الرئيس دونالد ترامب يستعرض عضلاته

عوامل تشجيعه على قصف سورية

 امكانية تورطه في وحل سورية ومن الصعب الخروج منه

فجر يوم الجمعة الموافق 7 نيسان 2017، قامت احدى السفن الحربية الاميركية المبحرة في مياه البحر الابيض المتوسط باطلاق 59 صاروخاً من نوع “توماهوك” نحو قاعدة “الشعيرات” الجوية السورية قرب حماة، أي في قلب سورية. 23 صاروخاً وصلت الى القاعدة في حين أن 36 صاروخاً تاهت عن مسارها وضاعت، ولم يعرف مصيرها.

هذا العدوان العسكري الاميركي على سوريا هو اعتداء صارخ على سيادة الاراضي السورية، واختراق وانتهاك واضح للاجواء السورية، وتجاوز وقح للقوانين الدولية. وهو استعراض للعضلات الاميركية ظناً من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ان مثل هذه “الالعاب” أو “القرارات” تعيد لاميركا هيمنتها على العالم، وترفع من شعبية الرئيس ترامب نفسه على الساحتين الاميركية  الداخلية، والدولية. وظناً منه أيضاً أن مثل هذا العدوان القذر سيؤثر على معنويات الجيش العربي السوري، أو سيغير من الوضع في الميدان، أو سيحقق اهداف المؤامرة الكونية لتقسيم سورية من اجل اضعافها والهيمنة عليها.

عوامل شجعت ترامب على استعراض عضلاته

عدة عوامل ساهمت الى حد كبير في تشجيع الرئيس الاميركي ترامب على اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية محدودة لسورية ومن أهمها:-

  1. لقد تم تضليل العالم بأن من استخدم السلاح الكيماوي في خان شيخون هو الجيش العربي السوري، الذي يحقق انتصارات دون الحاجة الى هذا السلاح غير المتوفر في سورية بعد التخلي عنه عام 2013. ونشرت أفلام “مفبركة” حول هذا الحادث للتأثير على الرأي العام العالمي، وخاصة على الرئيس ترامب نفسه!
  2. ابنته ايفانكا كانت من المطالبين بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، لانها كانت “متأثرة جداً” بهذا الحدث في خان شيخون! علماً أن ايفانكا قد اعتنقت اليهودية بعد أن تزوجت جاريد كوشنير الذي يتولى منصب مبعوث الرئيس الخاص للشرق الأوسط فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
  3. التقارير الأمنية للأجهزة الاميركية والاسرائيلية “الكاذبة” بأن سورية تمتلك سلاحاً كيماوياً، ولم تتخلص منه كاملاً. وان هذه التقارير قدمت للرئيس ترامب. ويذكر ان اسرائيل تحاول توريط اميركا مع سورية، ويبدو ان استخدام السلاح الكيماوي في “خان شيخون” كان فرصة ذهبية لاسرائيل كي تحرض الرئيس ترامب على ضرب سورية!
  4. فشل الادارة الاميركية في تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يدين سورية “الدولة” لاستخدامها السلاح الكيماوي في خان شيخون، وتهيء الفرصة لاجراءات عقابية على ذلك. وقد استخدم مندوب روسيا الدائم في مجلس الامن حق النقض الفيتو لان المجلس لم يُصغِ الى طلب روسيا بضرورة تشكيل لجنة تحقيق في الامر، ولان “الافلام” التي عرضت مفبركة وكاذبة!
  5. حماس الحلفاء مثل بريطانيا وفرنسا في اتهام سورية باستخدام هذا السلاح الكيماوي، مع دول اخرى شجع الرئيس ترامب على اثبات انه صاحب قرار شجاع وجريء باطلاق صواريخ على قاعدة جوية عسكرية سورية تستخدم لضرب الارهابيين!
  6. هناك اتهامات موجهة للرئيس ترامب بأنه يساير الرئيس بوتين، وان هناك علاقات قوية معه، وانه سيستسلم له بالملف السوري. ولذلك قرر ترامب انهاء هذا الاتهام باصدار التعليمات بتوجيه ضربة عسكرية لسورية الحليفة لروسيا، ولو أن جزءاً من القاعدة العسكرية الموجهة اليها الصواريخ – قاعدة الشعيرات – هو تحت السيطرة الروسية، وحاول ترامب اظهار أنه قوي ومغامر ولا يخاف من العواقب!

تورط في الوحل السوري

هل هذه الضربة العسكرية ستورط ترامب في الوحل السوري؟ وبالتالي ستؤدي الى مواجهة عسكرية ام سياسية شرسة مع روسيا؟

هناك رأيان للاجابة على هذه التساؤلات، فالأول يقول أن وزارة الدفاع الاميركية ترغب في التورط في سورية، لاسقاط الرئيس الاسد والاطاحة به، للاتيان برئيس أجير للسياسات الغربية، وكذلك من أجل تمزيق سورية والعالم العربي. وهذا التدخل يجب أن يتم مهما كلف الثمن.

أما الرأي الثاني فيقول وبكل صراحة انه لا حاجة للتورط في الوحل السوري لانه مكلف مالياً، وثمنه عال بشرياً.. والهزيمة واردة. والتدخل يعني دعم الارهابيين ومساندتهم لان اميركا في تدخلها ستكون متحالفه معهم، وهذا الأمر خطير جدا لان “الارهاب” قد ينتقل الى دول اخرى في المنطقة، وقد ينتقل الى اميركا نفسها اذا تم التهاون معه.

السؤال الأخير الذي يطرح ذاته: هل حقاً وحقيقة ان الرئيس ترامب سيحارب الارهاب ويقضي عليه كما قال ووعد في حملته الانتخابية؟ ام ان وعوداته تبخرت، وبالتالي فهو رئيس غير متزن، وغير صادق مع نفسه ومع غيره..

الأشهر والسنوات القادمة ستؤكد الاجابة على سؤالنا الاخير حول الرئيس ترامب اذا كان صادقاً أم دجّالاً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com