زيارة نتنياهو لموسكو فاشلة.. بوتين تصرف بحكمة وأجاب بحزم

قام رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية قصيرة الى موسكو يوم الخميس 9/آذار 2017 التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهذا هو اللقاء الرابع بين نتنياهو وبوتين خلال 18 شهراً، اضافة للمكالمات الهاتفية المستمرة بينهما.

وجاءت هذه الزيارة لنتنياهو بعد أن قام بزيارة لندن، ثم واشنطن، وسنغافورة واستراليا في اطار تحركاته السياسية لحشد الرأي العام العالمي، ودعم رسمي حكومي لمخططاته وتوجهاته ومساعيه.

وتأتي هذه التحركات السياسية لاهداف اسرائيلية داخلية من اجل “الهروب” من التحقيقات البوليسية معه حول ملفي فساد، وهناك ثالث حول شراء الغواصات على الطريق. وتم استجوابه والتحقيق معه أربع مرات قبل زيارته لموسكو.

أهداف الزيارة

حسب بيان مكتب نتنياهو حول هذه الزيارة، وقبيل توجهه الى موسكو فان اهدافها كانت:-

  • بحث الوضع العام في سورية، واستمرار التنسيق الروسي الاسرائيلي لمنع أي احتكاك في الجو.
  • بحث التواجد الايراني وحزب الله في سورية، ومنع بقائه بعد التوصل الى حل سياسي.
  • التهديد الايراني المستمر لوجود دولة اسرائيل.
  • موضوع الخلاف الفلسطيني الاسرائيلي والعودة الى طاولة المفاوضات.

ماذا طرح نتنياهو على بوتين

طرح نتنياهو على بوتين اخطار ايران على الامن الاسرائيلي، وادعى ان ايران منذ 2500 عام، أي خمسمائة عام قبل الميلاد، تكن العداء للشعب اليهودي، وهي دوما تسعى الى تدمير اسرائيل من خلال تطوير قدراتها العسكرية، وتصريحات قادتها النارية ضد اسرائيل.

كما طرح ايجاد حل سياسي للازمة في سورية، مع ابقاء الجولان تحت السيادة الاسرائيلية.

وطالب الرئيس بوتين بعدم ابقاء أي قاعدة عسكرية ايرانية أو لحزب الله على الاراضي السورية بعد انتهاء الازمة، لان ايران وحزب الله يسعيان لفتح جبهة جديدة. وادعى أن بقاء ايران في سورية يعني ابقاء ارهاب بدلا من ارهاب تنظيم داعش في سورية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على اسرائيل.

أما حول القضية الفلسطينية، فانه مستعد للقاء الرئيس محمود عباس بعد ان تعترف السلطة الوطنية الفلسطينية بيهودية الدولة، ووقف عباس تحركاته السياسية على الساحة الدولية ضد الاستيطان!

رد بوتين الحازم

لقد رد بوتين على طروحات نتنياهو بحزم مقرون بالهدوء والحكمة اذ قال لنتنياهو ان ايران قبل 2500 عام ليست ايران اليوم، وان المعطيات الدولية قد تغيرت، وهي تقف ضد الارهاب، ولا تعادي الشعب اليهودي، وانه مستعد للعمل على تقريب وجهات النظر، وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع ايران.

أما فيما يتعلق بالتواجد الايراني في سورية، فهذا من اختصاص وشأن سورية، فهي التي تقرر ذلك، وليست روسيا. وهذا الامر ينطبق ايضا على تواجد مجاهدي حزب الله في سورية، والمشاركة في مواجهة الارهاب.

واما بخصوص دعوته له وللرئيس عباس بعقد لقاء ثلاثي برعايته، فانها ما زالت قائمة. ولا بدّ لاسرائيل من وقف لاجراءاتها الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني. واشار بوتين الى ان سياسة الاستيطان مدمرة لمسيرة السلام، لذلك على الجانبين قبول هذه الدعوة.

وقد أشار بوتين الى انه من الضروري لاسرائيل ان تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتنهي احتلالها للاراضي المحتلة في حزيران 1967، وخاصة الجولان المحتل. وانه لا يجوز التغاضي عن هذه القرارات لانها لمصلحة العالم كله وكذلك من مصلحة اسرائيل!

فشلت الزيارة بعدم تحقيق أهدافها

رد بوتين الحازم أفشل الزيارة، وخاصة اهدافها، اذ علم بوتين مسبقاً أن نتنياهو يحاول الهروب من التحقيق الجاري معه، وان لا حاجة للزيارة سوى لابلاغ الاسرائيليين بانه يتحرك لبحث قضايا مصيرية وحاسمة، وليبعد اضواء الاعلام عن “الفساد المتهم به”!

وشعر بوتين بأن الزيارة تهدف الى دق اسفين في العلاقات الروسية مع كل من سورية وايران، اذ حاول تحريضه ضد ايران، واظهارها بأنها “الشيطان الكبير والخطير” ولا بد من وقف العمل معها؟ وحول سورية فقد أراد اعطاء الانطباع بان روسيا توافق على الاعتداءات الاسرائيلية بين فينة واخرى على الاراضي السورية، وضد تزويد حزب الله بالسلاح الايراني المتطور، وكذلك تعتبر روسيا اراضي الجولان اسرائيلية. ولذلك كان رده حاسما، وكذلك اصدر الكرملين بيانا نفى فيه السماح لاسرائيل بضرب حزب الله على الاراضي السورية والسماح لاسرائيل بانتهاك حرمة الاراضي السورية. واكد أن العلاقة مع سورية قوية وكذلك مع ايران.

ربما زيارات نتنياهو لعواصم مهمة مثل لندن، وواشنطن وسيدني قد كانت لها نتائج جيدة، ولكن زيارة نتنياهو لموسكو لم تحقق أهدافها لان الروس يعلمون الواقع ويدركون الحقيقة، وعلى اطلاع بوضع نتنياهو الداخلي ايضاً، ويعرفون أيضاً تحالفه الاستراتيجي مع الادارة الاميركية برئاسة الرئيس ترامب، وعلموا بمحاولاته دق اسفين في العلاقة الاميركية الروسية. لذلك كان الرئيس الروسي حازماً مؤكداً لنتنياهو أن محاولاته للتدخل في سياسات الآخرين، وخاصة روسيا، فاشلة جدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com