من يُحاكم اميركا على آثامها؟

ترتكب الولايات المتحدة مجزرة تلو أخرى دون أي حسيب أو رقيب، ودون أي مساءلة دولية، وكانت آخر هذه المجازر البشعة قيام الطائرات الاميركية بقصف موقع مدني في الموصل أدى الى مقتل واصابة أكثر من سبعمائة عراقي وعراقية من مختلف الأعمار.

تعلن اميركا أنها شكلت لجنة للتحقيق بهذا الحادث، ولكننا لا نقرأ، ولا نسمع عن نتائج التحقيق. وفي بعض الأحيان تعترف اميركا بأنها مسؤولة عن قصف معين، وتدعي أنه وقع بالخطأ، ولم يكن مقصوداً، ولا تقدم أي اعتذار، ولا تبالي بتقديم وعد بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء.

في حين أن هذه الادارة الاميركية الحاكمة تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا تم قصف مكان بالخطأ من قبل أية جهة، وكانت الاصابة محدودة، فتطالب بعقد مجلس الأمن الدولي، وتطالب بفرض عقوبات على الجهة المسؤولة عن القصف.

هذه الادارة والدول الاوروبية المتذيلة لها لا تبالي باصدار بيان يستنكر وقوع تفجيرات انتحارية يتحمل مسؤوليتها تنظيم داعش، أو جبهة النصرة، وتتغاضى عن هذا التفجير الذي أوقع أكثر من مائة اصابة بين المدنيين العزل، وخاصة اذا كان الحدث الاجرامي لهذين التنظيمين الارهابيين قد وقع في سورية، وكان ضحاياه سوريين. وخير مثال على ذلك أننا لم نسمع ادانة للتفجير الانتحاري الذي أدى الى اصابة ومقتل العشرات من أبناء قريتي الفوعة وكفريا أثناء تنفيذ اتفاق المصالحة، بل ان وسائل اعلامية ضلالية حاولت قلب الحقيقة من أجل طعن الدولة السورية!

هناك مطالبات من قبل جهات مأجورة بتقديم القيادة السورية للمحاكمة لانها تدافع عن سيادة ووحدة الوطن، ولانها لم تستسلم للمؤامرة الكونية، ولان الجيش العربي السوري يحقق انتصارات ميدانية مميزة ولافتة جدا، وهذه المطالبات تأتي من “أناس” أو “شخوص” أو “قادة” يقفون وراء هذه المؤامرة، وهم داعمو الارهاب لا بل هم صانعوه، وهم الذي يجب أن يقدموا للمحاكمة لأنهم دمروا الوطن العربي، ولأنهم شاركوا في مؤامرة قذرة ضد سورية وضد أقطار عربية عديدة!

المطالبة الحقيقية والمنطقية يجب أن تكون بتقديم كل ما خطط وساهم ودعم ومول تدمير سورية والعراق والاقطار العربية الأخرى للمحاكمة، وفي مقدمة هؤلاء الاميركيون والقادة العبيد المأجورون لهم.. يجب ألا يكون هؤلاء أحراراً، بل يجب أن يقدموا للمحاكمة الدولية لأنهم هم المسؤولون عن المجازر، وهم الارهابيون الحقيقيون.

اميركا ليست فوق القانون الدولي لذلك يجب أن تعلو الأصوات المنادية بتقديم قادتها للمحاكمة الدولية العادلة.. وأي مطلب آخر لتقديم أي شخص آخر للمحاكمة مرفوضة لأن القانون يجب ان يكون فوق الجميع، ويطبق على الجميع، ويطبق على صانعي وداعمي الارهاب أولاً، وليس على الذين يدافعون عن وحدة وسيادة واستقرار أوطانهم، ويواجهون هذا الارهاب.

لقد حان الوقت كي تتغير المعادلة ويكون كل قادة العالم تحت القانون، وخاصة قادة الدول الغربية المتآمرة على عروبتنا، وعلى أمتنا العربية.

انها ليست أمنية، انها مطلب، واننا في انتظار الوقت الذي يتواجد فيه قاضٍ واحد شجاع يحاكم اميركا علناً على مجازرها، وآثامها كلها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com