باعوا ارضهم/ هيثم فضل

حين تجتمع التفاهة والجهل والتجرد من اي واعز اخلاقي اسمع وللاسف ،حتى من بعض الكتاب العرب، من يقول ان الفلسطينين باعوا ارضهم. كسامع محايد اقع تحت احساس ان الشعب الفلسطيني بطر النعمة. إذ ليتخيل المرء نفسه انه يعيش في بيته ويزرع ارضه بانواع الثمار المختلفة  وما تنتجه الفصول السنوية الاربعة ويربي طيوره ماشيته ثم يأت اليه شخص ويقول له :” بع ارضك وهاجر لتعيش في مخيم مشردا ولاجئا وستجود عليك هيئة الامم المتحدة بالمساعدات”. اسمع من يقول :هذا مجنون ان فعل. فهل ينطبق هذا الوصف على شعب 750 الف نسمه هاجر جماعيا وهو يهتف للعيش بعيدا عن ارضه فقيرا معدما!!!
واستهجن، طالما ان اليهود وهم (اغنى اغنياء العالم وقادرين على شراء كامل فلسطين التاريخية)   ابتاعوا الارض  فما الذي يمنعهم ان يشهروا صكوك  تملك الارض في وجه الفلسطيني الثائر عليهم لاسترجاع ارضه وبذلك يشفوا غليل العربي الجاهل الذي ملكهم الارض بلسان الحقد على نفسه وامته .
لا زالت علاقة اليهود بالدول الخمس الكبار ممتازة بخاصة بريطانيا التي اعطتهم الارض والدولة ومع ذلك لم يصدر عن بريطانيا اي بيان رسمي او شعبي؛ ان الشعب الفلسطيني باع ارضه لليهود. حتى المؤسسات الدولية التي تحابي اليهود لم تقل ذلك؛ بل ان الانروا – الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين –  وزعت كرت المؤن اثباتا لحق الشعب الفلسطيني في العودة لارضه (غير المباعه). فضلا عن صدور قرارات هيئة الامم المتحدة بحق العودة للاجئين الفلسطينين وحق تقرير المصير.
ومع ذلك ان جاز لي ان اتحدث باسم الشعب الفلسطيني لاقول ان الشعب الفلسطيني يوافق على اقامة دولة اليهود على كامل الاراضي التي اشتروها من الشعب الفلسطيني وليرجعوا الاراضي التي لم يشتروها لاقامة الدولة الفلسطينية عليها . وكل يهودي لا يثبت ملكيته لقطعه ارض في فلسطين يعود الى من حيث اتى . صبر جميل والله المستعان.