الفُكاهَةُ الجَعْجَعِيَّة/ أبو تراب كرار العاملي

اِستوقفتنا فُكاهَةٌ مُضحِكة لرئيس حزب القوات اللبنانية المدعو “سمير جعجع” سبق وأوردها في كلام له لصحيفة الحياة، فجاء في بعض إجابته ردّاً على سؤال: “السيد حسن نصر الله إذا أراد أن يهدي اللبنانيين» شغلة بتحرز«، ليهد سلاحه إلى الجيش اللبناني وينصرف للعمل السياسي، مثلما فعلنا كلنا. أصلاً هذه الخطوة متأخرة 27 سنة”. فالسؤال الذي يطرح نفسه في البَيْن، هل ستكون هذه الهدية الى اللبنانيين أو الى العدو الصهيوني؟ وبتوسيع آخر، هل ستكون الهدية الى الشعب اللبناني أو الى الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة؟ نُذَكِّر المدعو أعلاه أن هذا السلاح جلبَ العزة الى لبنان وحرَّر أرضه وألحق بالمحتل الغاشم خسائر فادحة وأنزل به هزائم مُدَوِّية يصدع صوتها عبر أجياله المتعاقبة، وأجبره على الخروج رغماً عن أنفه مذلولاً مُتصاغراً مُحْجَوْجِم المكانة ترهقه الذلة من بين يديه ومن خلفه وعن جميع جهاته، وأن هذا السلاح يُشَكِّل صمَّام الأمان لكل اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، ومعركة الجرود الأخيرة خير شاهد على ذلك، وأنه سلب النوم من أعين العدو وجعله يعيش في دوامة قلقٍ متصلة وتَرَقُّب حَذِر واضطراب مخيف، وأنه الضمانة الذهبية لكل شريف يهمه العيش بكرامة وعز وفي وطن ذي سيادة وثقلٍ استقلالي، بل ﺇنَّهُ غَدا معادلة إقليمية دولية يُلفِت المراقبين ويُدهِش المتابعين وبات مَحَطَّ إعجاب كل حُرٍّ وأَبِيّ. وعليه، إذا كان كلام المدعو أعلاه نابعاً عن قناعة حقيقية يعتقد هو – وأمثاله – بأحقيتها وصوابيتها، فنقترح عليه أن يُبدِلَ هديتَه الساقطة بأخرى ثمينة تتمثل بأن يتوقف عن التفكير والتخطيط ورسم المسارات، لأننا شعبٌ نريد العيش بكرامة وشرف، وإذا كان ما قاله نابعاً عن حقدٍ وضغينة للأيادي الشريفة المُؤتَمَنة على هذا السلاح العزيز والكنز الثمين، وتنفيذاً لأجندات خارجية وإملاءات آتية من خلف المحيطات، فنقول “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”.

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون].

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com