مؤسسة القدس الدولية.. في ذكرى إحراق المسجد الأقصى تؤكد أن العدوان على سورية وفلسطين واحد

بقلم/ الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

وفاء منها لتراب القدس ومكانة مسجدها وأصالة الأرض الفلسطينية وعراقتها المتجذرة في عمق التاريخ الإنساني للكرة الأرضية، وتذكيراً منها بعنصرية الاحتلال المتغطرس لأرض أجدادي وعبقها الطاهر، أقامت مؤسسة القدس الدولية في مكتبة الأسد بدمشق بمناسبة الذكرى 47 لإحراق المسجد الأقصى ملتقى تحت عنوان “الأقصى بين الإحراق والتهويد.. مسؤولية أمة” حضره حشد من كبار ممثلي الوزارات والقوى وممثلين عن الهيئات والفعاليات والفصائل الفلسطينية، وعدد من الشخصيات السياسية الكبيرة، نذكر منهم: الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس، والأستاذ باسل جدعان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، ومعالي وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، ووزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة ريما القادري، والأستاذ طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وعطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، والدكتور سفير الجراد مدير عام مؤسسة القدس الدولية في سورية، إضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي،…

14163895_1080844332000563_56113921_o

وفي كلمة لها أمام الملتقى أشارت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الدكتورة (بثينة شعبان) إلى أن ما يجري في الأمة العربية في مختلف بلدانها إنما يجري لخدمة الصهيونية ومشاريعها الاستيطانية ليس في فلسطين فقط وإنما في العالم العربي بأكمله، وأكدت أن اليوم سقطت كل الأوهام وسقطت كل الادعاءات وركض الخائنون بأرجلهم إلى إسرائيل، وعبروا عن عزيمتهم بفتح الأبواب لهذا الكيان حين تسمح لهم الظروف بذلك، وقالت: إذا ما سألنا عن المستفيد الأكبر نرى أن الكيان الصهيوني هو المستفيد، لذا من الضرورة بمكان ألا نتحدث عن وجع أو ألم داخلي إلا أن نتحدث عن ألم ووجع فلسطيني، لأن فلسطين هي البوصلة وجوهرة التاج، ورأت شعبان أن الرد المناسب أن تنشغل الأمة بما يجري في فلسطين وأن تقف صفاً واحداً مع الأسرى، صفاً واحداً ضد التهويد والاستيطان، وإحراق المسجد الأقصى وضد كل الإجراءات الصهيونية التي تتخذ ضد شعبنا وأهلنا في فلسطين، كما أكّدت شعبان أنه يجب ألا نتردد أبداً في أن نصف الخائن بالخيانة حتى وإن نطق باللغة العربية، فلا يوجد مكان اليوم للمناطق الرمادية ولا يجب أن نقبل على الإطلاق بأن الخيانة وجهة نظر، فلا يمكن لعربي حقيقي أصيل أن يقبل بما يجري في فلسطين أو سورية أو ليبيا أو اليمن مهما كانت هذه الأدوات ومهما كان أصلها ومهما كان لسانها فهي صهيونية، وأكدت شعبان أن ما يجري اليوم في سورية على مدى السنوات الست هو انعكاس لما جرى في فلسطين؛ فتدمير الآثار والمعامل والمدارس وقتل الأطفال، كلها إجراءات درج عليها العدوان الصهيوني، كما أشادت ببطولات الجيش العربي السوري بقيادة حكيمة للرئيس بشار الأسد وقالت: بفضلهم أفشلنا آمال الصهاينة وأعوانهم في المنطقة ووطأنا بأقدامنا على أرض صلبة لننطلق منها لبناء مستقبل عربي حقيقي يخططه عرب ويديروه ويحرروا بهم أرضهم المحتلة، كما وجهت التحية إلى دولتي روسيا وإيران الصديقتين والمقاومة الوطنية اللبنانية وكل من وقف إلى جانب سورية وقالت: لا شك أننا منتصرون لأن الحق ينتصر دائماً على الباطل…

14171975_1080844038667259_495172349_n

بدوره أكّد نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الأستاذ (باسل جدعان) على أن الاعتداء على الأقصى مستمر ولم يتوقف، والاعتداء على سورية وما يجري في سورية كذلك في نفس السياق، فالعدو واحد وإن اختلف شكله وعنوانه لكن الهدف نفسه، فالهدف من سورية تفتيتها وإنهاء دورها العربي والقومي المقاوم والمدافع عن المظلومين في أي مكان، فهي صوت الحق وهم يريدون طمس هذا وتصفية القضية الفلسطينية والهيمنة على المنطقة، ولذلك نذكّر دائماً أن فلسطين والقدس بوصلة للجهاد والنضال وأن سورية تدفع بكل سرور ورجولة وإدارة ومقاومة ثمن ذلك، وقال: أنها ستبقى على هذا الطريق إنشاء الله حتى تحرير كل شبر في فلسطين وكل شبر من الوطن العربي المحتل، لأن الموضوع موضوع مبدأ أخلاقي وديني بغض النظر عن هوية المستضعف لذا تقف سورية إلى جانبه أملاً أن تنتهي المواجهة بانتصار سورية ليكون تحرير فلسطين الخطوة التي تليها…

فيما توجه السيد وزير الأوقاف الدكتور (محمد عبد الستار السيد) بالشكر إلى مؤسسة القدس على إقامتها لهذا الملتقى مشيداً بدورها وعملها الدؤوب وتفكيرها المستمر بحقيقة ما يجري من مؤامرة على بلادنا ووطننا وذلك بتوجيه الإصبع إلى المكان الصحيح إلى فلسطين المحتلة إلى الصهاينة المجرمين القتلة الذين ورثوا وأفرزوا الإرهاب التكفيري،… ومن جانبه أكّد الدكتور (سفير الجراد) مدير عام مؤسسة القدس الدولية على أن ملتقى اليوم جاء إحياءً لذكرى إحراق الأقصى، وقال: هذا الإحراق المؤلم بجزئياته السياسية والإعلامية، والراسب الحقيقي للممارسات الصهيونية الممنهجة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، موضحاً أن في هذا الملتقى رسالة لإسرائيل بأننا ما زلنا نتابع، وبأن القدس إليها يوجّه الجهاد والبنادق، فثورة الربيع يجب أن تكون في فلسطين ضد الصهاينة وليس ضد المسلمين بعضهم بعضاً،..

14182185_1080844122000584_1190200611_n

كما أشار أمين سر قوى التحالف الفلسطينية الأستاذ (خالد عبد المجيد) إلى أن هذا الملتقى فيه رسالتين الأولى للشعب العربي في فلسطين والقدس ليؤكد الشعب العربي في سورية والقيادة السورية، والهيئات والمؤسسات السورية وفصائل المقاومة الفلسطينية من هنا من دمشق التي صمدت في وجه أكبر هجمة وأكبر مؤامرة تستهدف شعبها وجيشها وقيادتها، أن رسالتنا إليكم يا أبناء القدس أننا معكم وسنستمر في مواصلة النضال من أجل استعادة القدس ومن أجل المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى الذي تعرض قبل 47 عاماً لعملية إحراق من الصهاينة موضحاً أن الرسالة الثانية من هنا من دمشق إلى الأمة العربية التي للأسف الشديد في ظل هذا التآمر في ظل ما جرى في سورية لم تقم بالدور الذي يجب أن تقوم به سواء على صعيد الأحزاب والقوى بغض النظر عن المواقف المشرفة للكثير من الأحزاب والقوى والشخصيات والفعاليات، وأكد عبد المجيد أن سورية بعد هذه الأعوام الستة صمدت في وجه أكبر مؤامرة كونية وأن هذا الترابط الوطني والقومي بين قضية فلسطين والقضية السورية وهذه المؤامرة التي تستهدف سورية وفلسطين لافتاً إلى صمود الجيش العربي السوري والقيادة السورية والشعب العربي في سورية حيث يعتبر هذا الصمود لتقريب الطريق من أجل استعادة فلسطين واستعادة القدس…

14194432_1080843572000639_570447387_n

بدوره أكد الأستاذ (طلال ناجي) الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في كلمة له أن ما يجري في المنطقة ولا سيما في سورية يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ولفت إلى أن عمليات التهويد وتشريد الشعب الفلسطيني مستمرة في القدس بهدف إتمام المشروع الصهيوني وزراعة كيانه الغاصب في قلب الوطن العربي من أجل التفريق بين شرقه ومغربه مشدداً على أن هذه المشاريع مصيرها الفشل بفضل القوة الحية للشعب الفلسطيني،.. ومن جهته أشار المطران (عطا الله حنا) رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إلى أن الصهاينة الذين يستهدفون القدس المدينة العربية العريقة هم ذاتهم من يستهدفون سورية وشعبها ووحدة أراضيها لأنها تحتضن القضية الفلسطينية وتصدت دوماً للعنصرية وللممارسات الظالمة لافتاً إلى أن العدو واحد مهما اختلفت التسميات، مؤكداً أن الشعب السوري بكل مكوناته والجيش والقيادة أثبتوا للعالم أنهم متحدون في مواجهة المؤامرة والمخطط الذي يسعى لتدمير سورية، كما توجه بالتحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد الذي يسعى من أجل الحفاظ على سورية وعلى وحدتها ووحدة شعبها والى الشعب العربي السوري الصامد وجيشه الباسل، وأوضح المطران حنا أن من يسعون لتصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع الاحتلال ويزورون الأرض المقدسة هم ذاتهم من يغذون الإرهاب والعنف الذي استهدف الدولة السورية،.. وفي رسالة مسجلة من القدس المحتلة دعا (الشيخ عمر كسواني) مدير المسجد الأقصى العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المسجد الأقصى وأن يكون رده على قدر الحدث العظيم مؤكداً أن صمود أهل المقدس سيبدد كل المخططات والمشاريع التي تسعى لتهويد المنطقة القديمة والقدس والهجمة الشرسة على المسجد الأقصى،… وفي ختام مقالتي هذه أريد التذكير أن جريمة إحراق المسجد الأقصى التي وقعت في 21 آب عام 1969 تفاصيلها هي أن المجرم الصهيوني مايكل دينس روهان قد أقدم على إحراق المسجد وأتت النار على منبره الخشبي القديم المتميز الذي صنع في مدينة حلب وأهداه القائد البطل صلاح الدين الأيوبي إلى القدس كما أتت على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد لتبلغ المساحة المحترقة ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع كما ألحقت نيران الحريق ضرراً كبيراً في بناء المسجد.

14030721_1065878190163844_909091969_n

الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com