“زمن” الارهاب على أبواب الرحيل..

يبدو واضحا وجليا أن “زمن” تنظيم داعش واخواته من المجموعات الارهابية قد بدأ بالافول والرحيل أمام الضربات العسكرية الموجعة التي يتلقاها هذا التنظيم “الفاحش” في التصرف والسلوك على يد القوات العراقية وحلفائها في العراق، وخاصة في الموصل وما حولها، وعلى يد الجيش العربي السوري وحلفائه في مناطق شمال سورية، وخاصة في حلب.

وقد صعّد الطيران الروسي من ضرباته العسكرية لتنظيم جبهة النصرة في ريف حماة ومحافظة ادلب يوم الثلاثاء 15/11/2016 بامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتشارك ولاول مرة في تاريخها في هذه المعارك حاملة الطائرات الروسية الادميرال كوزنتسوف. وهذا القصف يأتي لتحقيق عدة اهداف واهمها:-

  • ضرب معاقل جبهة النصرة الاساسية التي تمد الارهاب في العديد من المناطق بالقوة البشرية والمادية.
  • قطع خطوط الامدادات بين هذه المنطقة، ومدينة حلب من اجل حسم الجيش السوري المعركة بسرعة اكبر.
  • مفاجأة التنظيم بهذا الهجوم الموسع اذ ان الدلائل اشارت الى ان المعركة القادمة بعد حلب هي تحرير “الرقة” السورية، الا ان ضرب منطقة ادلب هي لبدء القضاء على جبهة النصرة ايضا، التي ترددت اميركا في وصفها منظمة ارهابية، وتحاول دعمها بشتى الطرق لاستمرار تقديم الخدمات لها. ولكن روسيا تعرف اللعبة، وبعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي بوتين والاميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ هذا الهجوم الجوي الشامل والعنيف على معاقل النصرة في ادلب وما حولها. وهذا يعني ان كل تنظيمات الارهاب، مهما كانت تسمياتها، سيتم القضاء عليها.

ما بين الموصل وحلب

معركة تحرير الموصل يخوضها الجيش العراقي ضد “داعش”، لانه هو من احتل هذه المدينة قبل اكثر من عامين.. وهذا التنظيم يحاول، واذا فشل في التصدي وخسر المعركة كما هو متوقع، قد يضطر الى الهروب نحو الاراضي السورية عبر مدينة تلعفر الحدودية.. ولكن العراق لن يسمح لهذا التنظيم ان يتوجه الى الاراضي السورية، بل يريد القضاء عليه في العراق ولاسباب عدة ومن أهمها انه لا يريد ان يعود التنظيم ليشكل تهديدا على امن العراق، وكذلك من اجل منع تواجده على الاراضي السورية ليشكل خطراً على سورية ايضاً.

ومن اجل محاصرة هذا التنظيم، فقد توجهت قوات الحشد الشعبي العراقي نحو الناحية الغربية من الموصل، واحتلت تقريبا مدينة تلعفر، وهذه الخطوة تعني قطع خطوط الدعم والامداد عبر الاراضي العراقية، وكذلك منع عناصر التنظيم من الهروب الى سورية، او الحصول على تعزيزات من سورية.

أما معركة حلب، فهي في الاساس ضد جبهة النصرة واخواتها في المجموعات الارهابية، والمتواجدة حول حلب، وفي ريف حماة، وفي ادلب اضافة الى تواجد “داعش” ايضا في مناطق شمال سورية. وطلبت روسيا مرارا وتكرارا من اميركا الفصل بين المعارضة المسلحة والارهاب الا انها لم تستطع، لانهم جميعا ارهابيون، ومن الصعب الفصل بين مجموعة أو اخرى!

ولذلك فان الانتصار في الموصل وحلب يعني ان الارهاب بدأ يولي ويرحل، لان المعركة القادمة ستكون حول تحرير “الرقة” أو منطقة الجزيرة. ومعركتا حلب والموصل قد تحتاجان الى مزيد من الوقت.

أسباب اطالة امد المعارك

في الموصل وحلب

نظراً لان هناك ملايين المواطنين داخل الموصل ومئات الالاف من المدنيين في الجانب الشرقي من مدينة حلب، فان المعارك تأخذ وقتا كبيرا لعدة اسباب واهمها:-

  • استخدام هؤلاء المواطنين من قبل الارهابيين كدروع بشرية. وبالتالي على الجيشين التحلي بالصبر.
  • يقوم الارهابيون بمنع المدنيين من مغادرة المدينة حتى لا يبقوا وحدهم، وبالتالي يكونون لقمة سائغة امام الجيش العراقي أو الجيش السوري.
  • حرص الجيشين على عدم ايقاع خسائر كبيرة بصفوف المدنيين، والعمل على تقليل الخسائر المادية، أي عدم تدمير مبان وعقارات وطرق حيث يتواجد فيها عاصر التنظيم الارهابي.
  • اضطرار الدولة في العراق او سورية الى فرض حصار، والعمل قدر المستطاع على تحقيق اتفاق، وخاصة في شرق حلب، لخروج هؤلاء المسلحين وانتقالهم الى منطقة اخرى.. واذا لم يخرجوا، فان المعركة قادمة ولكن بوتيرة هادئة جدا، وبطيئة حرصا على حياة المدنيين.

معركة الرقة آتية لا محالة

بعد الانتهاء من تطهير شمال سورية، وريف حماة ومنطقة ادلب من الارهابيين، فان المعركة لتطهير مدينة “الرقة” آتية لا محالة. حتى يتم القضاء كاملا وبصورة نهائية على الارهاب.

قد تكون سنة 2017 سنة القضاء على الارهاب في سورية والعراق، وسنة تغيير خارطة الشرق الاوسط لتكون لصالح محور المقاومة، ولصالح الاستقرار.. هذا ما يأمله كثيرون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com