يجب تقديم صانعي وممولي الارهاب للمحاكمة..

من حق أي رئيس شرعي لأي دولة في اتخاذ القرارات الحاسمة والحازمة والمصيرية للحفاظ على أمن بلاده وشعبه، واذا لم يقم بذلك فيعتبر مقصراً تجاه وظيفته ومسؤولياته، وتجاه شعبه أيضاً.

ومن حق أي دولة أن تتصدى للارهاب بكل ما أوتيت من قوة لوضع حد له، والقضاء عليه لأنه يعيث في البلاد دماراً وهلاكاً.. ومن يحاسب الدولة على ارتكابها جرائم في هذا التصدي فهو ارهابي، لانه يحافظ على الارهاب ويمده بالعون السياسي.

خلال المؤامرة الكونية على سورية، والتي انطلقت قبل ست سنوات، راهن كثيرون على سقوط الدولة السورية، وفي مقدمتهم داعموا المؤامرة والمشاركون فيها، وادلوا هؤلاء بتصريحات يؤكدون من خلالها ان الدولة ستسقط خلال أسبوع، ثم أسابيع، ثم أشهر، وبعد أقل من سنة، وها هي سورية صامدة، وصلبة، وتتحدى الارهاب وتتصدى له، وتؤكد أنها عصية على كل مؤامرة، وانها ستعود أكثر قوة من قبل.

وخلال هذه المؤامرة البشعة على سورية حاولوا الصاق التهم العديدة بحق الدولة السورية الشرعية باستخدامها أسلحة كيميائية وبيولوجية، وتخلت عن كل ما تملكه من هذه الأسلحة لتؤكد أن أخلاق هذه الدولة أرفع كثيراً، ولا تؤمن بهذه الأساليب وتنأى عنها.

وفرضوا عقوبات على الدولة السورية لمحاصرتها واضعافها، وهذه العقوبات هي بالفعل ضد أبناء الشعب السوري لتمسكهم بقيادتهم، ودفاعهم عن وطنهم واراضيهم، ولمنعهم الاعداء من تدمير سورية، وجرها لتكون دولة تابعة لا مستقلة.. وهؤلاء الذين يتحدثون عن تعاطفهم مع الشعب السوري، هم من يتآمرون عليه ويحاصرونه.

لم يعترفوا في البداية أن سورية تواجه ارهاباً دولياً لأنه مدعوم من دول عديدة. وكان هذا الارهاب بالنسبة لداعميه “قوى وطنية معارضة للنظام”، وهم بالفعل أدوات ارهابية ليست معنية بالديمقراطية أو الاصلاح، بل هي تنفذ أوامر السيد بتدمير سورية قدر الامكان، واضعافها، لأنها ركن قوي من أركان محور المقاومة، وهو ركن صلب وأساسي. وقد تم ضخ عشرات الآلاف من هؤلاء الارهابيين الى سورية حيث قالت مراكز دراسات اوروبية أن عددهم وصل الى اربعمائة الف مسلح أو ارهابي اتوا عبر الاراضي التركية الى سورية، كما ان العتاد المتطور الذي تسلموه جاء لهم ايضا عبر تركيا، حيث قيل أن أكثر من 60 ألف شاحنة متوسطة من نوع “تويوتا” تم استيرادها من اليابان مباشرة من قبل السعودية لحساب هؤلاء الارهابيين.

وبعد ست سنوات بدأ العالم يفكر بكيفية القضاء على ارهاب هو صنعه ودعمه وغذاه بشتى الطرق والوسائل. والامر الغريب العجيب ان هناك أصواتاً تدعو الى تقديم هذا المسؤول أو ذاك الى محكمة الجنايات الدولية لانه ارتكب جريمة الدفاع عن وطنه، وتصدى لهؤلاء الارهابيين.

لقد حان الوقت لأن نقول الحقيقة وبكل جرأة بأن من ارتكب الجرائم هو الذي صنع الارهاب وموّله ومنحه الشرعية في بداية المؤامرة على سورية ومستمر في ذلك حتى الآن.

لقد ساهم الرئيس الفرنسي ساركوزي في تدمير ليبيا وغذى الارهاب المتواجد الآن هناك وهو مسؤول عما تعانيه ليبيا اليوم.

الرئيس التركي اردوغان دعم وموّل وساند الارهابيين وتحمل مسؤولية تدمير سورية، وهو ما زال يعرقل مسيرة الحل السياسي.

الرئيس السابق اوباما ووزير خارجيته الفاشلة هيلاري كلينتون هما من صنعا تنظيمات ارهابية لتحقيق أهداف سياسية خطيرة.

من أدخل تنظيم داعش الى شمال العراق، أليست تركيا؟ لقد بينت الوقائع والحقائق ذلك؟

بناءً عليه أدعوا الى تقديم من صنع الارهاب، ومن دعمه للمحاكمة الدولية لأنه لا بدّ من معاقبة من دمر بلدان الشرق الأوسط، لأنه إن لم يقدم هؤلاء للمحاكمة فلا يستطيع أحد أن يلوم “الارهاب” اذا توجه وانتشر في اوروبا انتقاما للتخلي عنه، وبيع عناصره بأرخص الأثمان.

يجب بسط العدالة على كل من دعم وخطط للارهاب، لأنه أكثر خطراً على العالم من الارهاب نفسه.. وبالتالي يجب محاكمة كل القادة الذين تآمروا على سورية، ويتحملون مسؤولية ما لحق بها من دمار وتهجير ومعاناة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com