الصناعات العسكرية في خدمة التنظيمات الارهابية..

 

دعم الارهاب وتنظيماته العديدة في مختلف أنحاء العالم هي تجارة رابحة، لذلك نجد أن العديد من دول العالم ترغب في اطالة امد الصراعات المسلحة القائمة في العديد من الدول، وبالتالي ترغب في ابقاء المعارك الطاحنة ضد الارهاب في سورية والعراق واليمن ومالي وليبيا.. الخ مستمرة ومتواصلة غير آبهة بالدمار التي تحدثها هذه التنظيمات الارهابية في هذه الدول، وغير مكترثة بالضحايا الابرياء الذين يسقطون نتيجة هذه المعارك الطاحنة.

فتزويد التنظيمات الارهابية بالعتاد القاتل والمتطور هو دعم للصناعات العسكرية، اذ يؤمن استمرار عملها، ويؤمن الحصول على دخل كبير للدولة صاحبة هذه الصناعات.

ومن هنا يمكن القول بأن من اهداف دعم الارهاب هو هدف تجاري، فالاسلحة التي تمتلكها التنظيمات الارهابية لم تأت من السماء، أو بصورة عفوية، أو لأن هذه التنظيمات تصنع هذا السلاح، بل تأتي من هذه الصناعات بواسطة عملاء ووكلاء قد يكونون بعض تجار السلاح في “السوق السوداء”، أو دولاً عديدة توفر هذا السلاح لتحقيق اهداف سياسية على حساب دماء أبناء الشعوب في العالم عبر أدوات رخيصة مرتزقة تتمثل بالارهابيين الذين غُسلت عقولهم، أو ضللوا عبر حفنة من الدولارات، أو ضُحك عليهم بواسطة بعض الفتاوى “الدينية”، وهي بعيدة كل البعد عن الدين وتعاليمه السامية.

هل من المعقول ان يكون تنظيم “داعش” أو أي تنظيم آخر حصل على السلاح مجاناً من هذه الصناعات، أو أن جهات متآمرة هي التي ابتاعته ووفرته لهم.

مؤخراً، وقعت السعودية على عقد أو صفقة لشراء أسلحة بقيمة 1,25 مليار دولار تشمل دبابات ومدافع وذخيرة لمواصلة عدوانها على الشعب اليمني. وكانت قد اشترت أسلحة عبر السنوات الماضية بعشرات مليارات الدولارات، وهذه الأسلحة تستخدم في دعم الارهابيين ومساندتهم، والصناعات العسكرية تعرف ذلك، والمهم أن تربح لأنها لا تهتم بكيفية استخدام هذا السلاح لانه ليست هناك شروط حول ذلك، الا شرط واحد الا وهو عدم استخدامها ضد اسرائيل. اما اذا استخدمت ضد العرب وضد الشعوب العربية فهذا حلال ومرحب به من قبل هذه الصناعات العسكرية في الدول الغربية.

 لنتصور أن هذه الصناعات العسكرية اوقفت تزويد الارهاب او الدول التي تشهد صراعات داخلية بالسلاح، ليتمتع العالم كله باستقرار، فان هذه الصناعات ستغلق ابوابها وسيطرد عمالها، ولكن من المستحيل ان تقبل هذه الصناعات وقف تصدير السلاح الى الارهابيين، ومن المستحيل ان ينعم العالم بالهدوء، فلا بدّ أن تُخلق مشاكل وصراعات مسلحة ودامية هنا أو هناك سواء بين الدول، أو في داخل هذه الدول!

والمؤلم أن هذا السلاح يُستخدم للقتل والتدمير في الدول النامية، ولا يستخدم في داخل اوروبا او اميركا، لانه يُصنع للدفاع عن المجتمع الغربي، ولتدمير العالم الثالث عبر دعم الفتنة والخلافات والصراعات حتى يبقى المجتمع الغربي آمناً، ودول العالم الثالث تعاني وتنزف، وبالتالي تبقى ضعيفة وتحت رحمة واوامر هذا المجتمع الدولي الفاسد.. وكما تتحكم الدول الغنية الغربية بدول العالم الثالث عبر فرض شروط وقيود للحصول على مساعدات مالية، فانها عبر صناعاتها العسكرية تتحكم في هذه الدول ايضا. وما يواجهه عالمنا العربي هو خير دليل على ذلك.

والمؤلم كثيراً ان الدول العربية النامية التي حصلت على نعمة المال، لا تعرف كيف تستثمر المال الوفير إلا في ايذاء الآخرين، من خلال ابتياع هذا السلاح وتسريبه الى ايدي الارهاب ظنا منها ان ذلك سيوفر الامن لها عبر ابعاد الارهابيين عنها، لكن هذا ليس صحيحاً. فالارهاب لا يعرف الحدود، ولا اخلاق لديه، وبالتالي لا يلتزم بأي شيء، فقد يوجه أسهمه الى صدور من يدعمه، خاصة اذ عانى هذا الارهاب من ضربات موجعة، فيصب جام غضبه على من ورطه في هذا الموقع أو ذاك.

ان تجفيف منابع الدعم للارهاب يتم عبر وقف تسليح الارهابيين، عبر منع من في مخازنه السلاح الوفير من تسريبه الى ارهابيين.. والمعلوم اخلاقيا ان السلاح يتم شراؤه وامتلاكه للدفاع عن الوطن وابنائه، وليس لضرب اوطان اخرى وتمزيقها.. ولكن وللاسف قادة العديد من الدول في هذا العالم يعرفون “الاصول الاخلاقية”، ولكنهم يتجاهلون احترامها، وبالتالي يتحولون الى ارهابيين، لان من يدعم الارهاب هو ارهابي ايضا ولا بدّ من محاسبتهّ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com