ام الحيران وكيفية التصدي للمخطط الخبيث الأخير

قامت قوات اسرائيلية كبيرة بمداهمة قرية “أم الحيران” في النقب فجر يوم الأربعاء الماضي الموافق 18/1/2017. وقامت بهدم أكثر من 8 منازل، اضافة الى براكسات وحظائر للمواشي والدواجن.

هذه المداهمة لاقت مقاومة من سكان القرية، إذ قامت القوات الاسرائيلية باطلاق النار على يعقوب موسى حسين أبو القيعان بزعم أنه قام بدهس شرطي، في حين أن روايات شهود العيان تقول أن اطلاق النار صار وتم بصورة عشوائية، وان الشرطي قتل من اطلاق نار صديقة، وكذلك قتل الشهيد يعقوب أبو القيعان باطلاق النار عليه مجرد ما ان دخل الى سيارته، فظنت القوات أنه كان ينوي القيام بعملية دهس.. وقد اصيب العديد من المواطنين المحتجين بجراح، ومن بينهم رئيس القائمة المشتركة الدكتور أيمن عودة الذي تواجد في القرية في تلك الليلة، وحاول التوصل الى تسوية مع السلطات الاسرائيلية الا أنه فشل.

أم الحيران من القرى غير المعترف بها

أم الحيران هي احدى القرى الأربعين في النقب غير المعترف بها، اذ أنه ليست هناك بنى تحتية، ويعيش أهلها في ظل أوضاع صعبة.

ولا ننسى قرية العراقيب التي هدمت أكثر من مائة مرة، وهي قرية عربية غير معترف بها من قبل السلطات الاسرائيلية.

وعملية الهدم للقرية أم الحيران ستستمر لأن هناك مخططات اسرائيلية لاعادة اعمار وتطوير منطقة النقب من اجل استيعاب اكبر عدد من المهاجرين اليهود، ومن أجل ابعاد العرب عن هذه المنطقة تحت حجة اعادة تنظيمها من خلال التخلص من 40 قرية يسكنها “بدو” منطقة النقب.

وبعد أن تنتهي عملية هدم بيوت هذه القرية، ستواصل السلطات الاسرائيلية هدم المزيد من القرى لأنها تريد أن تجمع هؤلاء “البدو” أو “العرب” في تجمع واحد بأقل ما يمكن من مساحة للارض. تستغل الاراضي لصالح اليهود، والاستيطان.

قلنسوة واجهت نفس الجريمة

بلدة قلنسوة في شمال اسرائيل، وهي بلدة عربية تعرضت لهجمة قاسية اذ قامت جرافات السلطات الاسرائيلية بهدم 11 بيتاً قبل حوالي عشرة ايام من هدم المنازل في أم الحيران، والعذر أو الحجة ان هذه المنازل مبنية من دون الحصول على تراخيص بناء.

وهناك مخطط لمواصلة هدم المنازل بحجة عدم الترخيص في العديد من القرى والبلدات في مناطق الجليل الأعلى والاوسط.

وها هي اسرائيل تخطط لهدم العديد من المنازل في القدس بحجة عدم الترخيص. وهناك منازل عديدة في منطقة جبل المكبر تَلقى أصحابها انذارات بالهدم مع أنها كانت مبنية قبل الاحتلال الاسرائيلي للقدس في حزيران 1967.

وأعلن رئيس البلدية الاسرائيلية في القدس نير بركات انه سيهدم المنازل العربية غير المرخصة ردا على اخلاء مستوطنة عمونة، وانه سيكون صارما مع اصحاب الابنية غير المرخصة. ولا بدّ من التذكير أن بركات انضم الى حزب الليكود، وهو متطرف واجراءاته القمعية ضد العرب تهدف للحصول على شعبية ودعم من اليمين الاسرائيلي.

وكذلك تم هدم العديد من المنازل في منطقة قلنديا، ويجب الا ننسى ما يتعرض له سكان منطقة عرب الجهالين في شرق القدس اذ تسعى السلطات الى ابعادهم عن القدس وطردهم من اراضيهم.

أهداف هذه السياسة الاسرائيلية

هناك الآلاف من البيوت والمنازل المبنية من دون ترخيص داخل مناطق الخط الاخضر. وهناك مساع واتصالات لايجاد حل لها.. ولكن هجمة السلطات لهدم المنازل تحت يافطة تنفيذ وتطبيق القانون لها أهدافها ومن أهمها:-

  • فتح جبهة مواجهة بين الحكومة الاسرائيلية والجماهير العربية، وهذه المواجهة ستبرر الاجراءات القمعية ضد هذه الجماهير.
  • هي سياسة تهجير وقلع، والهدف الاستيلاء على اكبر مساحة من الاراضي، وتضييق الخناق على مواطني البلدات العربية من أجل الهروب والهجرة طوعاً أو قسراً.
  • محاولة ارضاء اليمين الاسرائيلي من خلال القول بأن قرار لمحكمة العدل العليا ضد بضعة منازل في مستوطنة غير شرعية “عمونة” ستقابل بهدم اكبر عدد من البيوت العربية.
  • هذا الهدف هو بداية تهويد “الدولة”، وخطوة أولى للتخلص من العرب، لانهم يشكلون 20 بالمائة من سكان “اسرائيل”! وهذا الرقم مزعج، فهم لا يريدون عرباً في الكنيست حتى تكون الدولة يهودية بالفعل!

كيفية التصدي لهذه السياسة

يتم التصدي لهذه السياسة العدائية عبر عدة خطوات عملية ومن أهمها:-

  • توحيد الجهود العربية في الداخل، وان تكون هناك قيادات موحدة ومتحدة ومتراصة تضع استراتيجية التصدي لهذه السياسة سلميا، وسياسياً وعلى كل الاصعدة والساحات!
  • تطبيق سياسة التعاضد والتكافل مع كل متضرر من هذه السياسة بقيام الجماهير العربية تأمين شقة له ولو في المناطق اليهودية، لان انتشار العرب في كل المدن والبلدات يقلق اسرائيل، ويسيء الى مخططاتها التهجيرية!
  • التعاضد والتعاون مع القوى اليهودية اليسارية التي ترفض هذه السياسة اليمينية المتطرفة مع ان هذه القوى ضعيفة الآن، ولكن التعاون معها سيعزز الى حد ما النضال ضد هذه السياسة، وسيساهم في فضح السياسة الاسرائيلية امام العالم كله.
  • هناك خطوات اضافية أخرى تستطيع قيادات الجماهير العربية مناقشتها وتبنيها لان اهل مكة أدرى بشعابها مع أن خصمنا هو واحد، وسياسته التوسع والتهجير وطرد العرب من هذه البلاد.

ويجب الاشارة الى عامل مهم وهو أن “البدو” الذين يتعرضون لهذه السياسة الآن في النقب يخدم ابناؤهم في الجيش الاسرائيلي.. واية مواجهة بين الجماهير العربية والسلطات الاسرائيلية لن تكون سهلة.. وعندها قد تصبح هذه الجماهير قنبلة داخلية خطيرة، وهذا ما يجب ان تفهمه القيادة الاسرائيلية، لان سياسة العصا لها تداعياتها ونتائجها الخطيرة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com