طموحات ومخططات اسرائيليةيكشفها العدوان على القنيطرة

 
 
العدوان الاسرائيلي على مجموعة من خيرة مقاومي حزب الله والحرس الثوري الايراني يوم الأحد الموافق 18/1/2015 أثناء تواجدهم في منطقة القنيطرة في منطقة الجولان أكدت من جديد تورط اسرائيل بشكل لا يدع للشك في المؤامرة على سورية، هذه المؤامرة التي تهدف أولاً وأخيراً الى اسقاط الدولة السورية الشرعية، ومن ثم تقسيم سورية وتجزئتها الى دويلات صغيرة تتنازع فيما بينها لسنوات ولربما لعقود، وبالتالي تؤمن وتضمن اسرائيل وجودها وكذلك أمنها على الحدود الشمالية لفترة زمنية طويلة.
 
وتعتبر هذه الغارة من حيث الشكل دعماً للمسلحين غير السوريين الذين يقاتلون ضد الدولة السورية، ورفعاً لمعنوياتهم وتشجيعهم على مواصلة معاركهم ضد الجيش العربي السوري، ومنع أي دعم للجيش العربي السوري في هذه المنطقة، لا بل منع وجود مقاومة بوصلتها فلسطين.
 
وكشفت هذه الغارة الحلف الخفي القائم بين هذه التنظيمات الارهابية واسرائيل، وهذا ما أكده الكاتب الاسرائيلي يعقوب تسالئيل بعد وقوع هذا العدوان الجديد على السيادة السورية. وهذا الحلف يهدف الى ابقاء الصراع محتدماً داخل سورية لفترة طويلة.
 
ولكن الأكثر خطورة في هذه الغارة تكمن في انها نقطة تحول في التورط الاسرائيلي في الصراع المحتدم داخل سورية، والذي هو في الواقع ليس صراعاً بل حرباً على سورية لمواقفها الوطنية الرافضة للسير بركب السياسة الاميركية، والرافضة للتنازل عن مبادئها في دعم المقاومة المشروعة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وفي التصدي للمؤامرات القذرة على عالمنا العربي!
 
ونقطة التحول هي جر سورية وحزب الله الى مواجهة عسكرية توفر الغطاء والمبررات للتدخل العسكري الاسرائيلي المباشر في المؤامرة على سورية، ودعم المسلحين الارهابيين لسقوط دمشق في ايديهم، وبالتالي اقامة دولة سنية في هذه المنطقة.. وليس هذا فقط، بل اقامة دولة درزية في منقطة جبل العرب، أي تأمين تقسيم سورية الى دويلتين على الأقل على حدود اسرائيل الشمالية، وهذا يعني أن احتلال اسرائيل للجولان سيبقى – حسب المخطط الاسرائيلي – ابدياً، ولن تكون هناك أي مطالبة بتحريره. وهذا ما أشار اليه وأكده الكاتب اليهودي جوشوا غيليرنتر في مقالة له نشرته مجلة الجيروسالم بوست يوم 9/1/2015 حول ضرورة التدخل العسكري الاسرائيلي المباشر لاقامة هذه الدولة الدرزية في منطقة جبل العرب.
 
هذه أحلام وأمنيات ومخططات اسرائيلية تنتظر الفرصة الذهبية لتطبيقها على ارض الواقع، ولكن هناك عوائق وعقبات كثيرة أمام تطبيقها، وفي مقدمتها أن الشعب السوري متمسك بوحدته وملتف حول قيادته الشرعية، وواثق بقوة وصلابة الجيش العربي السوري.
 
والتساؤل الذي يمكن طرحه: هل هذه الغارة العدوانية توفر حقاً وحقيقة الفرصة لبدء تطبيق هذه الاحلام الصهيونية على ارض الواقع؟ هناك شك كبير في ذلك مع أن من أعطى الضوء الاخضر للقيام بهذا العدوان يشعر ويفكر ويأمل بأن تكون كذلك، ولكن الرياح السياسية والميدانية العاتية لن تجري كما تشتهيه سفن المخططات الاسرائيلية، بل قد يكون لهذا العدوان نتائج عكسية مفاجئة لاسرائيل لم تكن في حساباتها أو توقعاتها الميدانية!
24/1/2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com