بعد انتصارات الجيش السوري ..”المعارضة” السورية مشتتة وقد تفقد وجودها السياسي أيضاً

مع مرور الأيام والاسابيع، يشعر كل متابع للوضع في سورية أن الجيش السوري يحقق انجازات وانتصارات، ويلحق بالارهاب أشنع وأبشع الضربات القاسية والقوية. وهذه الانتصارات سواء في تحرير الجزء الشرقي من حلب، وطرد الارهاب منه، أو في مناطق عدة من سورية، في حمص، وفي ريف حلب، وفي كل مكان، تعبّد الطريق أمام حل سياسي سوري سوري بمشاركة جميع الأطراف المشاركة في هذه المواجهة المفتعلة التي هي مرآة حقيقية لمؤامرة بدأت بالسقوط وبصورة واضحة لكل انسان في هذا العالم. هذه المؤامرة التي نفى كثيرون وجودها، ولكنهم في نهاية المطاف وبعد مرور سنوات اعترفوا بها، وبأنها لم تكن لا لصالح الشعب السوري، ولا للوطن الغالي سورية.

لولا هذه الانتصارات لما عقد مؤتمر الاستانة برعاية روسيا وايران وتركيا، ولولا الانتصارات لما تحمس المبعوث الدولي وأعلن عن عقد لقاء في جنيف خلال شهر شباط الجاري، وكذلك لولا هذه الانتصارات لما تشجع دي مستورا، وهدد بأنه سيختار أعضاء وفد “المعارضة” اذا لم يتم الاتفاق على وفد واحد موحد!

وقف شامل لاطلاق النار

لقد كان هدف مؤتمر الاستانة في كازاخستان هو تحقيق وقف اطلاق نار شامل في سورية، ويستثني من ذلك تنظيم “داعش” وكذلك تنظيم “جبهة النصرة”، لانهما تنظيمان ارهابيان، لقد شارك قائد ارهابيين في مؤتمر استانة بعد ان كفلته تركيا وهو المدعو “محمد علوش”، الذي بدلا من الحديث عن حل سياسي، ووقف اطلاق النار، حاول التفلسف على حلفاء الجيش السوري اذ طالب بمغادرة ايران وحزب الله سورية، وخشي ان يقول أيضاً روسيا مع انه يدرك انه يجب عليه مطالبة القوى المعتدية على الاراضي السورية من تنظيمات ارهابية من جنسيات اكثر من 80 دولة بالرحيل عن سورية، ولا شأن لها في الأمور الداخلية السورية. ولم يصغِ أحد الى مطلبه، ولكن مؤتمر الاستانة كانت له فوائد مهمة وأهمها:-

  • كشف النقاب عن أن تركيا متورطة في هذه المؤامرة من خلال كفالتها للعديد من المجموعات الارهابية.
  • تأكيد هذا المؤتمر على ان الحل يجب أن يكون سوريا، أي بمشاركة القوى السورية فقط دون تدخل من الخارج!
  • شعور المجموعات “المقاتلة” بأنها في خطر، ولذلك اضطرت لان تؤيد تحقيق هدنة شاملة واسعة على كل الاراضي السورية، لا تشمل تنظيمي “داعش”، و”جبهة النصرة”.
  • هذا المؤتمر هو مقدمة لمؤتمر جنيف رابع جديد، وهو تهيئة للتوصل الى اتفاق ما حول الحل السياسي.
  • كشف النقاب عن أن ما يسمى بالمعارضة المعتدلة غير “موجودة”، وان هناك خلافات حادة بين القوى المعارضة التي تتبع تعليمات العديد من الدول العربية والاجنبية، وهذه الخلافات تعرقل تشكيل وفد واحد!
  • استعداد الدولة السورية احتضان كل من يريد المغفرة، والعودة الى الوطن عبر التخلي عن “الارهاب”، وذلك من خلال قبولها الجلوس مع بعض الاشخاص أياديهم ملطخة بالدماء السورية البريئة والزكية.

الجيش سيواصل انتصاراته

رغم أن هناك جهودا سياسية تبذل لوقف اطلاق نار شامل في سورية، ورغم عقد مؤتمر الاستانة، وهناك امكانية لعقد مؤتمر جنيف جديد، الا أن الجيش السوري يواصل معاركه ضد الارهابيين لانه من المستحيل أن يتوقف هذا القتال الى ان يتم القضاء على الارهابيين كاملاً.

الدولة السورية تعمل على خطين متوازيين، الأول مكافحة ومناهضة الارهاب، والثاني هو سياسي لاقناع من هم مضللون بضرورة العودة الى احضان الأم، لانه اذا لم يتم ذلك فان هؤلاء الارهابيين سيكون مصيرهم القتل والتصفية سواء قبلوا أو رفضوا ذلك.

معضلة “ادلب”

في برامج المصالحات، رحل العديد من المسلحين الى منطقة ادلب ليتجمع فيها عشرات الآلاف من هؤلاء، وغالبيتهم هم أجانب، أي أنهم من دول عديدة، وجنسيات مختلفة.

الدول الثلاث تركيا وايران وروسيا تدرس ماذا يمكن فعله للتخلص من هؤلاء إذ أن الدول التي ينتمون اليها أو حاملين لجواز سفرها، ترفض اعادة استقبالهم في أوطانهم الأساسية. والتساؤل ماذا يفعلون بهم: هل يتم قتلهم، أو زجهم في سجن كبير؟

وسبب رفض استقبالهم، يعود الى الخشية من أن هؤلاء قد يقومون بعمليات ارهابية في أوطانهم بعد الرحيل عن سورية. وحتى يومنا هذا لم يتم التوصل الى أي اتفاق بخصوص هؤلاء.. وبالتالي يشكلون معضلة لكل الدول التي تسعى للقضاء على الارهاب وفي أسرع وقت ممكن!

الحل آت لا محالة

الحل للوضع في سورية آت لا محالة ورغم أنوف كثيرين. وهذا الحل سيكون لصالح الدولة سواء شاء أحدهم ام لم يرد ذلك. فالوضع الميداني الآن هو أفضل بكثير مما كان عليه قبل ست سنوات، وكذلك المعطيات الدولية الحالية تغيّرت اذ أن العديد من الدول بدأت تراجع نفسها وتقول وتعترف أنها اخطأت الحساب، ودفعت ثمناً لذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com