المطران بيتزابالا: في قداسه ألاول عسى أن يعمّ سلام القدس على الجميع

القدس – البيادر السياسي- من ابو انطون سنيورة – المطران بيير باتيستا بيتزا بالا المدبر الرسولي في القدس  بعد الاحتفال بقداسه الأسقفي ألأول أمس في كنيسة بلدة كولونيوال أل سيريو مسقط رأسه ايطاليا قال  أرغب أن أكون أسقفًا للجميع. أولاً وقبل كل شيء لأبرشيتي. ولكن أيضًا لكل من يشاركنا نفس الحب والاهتمام بالشرق الاوسط، لليهود والمسلمين، للفقراء وللكنيسة ككل”. بهذه الرسالة يعود الأب بييرباتيستا بيتسابالا إلى القدس بعد سيامته رئيس أساقفة في كاتدرائية مدينة بيرغامو.وكان البابا فرنسيس قد عيَّنه مدبرًا رسوليًا للبطريركية اللاتينية في القدس. ولم يطرح رئيس الأساقفة المسام حديثًا برنامجًا، لكنه ألقى كلمة بعبارات واضحة وبسيطة بعد مراسيم السيامة التي تم الاحتفال بها في موطنه الأصلي، إيطاليا.حضر الاحتفال في كاتدرائية مدينة بيرغامو العديد من الممثلين من الأراضي المقدسة. البطريرك السابق فؤاد الطوال، مع أسقف بيرغامو فرانشيسكو بيسكي، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان، الكاردينال ليوناردو ساندري، الذي ترأس احتفال الرسامة الاسقفية. كما كان حاضرًا هناك أيضًا حارس الأراضي المقدسة الجديد الأب فرانشيسكو باتون، والذي رافق الأب بيتسابالا إلى الهيكل. وكذلك ممثل عن البطريركية الأرثوذكسية في القدس نيكتاريوس، ويُعتبر حضوره شهادة للصداقة التي تُرجمت بهدية الصليب الذي يعلق على الصدر. وقد تمت تلاوة الانجيل المقدس باللغة العربية. وفي نهاية مراسيم السيامة، قال رئيس الأساقفة الذي تمت سيامته للتو: “إن صلوات الكثيرين من اليهود والمسلمين الذين أعربوا مجددًا عن قربهم، كانت حاضرة في الكاتدرائية”.”تكفيك نعمتي” هذا هو الشعار الأسقفي الذي اختاره الأب بيتسابالا، والذي أعطى أمثلة عن حضور هذه النعمة في حياته. وذكرياته منذ نعومة إظفاره في ريف بيرغامو إلى اللحظة التي دخل فيها الإكليريكية الصغرى، إلى لقائه الأول مع إرسالياته، وقال مبتسمًا: “لقد أردتُ أن انطلق كمرسل. أردت أن أذهب إلى الصين. ولكن يا للغرابة فقد كانت قاعة الكرسي الرسولي في متحف الإكليريكية هي أقل ما أثار اهتمامي أنذلك”، حتى فيما بعد، فلم أكن أرغب بالذهاب إلى هناك. لكن الرئيس الإقليمي كان من الطراز القديم، فقال لي، انهض واذهب إلى هناك. عندها أدركت أنه عندما يقول المرء “نعم” للرب من خلال عدة “كلمات نعم” بشرية محسوسة، فهذا ليس أمرًا مجردًا أو شعورًا غامضًا”.هذه هي بالضبط ماهية الدور المناط إليه، في نفس السياق حيث خدم حارسًا فرنسيسكانيًا للأراضي المقدسة لمدة 12 عامًا. واسترسل حديثه شارحًا: “لقد أردت رمزين فقط في الشعار الأسقفي الخاص بي: القدس والكلمة (كلمة الله). أتمنى أن أبدأ، وأن أسس المهمة التي أنيطت بي، مبتدأ ليس بالصعوبات والخوف ولكن بكلمة الله، لكي تصقلنا رويدًا رويدًا، كما فَعَلَتْ مع أجيال المؤمنين منذ البداية، وأن تنير اختياراتنا، وعلاقاتنا ومدننا”.”لكن الكلمة (كلمة الله) هي أيضًا مفتاح النظر إلى المدينة المقدسة”. واسترسل رئيس الأساقفة بيتسابالا كلامه قائلاً: ”أنا أنادي بالسلام من أجل القدس. ولكني أطالب فوق كل شيء بالسلام في القدس، السلام الذي أعطِيَ في العلَّية، حيث تم العشاء الأخير وحيث تم نزول الروح القدس (يوم العنصرة). إنه السلام الذي يمكن الحصول عليه مباشرة. وهذا السلام لا يعني قمع الاختلافات، أو إزالة المسافات، ولا هو هدنة أو معاهدة عدم اعتداء يتم ضمانها عن طريق اتفاقات أو انفصال. إن السلام الذي أنادي به هو سلام يرحّب الشخص بموجبه بالآخر بشكل صادق وحميم، سلامٌ ينمّي الرغبة في الاستماع والتحاور، ويُمهّد طريقًا يُستبدل فيه الخوف والشك بالمعرفة، التفاهم والثقة، وحيث تصبح الخلافات فرصة للصداقة بدلاً من أن تكون سببًا في رفض للآخر من الطرفين”.واختتم بيتسابالا حديثه قائلاً: “سوف أعمل جاهدًا لكي أضمن أن خدمتي في تلك الأرض تسهم في إحلال السلام في القدس للكنيسة بأسرها ولأبناء تلك الأرض”.وأكد الكاردينال ساندري على نفس ذلك السلام في عظته حيث قال: “هناك عدة قلوب في الأراضي المقدسة، وخصوصًا في المناطق التابعة للبطريركية اللاتينية، المتعطشة إلى العدل والسلام”. وأردف قائلاً: “قبل المطالبة بحقوق هذه الأبعاد الأساسية للحياة البشرية من الآخرين، فإنه يجب البحث عن هذه الأبعاد ووضعها موضع التنفيذ في العلاقات في داخل الكنيسة نفسها، وبين الكنائس الأخرى، وكذلك مع المؤمنين من اليهود والمسلمين. والأداة الوحيدة بين أيدينا حتى لا يهاجر مسيحيو الشرق الأوسط، أو حتى لا يهجَّروا بسبب مشاريع مشبوهة غير واضحة، هو أن يكتشف المسيحيون في كل يوم أنماط حياة جديدة وقديمة، فيخرجون من ذاتهم ليلاقوا ويبحثوا عن مساحات لقاء ومصالحة”.

هذا و من جهة أخرى تجرى  له استقبال رسمي بعد ظهر يوم الاربعاء القادم في احتفال يشارك فيه بطاركة ورؤساء الاساقفة والاساقفة وكافة الابرشيات من مختلف الكنائس المسيحية في ساحة عمر بن الخطاب بباب الخليل في القدس حسب الاستاتيسكو المتبع في المدينة المقدسة اورشليم القدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com