عضوية اسرائيل في الاتحاد الافريقي آتية قريبا

رئيس دولة توجو في افريقيا الغربية، فاوري غناسينغبي،  زار اسرائيل مؤخراً، وقام يوم الاثنين 8/8/2016 بجولة على الحدود الاسرائيلية الشمالية، وخاصة في منطقة الجولان، اذ راقب المعارك الجارية هناك بين الارهابيين والجيش العربي السوري، والتقى بعض الجرحى. وقد قٌدم له شرح واف عن اوضاع الحدود الشمالية، و”الخطر” الآتي من “حزب الله” ايضا.

قبل اسبوع من هذه الزيارة، قام رئيس المنظمة الاقتصادية لافريقيا الغربية مارسيل ألان بزيارة اسرائيل، ووعد خلال لقائه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بأن توجه له دعوة للمشاركة في القمة الاقتصادية التي ستعقدها المنظمة، وسيشارك فيها قادة 15 دولة من منطقة افريقيا الغربية. والقمة ستعقد في ابوجا/ نيجيريا.

وهناك أخبار عن اجراء اتصالات مكثفة لعقد قمة بين رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وعدد كبير من قادة الدول الافريقية على هامش الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق بعد أواسط شهر أيلول القادم.

ولا بد من التذكير ان نتنياهو زار اربعة دول واقعة على حوض النيل، وعقد قمة مع سبع قادة افارقة على هامش هذه الزيارة في اوغندا، وكان الهدف من التحرك تعزيز العلاقات الثنائية مع اسرائيل، وخاصة في موضوع تصدير السلاح اليها اذ ان هذه الدول هي في حالة عدم استقرار، وكذلك تقديم مساعدات اسرائيلية في مجال الخبرات الزراعية والمائية، وكذلك الطلب منها دعم طلب نتنياهو باعادة عضوية اسرائيل كمراقب في الاتحاد الافريقي!

رحم الله القذافي

الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اغتيل بتدخل اجنبي، وخاصة فرنسي، كان يسيطر على افريقيا، وهو الذي كان يؤثر على الاتحاد الافريقي، وهو كان وراء طرد اسرائيل من عضوية هذا الاتحاد عام 2002، على خلفية الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية.

بعد رحيل القذافي، فان الدول العربية في افريقيا تعاني كثيراً، ولا تستطيع التأثير على سياسة الاتحاد الافريقي. دولتان تعارضان بقوة اعادة عضوية مراقب لاسرائيل في الاتحاد الافريقي هما الجزائر وجنوب افريقيا.

مصر تعارض ذلك، ولكنها لا تستطيع ان تضغط على الاتحاد لمنع ذلك بسبب ان هناك اتفاقية سلام مع اسرائيل. لربما السودان قد يعارض، ولكنه مشغول بمشاكله، وكذلك تونس منهمكة في ترتيب الوضع الداخلي. اما المغرب فله علاقات مع اسرائيل من خلال ممثلية اقتصادية، والعاهل المغربي لا يريد الدخول في صراعات فيكفيه النزاع حول الصحراء الغربية ومنظمة البوليساريو التي تم طردها من الاتحاد الافريقي لارضاء المغرب، وعودته الى عضوية الاتحاد اذ جمدها بعد ان قبل الاتحاد هذه المنظمة في الاتحاد الافريقي.

انطلاقاً مما ذكر، فان رحيل القذافي كان نعمة لاسرائيل، وجاء لصالحها، وها هي اسرائيل تجد أرضاً خصبة لمد نفوذها الى القارة الافريقية، والسيطرة والهيمنة عليها سياسياً!

ماذا يستفيد الافارقة من اسرائيل

لن تحصل الدول الافريقية على مساعدات مالية من اسرائيل، بل تستفيد خبرات في موضوع الزراعة، وفي المياه، وفي امور عديدة، وفي اقامة مصانع. وكذلك من الممكن الحصول على تدريبات للقوات المسلحة في اسرائيل، والحصول على خبراتها في التصدي للارهاب ومثيري “الشغب” اذ ان هذه الدول تعاني من عدم استقرار، وهناك نزاعات مسلحة فيها.

والاهم من كل ذلك، فانها قد تحصل على السلاح المتطور، وخاصة التكنولوجيا الاسرائيلية المتقدمة جدا، وهذا السلاح سيوفر القوة لجيوش هذه الدول، وبالتالي يوفر الاستقرار والدعم للقادة والرؤساء الحاليين.

هناك شعور افريقي بان لاسرائيل نفوذا قويا في داخل الساحة الاميركية، فبالتالي تحصل هذه الدول على دعم اميركي، لانها ستسير في الركب الميركي. كما ان لاسرائيل نفوذا وتأثيرا على البنك الدولي الذي سيقدم منحاً ومساعدات لهذه الدول لمواجهة ظروفها الاقتصادية الصعبة.

ماذا تستفيد اسرائيل

اسرائيل هي الرابحة من هذه العلاقات مع افريقيا اذ انها من خلال تعزيزها تحقق امورا عدة واهمها:-

  • محاصرة الدول العربية في افريقيا، وشل تأثيرها على الاتحاد الافريقي.
  • يكون لاسرائيل تواجد في افريقيا وفي مختلف الاصعدة الامنية والسياسية والمائية.
  • يمكن لاسرائيل ان تستخدم هذه الدول للضغط على السودان ومصر من خلال مياه النيل الحيوية جدا لهاتين الدولتين العربيتين.
  • توفير دعم من الدول الافريقية لاسرائيل في المحافل الدولية، وخاصة في الجمعية العامة للامم المتحدة، لأن تصويتها ضد أي قرار ينتقد اسرائيل هو مكسب كبير لها. كما ان اسرائيل تهيء هذه الدول لعدم تأييد أي مشروع قرار فلسطيني سيقدم الى الجمعية العامة للتصويت يدين اسرائيل، اذ لن يحصل على الاصوات المطلوبة لاعتماده، كما انها تؤمن وجود دول صديقة في مجلس الامن لا تتبنى ولا تدعم أي قرار مناهض لاسرائيل.
  • من الناحية التجارية، فان اسرائيل تعتمد كثيرا على صادرات السلاح، وباقامة علاقات مع دول افريقية بحاجة الى السلاح لمواجهة الاضطرابات فيها سيعزز هذه التجارة ويوفر دخلا جيدا للصناعات العسكرية الاسرائيلية.

في خلاصة القول ان اسرائيل هي المستفيدة كثيرا من اقامة هذه العلاقات، وانها تعزز موقعها على الساحة الدولية، وتمنع حدوث عزلة سياسية.. لانه ليس هناك وجود عربي جدي على الساحة الافريقية، واسرائيل ذكية في انتهاز الفرص والاستفادة منها واستثمارها قدر الامكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com