إلي متى ستتلاعب إسرائيل بمصيرنا يا عــــــرب ويا شعبنا الفلسطيني ؟.. كتب/ محمد سالم الأغا

لا يخفي علي فلسطيني أو عربي أو مسلم أو شعب صديق، في مغارب الأرض ومشارقها أن اليهود والصهيونية والاستعمار قد تآمروا علينا وطرودنا من بلادنا فلسطين التي بارك الله لنا فيها وما حولها بالنص القرآني، ولا يزال هؤلاء اليهود الصهاينة حتى اليوم يمارسون ضدنا أبشع ألوان محارقهم و جرائمهم، التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا فقد فاقوا النازيين و التتار في إرهابهم و إجرامهم …

ورغم كل ذلك فعندما قاومنا جبروتهم لأكثر من مائة عام وانتفضنا علي احتلالهم و عندما جنحوا للسلم في بداية تسعينات القرن الماضي … جنحنا للسلم نحن أيضاً بعدما استخرنا الله و توكلنا عليه كما هدانا رب العالمين بعد بسم الله الرحمن الرحيم

” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ” ، ولكنهم سرعان ما غضبوا من اتفاق أوسلو وخطة سلام الشجعان الذي ابرمه القائد الرمز الفذ الشجاع ياسر عرفات أبو عمار رحمه مع رئيس حكومتهم اسحق رابين فقتلوه بدم بارد وأخذوا يغتالون اتفاقنا مادة… مادة ويفرغونه من جواهره التي كادت أن تُفضي لدولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس .

فأخذ قادة العدو اليهودي الصهيوني الإسرائيلي يتناوبون علينا، ثعلبهم الماكر شمعون بيرس و ذئابهم يهود باراك وشارون والنتن يا هو ويهود أولمرت، وأخذ كل واحد من هؤلاء بتعويق تنفيذ ما اتفقنا عليه ، فغيروا واقع أرضنا بمستوطناتهم وقسموها بجدارهم الأسمنتي وقضموها بأفواه كلابهم وخنازيرهم المستوطنين ، وكما قتلوا رئيس حكومتهم اغتالوا شريكه في سلام الشجعان ورئيسنا وقائدنا ياسر عرفات رحمه الله بسُم ودم بارد كما شاهدتموهم بأم أعينكم .

وعندما يقول لنا رب العزة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ” وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ” … صدق الله العظيم … يجب علينا أخي أبو مازن ويا كل قادة شعبنا الفلسطيني من يمينهم ليسارهم يجب علينا أن نقف معاً لا لننتقد أوسلو ، فأوسلو خطوة كان لا بد منها ورغم ما قيل فيه فإنها حققت لنا ما كان ينقصنا وهي الأرض الفلسطينية التي تقف عليها أقدامنا و أقدام مقاتلينا الأبطال التي عانت ما عانت من قتالها من خارج أرضنا الفلسطينية ولا مجال أن ننكأ الجراح اليوم .

فقد آن الأوان أن نقف وقفة رجل واحد لنقرر معاً الخطوات التي علينا أن نتبعها ونسلكها ، رغم اعتقادي بفوات أوانها، ولكن أن نقوم بتحديدها والعمل بها وأن ننهي خلافاتنا التي قصمت ظهورنا وأزعجت أرواح شهدائنا الذين عبدوا لنا الطريق حتي اليوم خير لنا آلاف المرات من تجاهلها: فخداع اليهود ومكرهم لم يعد خافياً علي أحد، وقتلهم قادتهم واغتيال قادتنا وشنهم الحروب المتلاحقة علينا وهدمهم البيوت علي رؤوس أهلنا شئ لم نعد نحتمله

ولم يعد خافياً علي أي فلسطيني أو إسرائيلي أننا قبلنا في أوائل التسعينات من القرن الماضي بقبول مبدأ الأرض مقابل السلام و اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحكومة إسرائيل علي الاعتراف المتبادل وحسن النوايا، وتبعته اتفاقات إعلان مبادئ تم التوقيع عليه في أوسلو و واشنطن نص علي انسحاب إسرائيلي من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ومن حُسن الطالع أن حركة المقاومة الإسلامية حماس التي كانت تعترض علي ما تقدم فقد وافقت علي كل التفاصيل التي نعلمها والتي لا نعلمها كما وافقت علي تشكيل سلطة وطنية فلسطينية منتخبة واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي علي بحث كافة القضايا مثل مشكلة المستوطنات ومشكلة اللاجئين كما تم التوقيع علي اتفاقات خاصة بالمعابر وأمن الطرق والتعاون الاقتصادي بين الجانبيين الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني و وحيد وحكومة إسرائيل و حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الفدرالية الروسية و جمهورية مصر العربية …

وللأسف الشديد أننا نحن الفلسطينيين التزمنا بكل ما جاء في الاتفاقات الموقعة، و أخذ الجانب الإسرائيلي يماطل في تنفيذ ما وقع عليه مرة ويراهن علي خلافاتنا الفلسطينية وزرع بذور الفرق والانقسام بيننا، و للأسف مرة ثانية وثالثة أننا بلعنا الطعم حتى أصبح العدو الصهيوني النازي لا يفرق بين أحد فينا، فأرتكب مجازره وجرائمه ومحارقه في الضفة الفلسطينية مرة وقطاع مرات، كان آخرها حرب 51 يوماً القذرة علي قطاع غزة التي كبدتنا آلاف الشهداء والجرحى والمصابين وحرق وهدم مئات البيوت والمنازل والأبراج علي رؤوس أهلها وسكانها…

وها هي إسرائيل تشن الحرب علينا من جديد وتجميد و تحويل أموال المقاصة ــ استحقاقاتنا وحقوقنا ــ التي تقوم بتحصيلها لحساب السلطة الفلسطينية من طرف واحد وضاربة بعرض الحائط بكل اتفاقاتنا معها للضغط عليكم أخي الرئيس حتى تتراجعوا عن التوجه إلي مجلس الأمن بمشروع يدين الاستيطان في أرضنا المحتلة والقدس التي ينتهكوا قدسيتها وقداستها كل يوم …

آن الأوان أخي فخامة الرئيس و يا قادة شعبنا الفلسطيني كلٌ بإسمه ولقبه وفصيله أن تتعاملوا مع أعدائنا الإسرائيليين والأمريكيين بالمثل … لقد أهانوكم وأهانونا عشرات المرات، لقد ماطلوا في الاعتراف بحقوقنا و لم يؤخروا وسيلة دمار شامل ولا آلة حرب إلا استعملوها ضدنا و لم يدخروا فيتو إلا منعونا بالوصول لحقوقنا التي يعرفها القاصي والداني إلا أوباما ودولته والنتن يا هو و قطعان مستوطنيه …

آن الأوان يا شعبي الفلسطيني بكل تنظيماته الوطنية والإسلامية أن تتوحدوا خلف الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي وضعنا ثقتنا به علي رأي المثل الفلسطيني اللي ما له كبير … يشتري له كبير واعتقد أن الكل الحمساوى والفتحاوي أعطوا ثقتهم له … فالأخ أبو مازن لم يُفرط في صغيرة ولا كبيرة من قضايانا حتي الآن .

لقد آن الأوان يا شعبي الفلسطيني أن ننتصر لأنفسنا ولحقوقنا ولمشروع تحررنا الذي لا يختلف عليه حمساوي ولا فتحاوي و لا جهادي فكلنا رضينا بالأرض مقابل السلام ورضينا بالضفة الفلسطينية وقطاع غـــزة أرضاً حررناها بسواعدنا وبدماء شهدائنا الأكرم من كل الأحياء منا ، و المناكفة ليش ؟؟

كلنا في خندق واحد ومطلوب منا جميعاً اليوم أن نستعيد حقوقنا ونستعيد أرضنا و عزة وشرف عرضنا … بكل ما أوتينا من قوة ومقاومة وكفاح حتى النصر حتى لا يكتب عنا التاريخ أننا كمن ذهبت تحتطب فلا عادت بحطب ولا عادت !!!!…

  • كاتب وصحفي فلسطيني

وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين

وعضو الإتحاد العربي للصحفيين

وعضو الإتحاد الدولي للصحفيين

  • m.s.elagha47@hotmail.com

الخميس 22 / 9 / 2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com