تحيات اعتزاز وفخر بأبناء القدس

أكد أبناء القدس العربية المحتلة أنهم أبطال، ورجال مقاومة حقيقية فعّالة وجبارة في وقفتهم المشرفة والشجاعة في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف، ولمنع سلطات الاحتلال من تغيير الأمر الواقع فيه من خلال وضع بوابات الكترونية على مداخله. وأكدوا للعالم أجمع أنهم يتحملون المسؤولية الكبيرة رغم أن عالمنا العربي الرسمي وقف موقف المتفرج، ولم يفعل أي شيء لنصرة القدس.

ولا بُدّ من توجيه كلمة شكر أيضاً إلى اخواننا واخواتنا الصامدين أبناء المناطق داخل الخط الأخضر لأنهم ساندوا أبناء القدس في تصديهم لاجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ووقفوا أيضاً موقفاً مشرفاً مدافعاً عن الحرم القدسي الشريف.

لا شك أن الحكومة الاسرائيلية الحالية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو اتخذت اجراءات تعسفية بحق أبناء القدس وبحق الحرم القدسي الشريف، واغلقت أبواب الحرم لمدة 48 ساعة بحجة أو ذريعة أمنية، حتى أن هذه السلطات وسعت دائرة حصارها للحرم القدسي باغلاق المناطق المحيطة، وأكدت مجدداً للقاصي والداني أن القدس العربية هي محتلة، وليست موحدة كما يَدّعي ويقول الاسرائيليون!

قرار الحكومة الاسرائيلية بوضع بوابات الكترونية هو قرار سياسي استهدف تعزيز السيطرة والهيمنة على الحرم القدسي الشريف، والتأكيد على أن اسرائيل هي المسؤولة عن أمنه وحمايته.. وبالتالي اعتدت بهذا القرار وهذه الاجراءات على اتفاق السلام مع الأردن الذي نص بكل وضوح أن الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس هي للمملكة الأردنية الهاشمية. وهذه الاجراءات هي اعتداء صارخ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف منذ احتلال القدس قبل 50 عاماً. ويعكس طموحات اليمين المتطرف في هذا المكان المقدس، وسعيهم لمصادرته، وتحويله الى مكان عبادة لليهود فقط من خلال خطوات تدريجية وهادئة!

من قرر وضع بوابات الكترونية على مداخل الأقصى سعى إلى تحديد عدد الذين يحق لهم الصلاة، وسعى إلى ممارسة سياسة الاذلال والاهانة للمصلين من خلال تفتيشهم. وهذا القرار لم يكن بريئاً، ولا عفوياً، بل كان مدروساً ومعداً منذ زمن، وكان ينتظر لحظة أو فرصة التنفيذ. وظن صاحب القرار أن الوقت كان مناسباً، ولم يدرك أن أبناء القدس له ولأمثاله بالمرصاد، وانهم لن يترددوا لحظة واحدة في الدفاع عن هذا المكان الطاهر المقدس.

وصاحب القرار هو يهودي متطرف ومتشدد ومتعصب أراد أولاً وأخيراً كسب دعم المتطرفين اليهود له، وأراد أن يظهر أنه صاحب قرار شجاع، ولكنه في نهاية الأمر تلقى صفعة، واضطر للتراجع، وازالة هذه الأبواب الالكترونية.

ولا بدّ أن نُوجه الشكر الكبير لكل المناصرين للأقصى في العواصم العربية والغربية، والذين تظاهروا ضد الإجراءات الاسرائيلية، ووقفوا الى جانب أبناء القدس في صمودهم ونضالهم ودفاعهم عن عروبة المدينة وقدسية وطهارة أماكنهم المقدسة.

وفي الوقت نفسه لا نُعاتب من لم يقف الى جانب أبناء القدس في هذه “الأزمة” أو في هذه “القضية”، لأنهم لا يستحقون العتاب، ولا يستحقون ذكرهم لأنهم ارتموا بأحضان أعداء الأمة، وفقدوا أي حِسٍ ديني اسلامي حقيقي، كما أنهم فقدوا ضمائرهم قبل أن يفقدوا عروبتهم.. وأصبحوا أشخاصاً مأمورين، ولربما “مرتزقة” في خدمة أعداء الأمتين العربية والاسلامية.

ويجب أن نُوجه رسالة واضحة لاسرائيل بأن الحرم القدسي الشريف هو خط أحمر خطير، ويجب عدم تجاوزه، ويجب المعرفة أن أي اعتداء على الحرم القدسي الشريف سيولد شرارة انطلاق انتفاضات ونضالات وفعاليات ضد الاحتلال، وقد يكون تحولاً في انحراف الصراع السياسي نحو صراع ديني خطير!

لقد استطاع أبناء القدس تحقيق النصر في هذه المعركة، رغم أن عمقهم العربي في وضع مأساوي. وأكدوا للعالم كله أن استغلال اسرائيل للظروف السيئة في الوطن العربي لن تؤثر على نضالاتهم، بل تزيدها صموداً وصلابة.

من قلب القدس تحية لا بل تحيات إجلال واعزاز وفخر لكل أبنائها الميامين.. وكل الأمل أن يبقى أبناء القدس موحدين في دفاعهم ليس فقط على الحرم القدسي الشريف فحسب، بل على عروبة القدس، وكل شبر من أراضيها الغالية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com