من المسؤول عن أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان..

عناصر “ارهابية” تتسلل اليها بطرق ملتوية

هل نحن مقبلون على حرب مخيمات جديدة؟

تسلل عدد من “الارهابيين” والمطلوبين للعدالة في لبنان الى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان اثار عدة تساؤلات ومن أهمها:

من المسؤول عن امن هذه المخيمات؟ وكيف يمكن التخلص من عناصر خارجة عن القانون دخلت الى مخيمات فلسطينية وبخاصة مخيم عين الحلوة؟ هل هناك مخطط ما لاندلاع حرب مخيمات جديدة من اجل تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين؟ وهل يكون مخيم عين الحلوة “مخيم نهر بارد” آخر؟

لا بدّ من أن يكون المراقب حذرا جدا في الاجابة على هذه التساؤلات المهمة، وخاصة بعد ان شهد مخيم عين الحلوة مؤخراً جولات من القتال راح ضحيتها مدنيون عزل، وادت هذه المعارك الى هروب آلاف العائلات منه حفاظاً على حياتهم.

وضع المخيمات البائس جداً

المخيمات الفلسطينية وعددها 12 مخيماً تعيش في وضع سيء جدا، وبائس الى ابعد الحدود اذ انها محاصرة، لا يستطيع احد الدخول أو الخروج الا باذن حاجز عسكري مقام على مداخل هذه المخيمات وخاصة مخيم “عين الحلوة”. وهؤلاء الفلسطينيون لا يسمح لهم بالعمل في أكثر من 75 مهنة ووظيفة. فنسبة البطالة عالية جدا، وبالتالي نسبة الفقر كبيرة جدا، ويعتمد هؤلاء في معيشتهم على مساعدات وكالة الغوث “الاونروا” !

هذا الوضع البائس في الفقر والوضع الاجتماعي السيء يشكل تربة خصبة لغسل الدماغ، او شراء الذمم وشراء الولاءات. وهذا يساهم في انضمام شبان الى فئات متطرفة جدا مقابل حفنة من الدولارات تؤمن لهم القوت اليومي!

حاول كثيرون تصحيح هذا الوضع، وتغيير القوانين اللبنانية القاسية جدا، ولكن بقي الوضع على ما هو عليه حتى الآن.

عدد سكان هذه المخيمات غير معروف. فهناك من يقدر عددهم باكثر من 400 الف نسمة، فليس هناك أي احصاء رسمي، ولذلك فان مركز الاحصاء الرسمي الفلسطيني يعكف حاليا على اجراء مسح شامل لمعرفة وضع هذه المخيمات من عدد السكان الى مختلف النواحي والاوضاع والمشاكل الاجتماعية، اذ توجهت الى بيروت مؤخراً رئيسة مركز الاحصاء علاء عوض، واجرت اتصالات ووقعت اتفاقات بهذا الخصوص مع العديد من المسؤولين اللبنانيين. وعملية الاحصاء ستبدأ قريبا جدا، كما قيل وأعلن.

الوضع الأمني الحالي

الوضع الأمني للمخيمات يكاد يكون شبه فلتان. الجيش اللبناني يسيطر على مداخل هذه المخيمات في حين ان الفصائل الفلسطينية، ومجموعات مختلفة تسيطر على الامن الداخلي. وهناك لجان أمنية مشتركة تحافظ على الأمن والاستقرار، وتحاول قدر الامكان حل أي اشكال أمني داخلي من دون أي تدخل للجيش اللبناني.

لقد اثير موضوع نزع سلاح المخيمات عدة مرات، ولكن هذا لم يتم، اذ ان هذا السلاح موجود من اجل توفير الدفاع عن النفس، وخاصة بعد مجازر صبرا وشاتيلا التي وقعت في ايلول عام 1982.

هناك عناصر تتسلل الى داخل المخيمات، وهناك تساؤل من المسؤول عن هذا التسلل: هل هي جهة داخلية ام جهات لبنانية من اجل جر المخيمات الى صدامات وبالتالي القضاء عليها، وشطب حق العودة.

من المسؤول أمنياً

يطرح سؤال مهم ألا وهو من المسؤول عن امن هذه المخيمات؟ القيادة الفلسطينية تقول أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق الجيش اللبناني لان “الفلسطينيين ضيوف” على لبنان، وعليهم احترام قوانينه وأنظمته، والحفاظ على أمنه.. في حين أن اللبنانيين يقولون ان هذا الامن هو من مسؤولية القيادة الفلسطينية المسؤولة عن القوى المختلفة الموالية داخل هذه المخيمات. وان تسليم الامن للجيش اللبناني، يعني انه سيدخل معارك لنزع السلاح المتوفر في هذه المخيمات!

العاقلون، والمعنيون بايجاد حل لهذه المعضلة، يقولون ان مسؤولية امن المخيمات تقع على لبنان وفلسطين معا، ويجب التعاون قدر الامكان في هذا الشأن، وايجاد الوسائل الكفيلة للمحافظة على أمن اللاجئين، وكذلك عدم السماح لخارجين عن القانون في التسلل الى داخل المخيمات لاثارة الفتن والمعارك.

المطلوب حالياً ومستقبلاً

المطلوب الآن وفي المستقبل أن يكون هناك تعاون لمنع الانجرار وراء حرب مخيمات، ويجب كذلك على كل الفصائل الفلسطينية التعاون مع القيادة الفلسطينية في هذا الشأن لمنع أي فلتان أمني قد يؤدي الى تصفية هذه المخيمات.

هناك لجان فلسطينية لبنانية مشتركة تتدارس الاوضاع، كما ان هناك لجاناً فلسطينية مشتركة من كل القوى داخل المخيمات.. وعلى هذه اللجان التعاون مع بعضها بعضا، وتجنب اشكالات أمنية، والتصدي لكل من يحاول الايقاع بين ابناء فلسطين واخوانهم اللبنانيين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com