ويجب القضاء على الاعلام الارهابي أيضاً..

 

هناك دعوات للتصدي للتنظيمات الارهابية التي عاثت في العالم رعباً وقتلاً وذبحاً، وارتكبت جرائم جبانة مشينة وقذرة. وتم تشكيل تحالف اميركي لمكافحة هذه التنظيمات الارهابية في العراق وسورية.. وصدرت عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي تطالب بوقف دعم الارهاب وتجفيف منابع دعمه من مال وعتاد متطور جداً.

ولكن حتى الآن لم يصدر أي قرار من مجلس الأمن، أو من أية جهة دولية أخرى، أو من أية دولة تطالب علناً بوقف الدعم الإعلامي للإرهاب، هذا الدعم الذي يقوي الإرهاب، ويُحقق له أهدافه في بث الرُعب في أوساط النّاس الذين يضطرون للفرار عندما يشن الإرهابيون هُجوماً على بلدة أو مدينة.. وبعض التقارير أفادت أن النزوح في شمال العراق جاء نتيجة هذا الدعم الإعلامي للإرهابيين إذ فَر ونزح العراقيون في مناطق الشمال بعد أن بث هذا الاعلام الارهابي تقارير وصوراً لمشاهد قتل وذبح واغتصاب وجرائم يُندى لها الجبين، وأن الارهابيين لا يترددون في استخدام الأطفال في القيام بجرائمهم البشعة من تفجيرات قاتلة ومدمرة!

الإرهاب يعلم عِلم اليقين أن للاعلام دوراً كبيراً في معاركه، ولذلك فهو يُوظف من ينشر دعواته وأعماله واجراءاته وجرائمه البشعة لبث الرعب والقتل في نفوس الكثيرين. وللإرهاب قنوات فضائية تصدر “فتاوى” دينية كما تشاء لتُبرر ولتشرّع كل ما يقترفه من جرائم قتل بشعة..

هذه القنوات تبث عبر أقمار صناعية عربية وأجنبية. ولم يتخذ بحقها أية اجراءات لوقف البث، أو لمضايقة الإرهاب، لأن دولاً عديدة تقف وراء هذه القنوات، وهي تمول تكاليفها، وهذه الدول، وللأسف، تدعم الارهاب بشكل واضح ومن دون أي “حياء”!

ويمكن القول أن هذه القنوات “التابعة” مباشرة للارهاب لا بدّ أن تدعم الإرهاب، لأنها الناطقة باسم هذا التنظيم أو ذاك، ولكن ماذا عن قنوات “عربية” تدعم الإرهابيين بشكل غير معقول وتصفهم بأنهم معارضون معتدلون، وأن الجيش الوطني سواء في سورية أو العراق، والذي يُدافع كل منهما عن الوطن وأبنائه، هو الذي يرتكب الجرائم، وهو الارهابي، وهو ضد معارضة “جداً معتدلة”، وهو الذي يُدّمر وهو الذي يُعيث في الوطن دماراً وفتناً..

هذه القنوات وصفت الإرهابيين في حلب بأنهم معارضون، ودافعت عنهم. ولكن مهما دافعت عنهم، فقد ولوّا وخرجوا من حلب، وتحررت من الإرهاب وفظائع جرائم عناصره وأدواته القذرة والبشعة.

هذه الوسائل الاعلامية تستضيف “محللين” سياسيين وعسكريين واقتصاديين الذين يقفون الى جانب هؤلاء الإرهابيين من خلال كلماتهم ومصطلحاتهم، وادانة من يحاربهم ويتصدى لهم؟ وهذه القنوات أو الوسائل الإعلامية المتنوعة تَدّعي “الحياد”، وتَدّعي دعمها للحرية والديمقراطية.. الخ. وأية حرية هذه التي تقتل وتجرم وتُـدّمر الوطن.. وأية “معارضة” هذه التي تحمل السلاح بوجه الدولة الشرعية، وأية معارضة هذه تستورد مقاتلين مرتزقة لتدمير البلاد وقتل أبناء الوطن وارتكاب الجرائم.

والمؤلم والمحزن في هذه الأوقات أن الاقمار الصناعية، وبناءً على أوامر جهات داعمة للإرهاب، تحجب البث عن قنوات وطنية تتصدى للإرهاب، وخاصة القنوات الوطنية والسورية، وكذلك قنوات فضائية مقاومة أو تعادي الإرهاب، وتدعم المنطق وتدعو إلى الفكر النيّر لا الفكر التكفيري والإقصائي. إذا أراد المجتمع الدولي، أو العالم محاربة الإرهاب حقاً وحقيقة، فعليه أن يوقف بث الوسائل الإعلامية الداعمة للإرهاب، لأن من يدعم الإرهاب هو ارهابي وأشد خطراً من القتلة أنفسهم، لأن هذا الإعلام ليس مضللاً فقط، بل هو مشارك في الإجرام، وفي التخطيط والدعم لهذه التنظيمات الإرهابية.

لا بُـدّ من العمل الجاد ضد هذا الإعلام الإرهابي، لأنه يبث صوراُ مرعبة، ولأنه يخالف القوانين الدولية والإنسانية عندما يصف الإرهابيين القتلة المجرمين بأنهم معارضة معتدلة ومشروعة.. إنه عصر العهر، فيه يحاضر المجرمون القتلة عن الإنسانية، وهم من الانسانية براء..

لا بُـدّ من بذل جهود لإخراس هذه الأصوات الإعلامية الإرهابية، ولا بُـدّ من تقديم أصحابها أو مالكيها للمحاكمة، لأنهم مسؤولون أيضاً عما يُحدثه ويسببه الإرهاب من دمّار، وما يرتكبه من جرائم بشعة بحق الإنسانية.

إنه مطلب نُشدد على ضرورة تحقيقه.. ونقول بكل صراحة: انه لو كانت هناك محاسبة ومساءلة وعقاب لما تواجدت هذه الوسائل الإعلامية الإرهابية، ولما قوي الارهاب، ولما عانينا ما عانيناه منه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com