تصريحات تيلرسون تؤكد جهله بالوضع في المنطقة
وزير خارجية اميركا ريكس تيلرسون أدلى بتصريحات متناقضة في الآونة الأخيرة، إذ قال ان ايران ملتزمة بالاتفاق الدولي الموقع معها بخصوص ملفها النووي، وفي مكان آخر قال متهماً أن ايران داعمة للارهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتساهم في زعزعة الاستقرار والامن في العديد من الدول!
ليس دفاعاً عن ايران، لأنها تستطيع أن تدافع عن نفسها إن أرادت ذلك، ولكن من أجل قول كلمة حق بكل جرأة وصراحة، فان الداعم الأول للارهاب في منطقة الشرق الأوسط هي اميركا ذاتها، فهي من صنعت تنظيمات ارهابية مثل “القاعدة” و”داعش”، و”جبهة النصرة”، وهي التي وفرت لهم كل الدعم المالي والعتادي، وهي التي تعتبرهم منظمات ارهابية بصورة علنية، ولكنها لا تلتزم فعلياً بمثل هذا الاعتبار!
ايران من الدول التي تواجه وتحارب الارهاب بكل جدية سواء في العراق أو في سورية، وتدفع ثمناً باهظاً لذلك. والاميركان، وفي مقدمتهم تيلرسون، يعرفون هذه الحقيقة، ولكنهم يريدون توجيه “البوصلة” نحو ايران من أجل تحريض دول مستعربة في الخليج لخوض نزاعات متنوعة معها، وبالتالي نسيان القضية الفلسطينية.
والتساؤل الذي يجب طرحه على تيلرسون: ماذا تفعلون للانظمة العربية التابعة لسياستكم والتي تدعم “الارهاب” من خلال التمويل المالي، والدعم الاعلامي اللامحدود؟ هل طلبتم منهم احترام قرارات الشرعية الدولية، وتجفيف منابع الدعم لتلك التنظيمات الوحشية؟
لم تفعلوا أي شيء، حتى ان “تحالفكم” لمواجهة “داعش” لم يحقق الانجاز الكبير في هذا المجال، بل انه يقصف مدنيين أكثر من قصفه “لداعش” نفسه!
يبدو أن تيلرسون لا يعرف الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وهو يريد تماماً كما سلفه جون كيري، الاكثار من الادلاء بتصريحات صحفية لان همه الأول أن يظهر في وسائل الاعلام، وهمه أن يوجه اتهامات باطلة بدلاً من الاعتراف بالأمر الواقع، والعمل معاً في مكافحة الارهاب والقضاء عليه بصورة فعلية وحقيقية وجادة جدا!
