سورية ستبقى قوية وصلبة.. لهذه الأسباب تقوم الجهات المعادية بدعم الارهاب

 دلائل قاطعة على أن المؤامرة في خدمة اسرائيل

الانتصارات الميدانية الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محاربته وتصديه للارهاب وتنظيماته المختلفة تربك المتآمرين على سورية، وتفقدهم صوابهم وعقولهم، فأخذوا يفكرون بوضع خطط لابقاء المعارك في سورية الى أجل غير مسمى، ولكن الجيش العربي السوري لا يعطي الفرصة حتى ينفذ هؤلاء المتآمرون مخططاتهم في سورية، إذ أنه لهم بالمرصاد.

وما يؤكد هذا الارتباك، وهذا القلق، لاولئك المتآمرين، أن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعتدت على سورية مرتين، في المرة الاولى على مطار عسكري، وفي المرة الأخيرة، وقبل عقد مؤتمر الرياض بيومين فقط، تم الاعتداء على الجنوب السوري. وكان المستهدف في العدوانين هو الجيش السوري، وكان الهدف من هذين العدوانين هو دعم الارهابيين، ومحاولة رفع معنوياتهم بعد أن بدأت بالانهيار، وبدأوا يفرون من ساحة المواجهة. وقد استطاع الجيش العربي السوري أن يعيد السيطرة على ما مساحته 13 ألف كيلومتر مربع خلال الفترة الاخيرة في بادية الشام، وهذه المساحة هي اكبر من مساحة لبنان، أي أنها ليست مساحة صغيرة.

والجيش العربي السوري مستمر في تكنيس الارهابيين من العديد من المناطق في سورية، وهو ناجح في ذلك الى حد كبير جدا، حتى ان بعض المراقبين يتوقعون القضاء على غالبية التنظيمات الارهابية في سورية مع نهاية العام الحالي!

لماذا يدعمون الارهاب

لقد وعد الرئيس الاميركي ترامب في حملاته الانتخابية بالعمل الجاد لمحاربة الارهاب في العالم، والقضاء عليه. ولكنه بعد توليه الرئاسة بدّل وغيّر من مواقفه لاسباب عدة ومن أهمها: ان هناك مجموعة من المستشارين في وزارة الدفاع يشجعون ترامب على سلوك طريق مغاير لسلوك الرئيس السابق باراك اوباما من خلال استعراض العضلات وتوجيه ضربات عسكرية لسورية لدعم تنظيم “داعش” واخواته واشقائه من التنظيمات الارهابية الأخرى، اذ أن بقاء داعش يخدم المصالح الاميركية من عدة جوانب وأهمها:

  • بقاء القتال مستمراً في سورية الى أمد طويل.
  • استمرار القتال يعني استنزاف الجيش العربي السوري وحلفائه.
  • ابقاء الصراع داخل الساحة العربية الداخلية وعدم الالتفات لاسرائيل، أي تغيير البوصلة نحو اتجاه آخر الا وهو ايران.
  • امكانية تقسيم سورية بعد مرور سنوات من “القتال” الداخلي تُبقي الدول العربية بحاجة أكثر الى مساندة ودعم الادارة الاميركية، وخاصة تلك الدول التي تتآمر على سورية، حتى لا تمنى بالفشل.
  • استنزاف الامكانيات “المالية” لدول الخليج من خلال تمويل هذا الارهاب.
  • بقاء الفوضى في العالم العربي، وخاصة في دول الشرق الأوسط، يخدم السياسة الاميركية ويحقق أهدافها ومخططاتها!

لا بدّ من الاشارة الى أن دعم الارهاب لن يكون علنياً، ولن يكون مباشراً، بل عبر وكلاء في العالم العربي، وهؤلاء الوكلاء هم الذين سيتولون المهام والمسؤوليات المالية، ويعني هذا أيضاً مكسب للصناعات العسكرية الاميركية.

أما الدول العربية التي تدعم الارهاب فهي تقوم بذلك انطلاقاً من عدة أسباب ودوافع وأهمها:

  1. تأكيد ولائها للسياسة الاميركية في المنطقة.
  2. ابعاد نار “الارهاب” عنها، مقابل تمويله ودعمه، اذ أن هناك حركات وخلايا ارهابية في منطقة الخليج، ولدعم الارهاب تم تصديرها الى سورية والعراق وتم التخلص منها.
  3. اضعاف الدول التي تشكل تحدياً لها ولسياساتها التبعية لاميركا.
  4. محاولة السيطرة على الدول التي تعاني من الارهاب عبر الارهاب، وعبر فرض سياستها على قيادتها.. وهذه المحاولة تبوء بالفشل في كل من سورية والعراق واليمن.

لمصلحة اسرائيل

 دعم الارهاب يصب في مصلحة اسرائيل، وبصورة مباشرة وخير اثبات على ذلك:-

  • تحوّل الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع “داخلي” عربي عربي في العديد من الاقطار العربية!
  • استنزاف القوة العسكرية للدول التي تشكل خطراً على وجود أو اعتداءات اسرائيل.
  • ضرب محور المقاومة، والعمل للقضاء عليه!
  • اعطاء الفرصة لاسرائيل والعديد من الدول العربية لاقامة علاقات دبلوماسية “علنية”، والتعاون الى حد كبير لمواجهة ايران! وهذه الفرصة لن تكون متواجدة اذا كان محور المقاومة قوياً، وكانت الاجواء غير التي تسود العالم العربي الآن!
  • امكانية حصول اسرائيل على فرصة كبيرة جداً لتصفية القضية الفلسطينية عبر “حلّها” حسب الاملاءات والرغبات الاسرائيلية، إذ أن المتوقع أن يفرض حل على القيادة الفلسطينية خلال الفترة القادمة!
  • لولا استفادة اسرائيل من كل ما يجري في أقطارنا العربية، لما رأينا تصريحات ضد الرئيس الاسد، وضد القيادة في العراق، والمطالبة بالاطاحة بالدولة السورية. وكذلك دعمها العلني ليس فقط للمعارضة المرتمية بأحضان الخارج المتآمرة على سورية، بل لتنظيمات ارهابية، وخاصة جبهة النصرة المتواجدة على حدود الجولان السوري المحتل من خلال يافطات “انسانية” و”طبية” مكشوفة الاهداف!
  • معرفة اسرائيل أن هذه التنظيمات الارهابية لا تستهدف اسرائيل، ولا تستهدف مساعدة الفلسطينيين، بل تستهدف محور المقاومة، وادبياتها تؤكد ذلك!

سورية وحلفاؤها بالمرصاد

سورية الدولة، وبدعم من حلفائها، تصدت بشكل جيد لهذه المخططات، وتعرف أن هناك جهودا، بعد فشل المؤامرة في تحقيق أهدافها، في ابقاء القتال مستمراً الى أكبر وأطول مدة، وبتكاليف عالية جدا، ولذلك فان سورية مع حلفائها يعملون معاً على أكثر من مسار فعال لمواجهة ذلك:-

المسار الأول يتمثل في شن هجمات على معاقل الارهابيين، وقد تم تحرير مساحات شاسعة من الأراضي، والعملية مستمرة من أجل طرد هؤلاء الارهابيين الغوغائيين عن الاراضي السورية، وهذا المسار هو عسكري صرف، ولا بدّ من استخدامه لأنه لن يكون هناك أي استقرار أو حل الا بالقضاء على الارهاب، واعادة الامن والطمأنينة للشعب السوري.

المسار الثاني يتمثل في اعطاء الفرصة لابناء سورية الذين تم تضليلهم وخداعهم، فانخرطوا بسبب أو آخر في التنظيمات الارهابية، ومن يتراجع عن موقفه فان القيادة السورية تمنحه المجال لتدبير أموره وتسوية أوضاعه، والعودة الى ممارسة حياته العادية الطبيعية!

المسار الثالث ينحصر في الوصول الى تسويات ومصالحات في العديد من الاماكن والمناطق، إذ يسمح “للمقاتلين” بالخروج من أي منطقة والتوجه نحو ادلب أو أي منطقة أخرى، تاركين وراءهم أسلحتهم الثقيلة، وكذلك السماح للعديد منهم في تسوية أوضاعهم، وترك القتال، والعودة الى أحضان الدولة مجدداً بعد ابداء الندم واظهار التوبة على ما اقترفوه من مجازر.

أما المسار الرابع فينعكس في تحقيق هدنة، وتخفيف التوتر في مناطق، كما اتفق في الاستانة عاصمة كازاخستان من اجل تهيئة الامور لوقف القتال كاملاً، واعطاء الفرصة لمصالحات.

أما المسار الخامس والأخير فيتمثل في المشاركة في لقاءات جنيف العديدة للتوصل الى اتفاق سياسي مع المعارضة ولو أنها ممولة من الخارج. ولقاءات جنيف العديدة تكشف للجميع أن هؤلاء المعارضين المرتمين بأحضان الخارج، والمسيرين من قبل قادة يكنون الحقد والكره لسورية، لا يريدون حلاً سياسياً، بل يريدون تضييع الوقت، فيطرحون حلولاً مرفوضة جداً وتعجيزية، ومنها الحصول على السلطة بكل سهولة حتى تصبح سورية دولة تبعية ليس لدولة عظمى، بل لدويلة وكيلة لاعمال الغرب وخاصة اميركا. وقد تعقد جولات عديدة من المفاوضات في جنيف، ولكن لن تحقق أي شيء ما دام هؤلاء “المعارضون” أجراء وعبيدا لدى من هم يتأمرون على سورية، ويكنون لها العداء، وما دام هؤلاء يتواصلون مع اسرائيل ويقدمون لها التعهدات بالتنازل عن الجولان المحتل مقابل دعمهم، وما دام هؤلاء أيضاً “يرحبون” بتقسيم سورية، واضعافها ويتعهدون لاسرائيل واميركا بأن تكون سورية دولة ضعيفة جدا! لقاءات جنيف ستكون فاشلة، ولن ينتج عنها حلاً سياسياً.. والحل السياسي يتم فقط مع المعارضة الوطنية.

والدولة السورية تشارك في لقاءات جنيف في اطار مساعيها لوقف سفك الدماء، ولاظهار أنها مع الحل السياسي، ولكن ليس أي حل سياسي يعرضه ويطرحه أعداء سورية.

العلاقة مع الحلفاء قوية

هناك جهود تبذل للايقاع بين سورية الدولة وحلفائها، وهؤلاء الحلفاء يتمثلون بصورة رئيسة بروسيا الاتحادية وكذلك مقاتلي حزب الله، وذلك من خلال شن هجوم سياسي واعلامي عليهم، واتهامهم بشتى الاتهامات الباطلة. وكذلك الادعاء بأن روسيا قد تتخلى عن سورية، وذلك عبر اغراءات أو عروض قد تقدمها اميركا أو دول الخليج العربي.

اتهام حزب الله “بالارهاب” هدفه الأول والأخير اعطاء الشرعية لضرب حزب الله سواء في لبنان أو سورية، ولكن توجيه أي ضربة عسكرية ستكون لها تداعيات خطيرة، وستدخل المنطقة في حرب شعواء وضروس.

وروسيا تدرك أن كل ما تقوم به اميركا في المنطقة من تحركات تهدف أولاً وأخيراً الى محاصرتها، وتقليص نفوذها، ولذلك فان علاقتها مع سورية قوية وستبقى كذلك.

اتهامات باطلة

توجه القوى المتآمرة على سورية شتى الاتهامات لسورية الدولة، وآخر هذه الاتهامات ان الدولة تمارس عملية حرق المعتقلين في سجونها. وهذه الاتهامات تأتي لاستفزاز مشاعر الناس وكذلك حشد عداء لسورية على مستوى الرأي العام العالمي، ولكن سورية نفت ذلك، واكدت أنها قوية، ولا حاجة الى ذلك، كما ان اخلاقيات الحكم والجيش لم تسمح بذلك، وهذه الاتهامات تهدف الى ابعاد الاضواء على الارهاب، وما ترتكبه تنظيماته من جرائم بشعة ومقرفة جدا، وهي تصب ايضا لدعم الارهابيين أولاً وأخيراً.

وتأتي هذه الاتهامات بعد قلق وغضب المتآمرين من انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان، وقرب ساعة الانتصار الكبير والنهائي على الارهاب وأدواته وعناصره وعملائه!

المعارك مستمرة والموقف صلب

ستتواصل المعارك ضد الارهاب، وليس هناك أي تهاون معه. والموقف السوري الرسمي والشرعي الصلب سيبقى على ما هو عليه وسيزداد صلابة، لأنه يدافع عن سورية الوطن وسيادته وأمنه وأمن الشعب السوري أيضاً. لذلك فان سورية ستنتصر عاجلاً أم آجلاً، ولكن كل الدلائل تشير الى اقتراب ساعة الحسم رغم أن هناك محاولات لعرقلة ذلك، ولكن مهما عرقلوا ومهما حاولوا اطالة أمد المعارك والقتال والدمار، فان سورية ستخرج من هذه المؤامرة أقوى مما كانت عليه، وهذا ما تؤكده وتثبته كل المعطيات والدلائل والمؤشرات المتوفرة حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com