العلاقات الاسرائيلية مع الهند.. الأهداف السياسية والمكاسب الاقتصادية الكبيرة

تعاون كبير في مجال صنع السلاح

فتح أسواق جنوب شرق آسيا أمام اسرائيل

سيقوم اليوم 4/7/2017 رئيس وزراء الهند ماريندرا مودي بزيارة رسمية لاسرائيل. وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء هندي الى اسرائيل منذ تأسيسها واقامتها على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948. وتقول مصادر عديدة أن هذه الزيارة جاءت للاحتفال بمرور 25 عاماً على اقامة علاقات دبلوماسية بين اسرائيل والهند، وكذلك لتعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات والقطاعات!

أما من الجانب الاسرائيلي فقد قام مسؤولون اسرائيليون عديدون خلال السنوات الماضية بزيارة الهند، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات، وخاصة في مجال بيع الأسلحة الاسرائيلية المتطورة، وطائرات من دون طيار بشكل محدد!

التساؤل الذي يطرح: ما هو المقصود الاسرائيلي من اقامة علاقات مع الهند؟

الاجابة واضحة أن اسرائيل تحقق العديد من المكاسب والأهداف، وهي تنظر الى التعاون مع دول الشرق الأقصى، لأن هذا السوق أفضل لها من الأسواق الاوروبية والافريقية والاميركية مع الاعتراف بأن هذه الاسواق مهمة أيضاً لدعم اسرائيل اقتصادياً وسياسياً! وتعزيز العلاقة مع دول جنوب شرق آسيا يعني تواجداً لاسرائيل في هذه المنطقة المهمة جداً من الناحية السياسية ايضاً!

أهمية الهند

الهند دولة قوية وكبيرة عدد سكانها يصل الى مليار نسمة أو أكثر. تمتاز الهند ببعض صناعاتها العسكرية وخاصة صناعة الطائرات المقاتلة من طراز “ميغ” إذ أنها الدولة الوحيدة التي وثق فيها الاتحاد السوفياتي السابق، ومنها هذا الامتياز!

الهند دولة زراعية، وتعمل على تطوير قدراتها الزراعية لتوفير الغذاء لمئات الملايين من أبنائها.

والهند من الناحية السياسية لها موقعها ووجودها، فهي عضو في منظمة “البريكس” التي تضم بالاضافة اليها: الصين، روسيا، البرازيل وجنوب افريقيا. كما ان موقع الهند الجغرافي مهم إذ أنها جارة لـِ “باكستان” التي هي على نزاع معها حول “اقليم كشمير”.

المكاسب الاسرائيلية…

قد يقول أحدهم أن العلاقة الاسرائيلية مع اميركا أفضل من العلاقة مع الهند. وهذا صحيح، ولكن العلاقة مع الهند لها مكاسب مختلفة عما هي مع اميركا، ومن هذه المكاسب:-

• التعاون في المجال التكنولوجي إذ أن اسرائيل متطورة، وهي قادرة على بيع هذه القدرات للهند، ولاسواق دول جنوب شرق آسيا.. لان هذا البيع يساهم في الحصول على دخل قومي، وكذلك يساهم في تعزيز العلاقات التجارية.
• التعاون في المجال الزراعي إذ أن الهند بحاجة إلى تقنيات لتطوير انتاجها الزراعي. وتقوم الدولتان بأبحاث مشتركة في هذا الخصوص. ويجدر ذكره أن اسرائيل “تغزو” الدول الافريقية وتقيم علاقات قوية معها بفضل أبحاثها ودراساتها وتقنياتها الزراعية المتطورة جدا!
• التعاون في المجال السياسي اذ ان اسرائيل معنية بأن تكون على علاقة مع دول منظمة أو مجموعة “البريكس” في اطار اعلان استقلالية قرارها، ولتعزيز مواقفها السياسية مع اميركا ايضا، كذلك فان اقامة علاقات مع دول البريكس الداعمة للقضية الفلسطينية، تساهم إلى حد ما في عدم تبني هذه الدول لقرارات دولية معادية لاسرائيل.
• التبادل التجاري إذ أن حجم هذا التبادل وصل الى اكثر من مليار دولار سنويا، وقد يتضاعف خلال السنوات القادمة.

 

التعاون في مجال السلاح

أهم ما يميز العلاقة بين الهند واسرائيل هي التعاون في مجال السلاح إذ أن الهند وقعت العديد من الصفقات وصلت قيمتها الى حوالي 4 مليارات دولار. فالهند بحاجة إلى طائرات من دون طيّار لمراقبة حدودها مع الباكستان، كما انها بحاجة الى تطوير التقنيات في الطائرات المقاتلة التي تصنعها!

لقد وصل التعاون العسكري الى مرحلة تقوم فيها الدولتان بصنع طائرة مشتركة متطورة جدا تضاهي طائرات “إف 35″، ولكن الادارة الاميركية تدخلت، وعملت على وقف تصنيع مثل هذه الطائرة لأن هذا يمس التعاون الاستراتيجي والعسكري الاميركي الاسرائيلي!

لا شك أن اسرائيل معنية أيضاً في أن تراقب “الباكستان” التي تمتلك قنبلة نووية، والتي تعادي اسرائيل، وتحتضن منظمات وتنظيمات ارهابية. فالعلاقة مع الهند تعزز التعاون المشترك في مواجهة الارهاب الآتي من الباكستان، وكذلك ستكون اسرائيل في وضع تراقب فيه، وعن قرب ماذا يجري في الباكستان.

خلاصة القول أن تعزيز العلاقة الاسرائيلية مع الهند يعزز التواجد السياسي والعسكري في جنوب شرق آسيا، وكذلك يلغي ما يقال أن اسرائيل تعيش في عزلة سياسية!