“جنيف 5” ينطلق اليوم ..  المطلوب من “المعارضة” الوطنية تحمل مسؤولياتها في دعم الدولة السورية الشرعية للقضاء على الارهاب

اليوم ينطلق لقاء “جنيف 5” ، الذي سبق وأعلن عنه المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا ،بمشاركة الاطراف التي شاركت في “جنيف 4” الذي تم التوصل فيه الى جدول أعمال  للقضايا التي ستبحث ويتم التفاوض حولها من أجل التوصل الى حل سياسي للوضع في سورية.

خلال جولة “جنيف 4” من المفاوضات تبين وبكل وضوح أن “المعارضة المرتمية في أحضان السعودية” والتي وصفت بأنها منصبة الرياض، لم تقبل بادانة الارهاب، وكذلك كانت تعرقل جهود دي مستورا في تقريب وجهات النظر، وانها جاءت الى جنيف للتخريب لا للبناء والتعمير، جاءت لكي تطالب بالسلطة، وبالقضاء على الدولة الشرعية القائمة حالياً في سورية، والمدعومة كاملاً من غالبية الشعب السوري. كما ان “المعارضة” المشاركة في المفاوضات ليست موحدة، وهناك “معارضة” ارهابية تشارك في المفاوضات، وهي مدعومة من قبل تركيا التي بدأت تتراجع عن مواقفها، واخذت تلعب دوراً سلبياً عما كانت فيه في لقاء “الاستانة” الاول، اذ أن لقاء الاستانة الثاني فشل بسبب هذا الموقف التركي المعادي للحكومة الشرعية السورية.

أسباب التفاوض مع “ارهابيين”

لم يتردد رئيس الوفد السوري الرسمي الى لقاء “جنيف 4” من وصف بعض “المعارضين” المشاركين في جنيف 4 بأنهم ارهابيون، وانهم ما زالوا يؤمنون “بالارهاب” ولم يقبلوا بادانته..

واذا كان بعض المعارضين ارهابيين فلماذا قبلت سورية الدولة بمشاركتهم في هذا اللقاء؟

والاجابة على هذا التساؤل تكمن في ان سورية الدولة تسعى أولاً وأخيراً الى وقف نزيف الدم السوري، فهي مستعدة للتفاوض حرصاً على دماء الشعب، وسعياً الى حل سياسي، ومن موقع القوة لا من موقع الضعف، اذ أن الجيش العربي السوري حقق انجازات وانتصارات في الميدان وعلى مختلف الجبهات سواء في جنوب سورية، أو في شمالها الغربي وفي شمالها الشرقي، وها هي قوات الجيش العربي السوري تواصل تقدمها نحو مدينة الرقة لمواجهة الارهاب والقضاء عليه نهائياً.

وهذا القبول بالمسلحين والارهابيين يأتي لكشف من يرعاهم ويتكفل بهم. وكان هذا الموضوع من قبل غامضاً، وعليه علامات استفهام، ولكن بعد لقاء الاستانة تبين ان تركيا هي راعية لهؤلاء الارهابيين، واعلنت تكفلها بالالتزام بالتهدئة والهدنة ووقف المعارك في سورية باستثناء تلك التي تستهدف تنظيم داعش و”جبهة النصرة”؟

كما ن سورية معنية في توحيد صف الحلفاء في هذه المفاوضات، واظهار لا بل تأكيد القبول بما يطلبه هؤلاء الحلفاء من سورية للتوصل الى حل، ولكن ضمن ثوابت ومواقف لم ولن تتغير وهي السيادة الكاملة على اراضي سورية، ووحدة هذه الاراضي، ونظام الحكم يقرره الشعب السوري وينتخب من يريد دون أي تدخل من الخارج.

المعارضة “الوطنية” المستقلة

هناك معارضة وطنية مستقلة هدفها الاول والاخير انقاذ سورية من الارهاب، وهي مستعدة لوضع يدها مع الدولة السورية، ولكن هذه المعارضة تضع شروطاً، وكذلك هي غير موحدة اذ ان لديها آراء وتوجهات عديدة.

هناك عدة منصات معارضة: منصة القاهرة، منصة موسكو، ومنصة “الرياض”، وهناك منصة جديدة اعلن عن تشكيلها هي منصة بيروت، ومنصة الرياض هي تابعة للرياض، وجزء منها تابع لتركيا.

من يتابع تصريحات معارضين من منصة القاهرة أو موسكو، يجد أنها تريد مكافحة، لا بل القضاء على الارهاب، وهي تريد المشاركة مع الدولة في رسم الخطوط العامة للدولة ولدستورها وللعديد من القضايا، ولذلك فلماذا هذه المعارضة الوطنية لا تطلّق “المعارضة الخائنة” التي تريد السيطرة والهيمنة على نظام الحكم وعلى السلطة حتى تكون سورية تابعة ومسيّرة من الخارج.

لقد حان لهؤلاء المعارضين “الوطنيين” ان يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، ويضعوا اياديهم مع يد الدولة السورية، والتفاوض المباشر معها دون حاجة الى جنيف او الى ممثل دولي، وبالتالي يلقون بالمعارضة الزوان خارج اطار أي حل قادم.

مصير سورية يقرره السوريون، ويجب عدم السماح لأي شخص بالتدخل في هذا المصير.. وبالتالي لماذا لا تعقد اللقاءات القادمة في دمشق بنوايا حسنة بدلاً من جنيف او الاستانة أو أي عاصمة أخرى، وبعيداً عن التدخل الخارجي في هذه اللقاءات التي هدفها قيام سورية الحديثة القوية المستقلة! فهل تصغي هذه المعارضة الى هذا الاقتراح أو التوجه لتؤكد وطنيتها وتحملها لمسؤولياتها التاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com