً على سيادة الأراضي السورية، وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية، ودعماً مكشوفاً وواضحاً للمجموعات الارهابية التي تتلقى الهزائم يومياً على يد الجيش العربي السوري، والتي هي أدوات تنفيذ قذرة ورخيصة لمؤامرة كونية بشعة تستهدف تدمير سورية، لأنها هي معقل ثقافة المقاومة، ولأنها ترفض أن تغرّد مع السرب الموالي لا بل التابع لاميركا وحليفاتها، وخاصة اسرائيل.
 
لقد سعت القيادة الاسرائيلية اليمينية الحالية الى تحقيق أهداف من وراء هذا العدوان، ومن أهمها استفزاز القيادة السورية التي تمتاز بالهدوء والروية، وكذلك تحريض الشارع العربي ضد هذه القيادة لعدم انفعالها العاطفي للرد على هذه الغارات العدوانية، وبالتالي تخفيف الضغط العسكري على المجموعات الارهابية من خلال انشغال الجيش السوري في مواجهة جديدة اضافية.
 
واختارت القيادة الاسرائيلية الوقت المناسب لشن هذا العدوان، إذ أن المجموعات الارهابية بحاجة إلى دعم معنوي، وحاولت اسرائيل توفيره عبر هذا العدوان، وكذلك لاستعراض عضلات القوة العسكرية لاسرائيل بعد أن اتهم نتنياهو بأنه ضعيف، وجعل من الدولة العبرية ضعيفة بسبب سياسته، وجاء هذا العدوان يوماً واحداً قبل اقرار المجلس التشريعي الاسرائيلي (الكنيست) قانون حل البرلمان أو المجلس، وبالتالي اجراء انتخابات مبكرة حدد موعد اجرائها في 17 آذار القادم.. أي أن هذا العدوان جاء ليخدم الحملة الانتخابية لنتنياهو قبل أن تبدأ هذه المعركة بفترة طويلة، وخاصة لخدمته داخل حزبه اذ أنه يواجه منافسة قوية له على زعامة حزب الليكود، والتي ستحسم في انتخابات داخلية ستجري الشهر القادم.
 
تظن القيادة الاسرائيلية أن العرب ينجرون الى أي استفزاز وانهم ينفعلون بشدة وبسرعة، وهذا ما راهنت عليه، لكن عهد الانفعال والتصرف غير المدروس قد ولى، وخاصة مع قيادة عربية سورية تُقيّم الأمور بكل هدوء وواقعية وتتخذ القرار الحاسم، غير آبهة لتعليقات انتقادية من هنا أو هناك، فالمهم افشال اسرائيل في تحقيق أهدافها من أي عدوان، وكذلك التصرف ضمن الامكانيات والواقع، وأهم شيء الآن هو مكافحة الارهاب، والتصدي له، والقضاء عليه، إذ أن القضاء على هذه المؤامرة الارهابية هو بحد ذاته انتصار على اسرائيل، واسقاط لأهدافها ومخططاتها ومساعيها.
 
والتروي في الرد، أو عدم الانفعال، لا يعني تناسي أو غض الطرف عن هذا العدوان، ولا يعني عدم الامكانية في الرد العنيف، ولكن القائد الحكيم والواعي يرد في الوقت والمكان المناسبين.. وهو الذي يختار وقت المعركة ولا يسمح بفرضها عليه.
 
واسرائيل بهذا التصرف العدواني الأرعن، تضع نفسها في دائرة الاستهداف الدائم من العديد من قوى المقاومة رداً على هذا العدوان والاعتداءات الأخرى السابقة، وبالتالي ستعيش في حالة ترقب وقلق لأنها لا تعرف الساعة الذي سيأتي فيه الرد عنيفاً ومزلزلاً.. وكلما اقتربت ساعة القضاء على الارهاب، كلما ازداد هذا القلق والرعب، واقتربت ساعة الصفر للرد على هذه الاعتداءات، فمن يرتكب عدواناً سافراً لا بدّ أن يدفع ثمنه باهظاً عاجلاً أم آجلاً!
 
8/12/2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com