اسرائيل تورط ترامب..

العلاقة الاسرائيلية الاميركية الحميمة حالياً، وخاصة في عهد الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب، قد تدفع اميركا الى التورط في قضايا عديدة، لأن اسرائيل تُخطط لذلك، أو تريد أن تقوم اميركا بدور فَعّال في منطقة الشرق الأوسط لصالحها..

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة يقوم رئيس اميركي منتخب وجديد بكيل الاتهامات والانتقادات لسلفه، إذ أن الرئيس دونالد ترامب يُعادي الرئيس السابق براك اوباما بصورة غير معقولة، ويعتبر كل ما حققه أو قرره هو خاطىء وضعيف، لأن الرئيس ترامب متأثر بالعلاقة السيئة التي سادت بين رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، والرئيس اوباما. وقد اتهم الرئيس ترامب سلفه بأنه ضعيف، وتوصل الى اتفاق ضعيف وهزيل مع ايران حول ملفها النووي، وفي الوقت نفسه يتهم ايران بأنها تدعم الارهاب، وكذلك تشكل خطراً على منطقة الشرق الأوسط. وكل ما يقوله ترامب عن ايران هو نسخة طبق الأصل عن مواقف اسرائيل تجاه ايران.

لقد وعد الرئيس ترامب في حملته الانتخابية محاربة الارهاب والقضاء عليه نهائياً، ولكنه لم يقم بذلك حتى الآن، بل انه يدعم “الارهابيين” في سورية من خلال قرارات بتزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات، تحمل على الكتف!، وكذلك قام وبصورة مفاجئة باصدار أوامر لاحدى البوارج الحربية الاميركية المتواجدة في مياه البحر الأبيض المتوسط باطلاق صواريخ توماهوك على قاعدة جوية سورية في قلب سورية، لأن سورية اتهمت باطلاً بأنها وراء استخدام سلاح كيماوي في بلدة خان شيخون. وقد صدّق ترامب الاتهامات الاسرائيلية بأن سورية لم تتخلص كاملاً في عام 2013 من السلاح الكيماوي، بل احتفظت بكميات منه.. ولم يُصغِ ترامب الى دعوة روسيا للتحقيق في الحادث قبل التصرف “الأهوج”!

لقد أراد ترامب التقرب من روسيا، ومن الرئيس بوتين، هذا ما وعد به في حملته الانتخابية، وها هو يعمل عكس ذلك!

يبدو جلياً أن ترامب متأثر جداً مما يمليه عليه رئيس وزراء اسرائيل، إذ أنه يتماشى مع السياسة الاسرائيلية، ويُلبي مطالبها ويدعم مواقفها.

الرئيس الاميركي السابق اوباما كان حريصاً على أن تكون السياسة الاميركية مستقلة عن مواقف اسرائيل، وكان حريصاً على المصالح الاميركية، ووفر دعماً كبيراً لاسرائيل، ولكنه لم يصغ الى طلباتها للتورط في حروب، لانه لم يرغب في التورط في سورية كما تورط سلفه جورج بوش الابن في العراق، متأثراً بالعلاقة الاسرائيلية الاميركية القوية في تلك الفترة. وقد قيل واثبت فيما بعد أن اسرائيل ساهمت الى حد كبير في تحريض جورج بوش على ضرب العراق واحتلاله، وكان ذلك خطأ استراتيجياً كبيراً اذ أن ذلك لم يُدمر العراق فقط، بل أتاح الفرصة لايران أن تتواجد في العراق، وتؤثر كثيراً على سياساته الحالية.

الرئيس ترامب يدعم حرب السعودية على اليمن، وقد يتورط معها في هذه الحرب بصورة مباشرة، لأن اسرائيل ترغب في أن يقدم الدعم الاميركي للسعودية!

والرئيس ترامب يؤيد ويدعم ويساند تشكيل تحالف “سني” عسكري اسلامي بقيادة السعودية لمواجهة ايران، وهذا ما تريده اسرائيل، وتسعى اليه، وقد تكون عضوا في هذا التحالف بصورة علنية، واذا لم تتوفر هذه العضوية العلنية، فقد تكون عضويتها سرية، ومن وراء الكواليس!

لا تريد اسرائيل الاستقرار في المنطقة، حتى تقول أن أمنها القومي في خطر، ولذلك تواصل ابتزاز اميركا في الحصول على دعم لا محدود سواء اكان عسكريا أم مالياً أو سياسياً! وحتى لا تقدم أي تنازلات لانهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية، وحتى أيضاً تملي الحل على الفلسطينيين باعطائهم “إدارة مدنية” فقط، وليس أكثر من ذلك!

اسرائيل تورط الرئيس ترامب المتأثر أيضاً بصهره اليهودي جيراد كوشنير، وابنته ايفانكا زوجة كوشنير المتهودة، ومتأثر بالسفير الاميركي الذي عينه ليكون في اسرائيل ديفيد فريدمان اليهودي.. ومتأثر جداً باللوبي الصهيوني! والتأثير الاسرائيلي على ترامب نابع من قلة خبرته السياسية، وجهله للوضع في المنطقة!

أمام هذا المشهد، فان هناك توقعاًت بأن ينجر ترامب الى قرارات تكلف اميركا ثمناً باهظاً، وقد تؤدي الى وصول الارهاب الى داخل اميركا لأن من يدعم الارهاب سيكتوي بناره.

المطلوب من ترامب أن يكون أكثر وعياً، وأكثر نضجاً سياسياً، وأن يضع مصالح اميركا فوق مصالح الجميع، وان يكون صادقاً في وعوداته الانتخابية، وألا يكون “دجالاً” يُسيء إلى اميركا، ويصادر ما تبقى من هيبتها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com