القادة الأوروبيون يضحكون علينا أم على أنفسهم؟

الرسميون الأوروبيون غامضون في مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية، فتارة تشعر بأنهم مؤيدون للقضية الفلسطينية، ويؤيدون حل الدولتين، ويناهضون الاستيطان في قراراتهم المتنوعة. وتارة أخرى تشعر بأنهم اعداء للقضية الفلسطينية، بموالاتهم لاسرائيل، وخاصة في المحافل الدولية.

تساؤل يطرح نفسه: هل هم يضحكون علينا أم يضحكون على أنفسهم؟ أو بصورة أوضح: هل هم “هُبل” أم أنهم يستهبلون؟

قد يقول قائل أن اوروبا مظلومة بهذا التساؤل أو الانتقاد اللاذع، ولكن الجواب هو أن ممارسة اوروبا وقراراتها ومواقفها خير دليل على هذا الانتقاد.

ولاثبات ذلك، فان الدول الاوروبية جميعها باستثناء السويد، التي لها كل الشكر والاحترام والتقدير لجرأتها وشجاعتها، صوتت ضد قرار منظمة “اليونسكو” الذي يعتبر القدس مدينة محتلة، وان الاجراءات الاسرائيلية فيها باطلة. والدول التي لم تصوت ضده، امتنعت عن التصويت، علماً أن جميع قادة هذه الدول يقولون باستمرار أن القدس محتلة في حزيران 1967، وبعضهم يعتبرونها بصورة غير مباشرة عاصمة الدولة الفلسطينية.

بعض هؤلاء القادة يؤمنون بأن القدس مدينة للديانات السماوية الثلاث، وفي الوقت نفسه عاصمة لدولتين أو شعبين.

هناك تناقض في المواقف، وحتماً فان هؤلاء يخشون من أي رد فعل اسرائيلي في الأوقات التي تتخذ فيها قرارات حاسمة وحرجة، فبالتالي يتناسون تأييدهم لشعبنا الفلسطيني، وينحازون لاسرائيل.

خلاصة القول أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع الاعتماد على اوروبا، فهي متلونة في مواقفها، وتهمها مصالحها أولاً وأخيراً، وبالتالي هي بعيدة كل البعد عن “المبادىء” أو الأخلاق الرفيعة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com