لأن سورية نبع ومهد ثقافة المقاومة

  

 
تسعى الادارة الاميركية والدول الحليفة لها الى نشر ثقافة الخنوع والاستسلام، وتبذل جهوداً مضنية لتحقيق هذا الهدف، وقد أعلنت وزيرة خارجية اميركا في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن عن اقامة شرق أوسط جديد، أي اقامة دويلات صغيرة تعتمد على الدين في تركيبتها، وبالتالي تتجزأ المنطقة لتصبح أكثر ضعفاً وخنوعاً واستسلاماً.. وما يقلق هذه الادارة ثقافة المقاومة التي بدأت بالازدهار بعد تحرير جنوب لبنان، وازدادت ازدهاراً وانتشاراً بعد حرب تموز 2006، لذلك كان عليها أن تفعل شيئاً لضرب هذه الثقافة.
 
وجاءت الفرصة لها بعد أن ثار الشعب في تونس ومصر على الرئيسين بن علي ومبارك اللذين استمرا في الحكم لمدة تزيد عن ثلاثين عاماً من دون أن يحققا أي تطور أو تنمية في تونس ومصر.. وسُمي هذا التحرك بأنه "ثورة" على الظلم والفساد، وكذلك سمي بـ "الربيع العربي"… واستغلت ثورتي مصر وتونس لتُعمم الأمر على بقية الدول العربية، وكان جُل اهتمامها أن ينتقل ذلك الى سورية، مهد ثقافة المقاومة، البلد الذي تمتع بالاستقرار والأمان لسنوات طوال، والبلد الذي يعتمد على ذاته، ولديه اكتفاء ذاتي اقتصادي، وليست له أي مديونية للبنك الدولي. وقامت الادارة الاميركية بتحريك "امعاتها" و"عناصرها" داخل الساحة السورية بعد أن دمرت العراق واليمن وليبيا، والدول الأخرى على الطريق، وكانت القيادة السورية هادئة وحكيمة، تعاملت مع المطالب التي رفعت بكل ايجابية، وقررت البدء بمسيرة اصلاح، لكن هذا لم يرضِ هذه الادارة وبالتالي بدأت بضخ ارهابيين الى سورية بهدف تدميرها، وها هي صامدة رغم مرور أكثر من 45 شهراً، أي ما يقارب الأربع سنوات، على هذه المؤامرة الكونية، وها هي سورية تسقط المؤامرة وتفشلها وتبقى صامدة رغم معاناة الشعب السوري، ونتيجة تصديه الباسل لهذه المؤامرة.
 
ورغم مرور أربع سنوات على هذا العدوان التآمري على سورية، إلا أنها لم تغيّر من مواقفها العروبية الأصيلة، ولم تتنازل عن ثقافة المقاومة، بل واصلت دعمها للمقاومة، ودافعت عنها، ورفضت كل الاغراءات مقابل هذا التنازل.
 
سورية ليست داعمة وحاضنة لثقافة المقاومة فقط، بل هي نبع للفكر المقاوم، هي الحصن المنيع للمقاومة، وهي مهد الثقافة المقاومة على مر القرون والتاريخ. وكانت عاصمتها دمشق صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في التصدي لكل المؤامرات والغزوات في المنطقة، واجهت كل الغزوات وسقط ابطال كثيرون وهم يناضلون ويتصدون للاحتلالات العثمانية والانتداب الفرنسي، وهي العقبة الكأداء أمام جر العالم العربي نحو التطبيع تجاه اسرائيل، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.
 
ولان سورية صاحبة مبدأ ثابت وصلب، ولأنها لا تخشى من أحد، ولأنها حامية حمى ثقافة المقاومة والمساندة لها في كل المجالات، تدفع سورية ثمناً باهظاً ولكنها في النهاية هي المنتصرة، لأن الحق، ومهما طال الزمن ورغم كل التضحيات الكبيرة في الدفاع عنه، سينتصر.
 
لن تُحقق الادارة الاميركية أهدافها في الغاء ثقافة المقاومة، لأن لهذه الثقافة القلعة السورية التي تحميها وتحافظ عليها، ولا بدّ أن تنهزم اميركا وحليفاتها في هذا المسعى كما هزمت في مساع ومؤامرات أخرى.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com