تعقيبًا على حوار  وزير جيش الاحتلال مع “القدس”  “الإعلام”: ليبرمان المتطرف يخلط الأوراق باحتراف!

رام الله – البيادر السياسي: تابعت وزارة الإعلام  لقاء صحيفة “القدس” بوزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، والتي نشرت صباح امس. كعادته يخلط، الوزير المولود في مولدوفيا بعد عشر سنوات من النكبة، الأوراق ويجيد هذه (اللعبة)، فيستميت في الدفاع عن الاحتلال والاستيطان، ويتفاخر بأنه  يقيم في مستوطنة “نكوديم”، ويكرر مرات ومرات  مصطلح “يهودا والسامرة” ويتمسك بـ”جبل الهيكل”، ويطلق التهديد والوعيد بتدمير غزة بالكامل.

وبالفم الملآن يضع مقياس “حل الدولتنين”، فهو ليس من أنصار “الأرض مقابل السلام”، ويرسم أحلامه بـ”تبادل الأرض والسكان”، ويقول “إن الفصل بين الشعبين هو الأفضل”، ويدعي أن المستوطنين يتعرضون لاعتداءات يومية، ولا يأتي على ذكر القتل الإسرائيلي بدم بارد لأبناء شعبنا، ويُقدم فكرة الاحتلال  باعتباره “سوء فهم”، ويؤكد أن لا مشكلة في إعادة احتلال غزة.

ويبرع ليبرمان في المغالطات التاريخية، ويدعي أن إسرائيل “أعطت سيناء لمصر” وكأن الأرض العربية المحتلة منحة من “الرب” لليبرمان ومن يحملون أفكاره المتطرفة، وأن تاريخها بدأ بعد قيام دولة الاحتلال عام 1948، التي صارت اليوم “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” كما يتفاخر.

ويتجاوز وزير الحرب الاسرائيلي “ليبرمان” فصول النكبة الفلسطينية المريرة، وتدمير مئات المدن والقرى الفلسطينية، وتهجير الآلاف من أبناء شعبنا إلى دول الجوار. متباكياًعلى وجود مليون قتيل و8 ملايين مهجر في سوريا، من بينهم “6000 ألاف قتيل فلسطيني” متناسياً أن اللاجئين في مخيمات سوريا؛ أجبروا على ترك أرضهم بفعل عمليات التطهير العرقي التي ارتكبتها عصابات “الهاغاناة” و”الشتيرن” و”الأرجون”، قبل أن يصل ليبرمان المهاجر الجديد من البلاد الباردة عام 1978!

ويدعم الوزير الذي يتعلم العربية منذ سنوات كما يقول حل الدولتين، غير أنها بمواصفاته العنصرية المتطرفة: الاحتفاظ بالمستوطنات، و”الفصل بين الشعبين”، ويتباهى بأنه “مستوطن يعيش في جنوب صحراء يهودا، ولديه الكثير من الجيران الفلسطينيين؟!”، ثم يعيد التلويح بتدمير غزة بالكامل، ولا يترك فرصة للتحريض على الرئيس محمود عباس إلا وأطلق لها العنان: “أبو مازن يفكر  كثائر، ويستعد للقتال، وليس لتوقيع اتفاق نهائي”، و”أبو مازن أكبر  عائق للاقتصاد الفلسطيني”، و”أبو مازن لا يزور  نابلس وطولكرم ويزور باريس ولندن ونيويورك”.

ولا يخفي ليبرمان تطرفه وعنصريته، فهو “ليس بحاجة إلى أم الفحم”، وكأن أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر” فائض لا لزوم له”، ويرى بأن “60% من الضفة الغربية يسكنها 100 ألف فلسطيني”، ويمثل “الاتفاق النهائي مع الفلسطينيين” بالنسبة له إن تم “الهزة ألأرضية”، ويعتقد أن عرض أيهود  أولمرت التفاوضي في أنابوليس لن يتكرر، وفرصة أضاعتها القيادة، ويتناسى من أسقط وقتل كل أمل في المستقبل.

ويتطوع وزير الحرب في تقديم مغالطاته، فأبناء الشعب الفلسطيني” قلقون إزاء إطعام أسرهم، وحول كيفية توفير مستقبل لأطفالهم، وكيفية توفير الرعاية الصحية والأمن الشخصي والتعليم الأفضل”، وكأن كل ذلك يقدم بديلاً عن الحرية وإنهاء الاحتلال والسيادة على الأرض والموارد والحدود وتتفيذ قرارات الشرعية الدولية، التي تتعامل مع إسرائيل دولة احتلال في كامل الضفة الغربية وغزة المحتلة منذ عام 1967.

ويبدو أن ليبرمان  متابع جيد لأخبارنا، فهو يعرف أن مدينة روابي نظمت حفلاً فنيًا لعشرين ألف شخص بحضور مغنٍ تونسي”، فيما يغفل عن تقديم تحديث لبيانه وأخباره حول أحدث الاعتداءات للمستوطنين، ولا يبالي بأخبار أحمد دوابشة الناجي الوحيد من محرقة دوما، ولم يخطر بباله مصير قلب والدة الطفل محمد أبو خضير، الذي يتمزق كل يوم، بعد حرق المستوطنين الذين يدافع عنهم لفلذة كبدها.

ولا يستطيع وزير الحرب إخفاء عنصريته، فهو يشترط” 3 سنوات دون ضحايا من الإسرائيليين؟!”  كجزء من “بناء الثقة بين الشعبين” فيما يعني ذلك أن الدم الفلسطيني رخيص، وبالإمكان القفز عنه، والاستمرار في الضغط على الزناد.

ويعيد ليبرمان “هندسة” شكل الاحتلال، ويلقي كافة القرارات الأممية تحت قدمية فيقول: “إن الحواجز مشكلة حقيقية”، وكأنه يدعو إلى تحسين شروط الاحتلال واستدامته، بدل التفكير بإنهائه، ويدعي أن الاستيطان قانوني، وليس “لدى إسرائيل مستوطنة واحدة غير قانونية”!

إنها الصورة الواضحة لليمين المتطرف في “اسرائيل” حيث الجيش والعدوان مكملان للديبلوماسية التي قادها ليبرمان، الذي لا يعترف بالمجتمع الدولي وقوانينه، وقرارات مجلس الأمن التي تعتبر الاستيطان، وحتى البيت الذي يقيم فيه ليبرمان نفسه في مستوطنة “نكوديم” غير شرعي، وهو ساكن غير شرعي، وأن “نكوديم” هذه ومثيلاتها لن يكون لها مكان سوى في عقل مريض! وعلى كل إسرائيلي أن يقرأ جيداً القرارات والقوانين الدولية بما فيها تلك التي نصت على إقامة دولة الاحتلال “اسرائيل”.

إشارة لا بد منها

كنا نتمنى أن لا تمنح صحيفة القدس العريقة منبراً لقاتل، وأن لا تمرر الكثير من المصطلحات والمفردات المرفوضة، التي وظفها ليبرمان بعدائية مريعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com