الأسباب والأهداف الاسرائيلية الخطيرة لمحاولتها منع تواجد ايران وحزب الله في سورية

تعكف القيادة الاسرائيلية، واستناداً إلى مصادر خاصة ومُطّلعة، على تحويل الأنظار والاهتمامات الى الوجود الايراني في سورية، وكذلك تواجد مجاهدي حزب الله، وخاصة بالقرب من الحدود السورية الاسرائيلية الملاصقة للجولان السوري المحتل. وتعتمد في مهمتها هذه على مبعوثي الرئيس دونالد ترامب اليهوديين المؤيدين للاستيطان ولأمن اسرائيل، وكذلك على السفير الاميركي ديفيد فريدمان في تل أبيب الذي هو ذاته يهودي أيضاً، وأحد الموالين للمستوطنات في الضفة الغربية.

وهذه الجهود الاسرائيلية تهدف الى عدة أمور مهمة جداً:

  1. تواصل التحريض الاسرائيلي للادارة الاميركية الحالية ضد إيران، والعمل على “اسقاط” قدر الامكان الاتفاق النووي الدولي معها!
  2. استمرار تحريض العالم العربي “المعتدل” وخاصة دول الخليج على ايران لأنها مصدر الارهاب.
  3. محاولة جعل قضية مواجهة ايران أولوية، وأهم من حل قضية “فلسطين”، لانه اذا سقطت ايران، تضعف القضية. واذا ضعفت المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، فان أمر فرض حل يرضي اسرائيل سيكون سهلاً، وخاصة على القيادة الفلسطينية.
  4. تحريض فئات في لبنان على حزب الله، والادعاء أنه سيجلب الدمار للبنان إذا شنت اسرائيل حرباً عليه!
  5. تعرف القيادة الاسرائيلية ان سورية، شعباَ وقيادة وجيشاً، لن تتنازل عن مطلبها الشرعي بانسحاب القوات الاسرائيلية من الجولان المحتل واعادته للوطن الأم، وان هناك امكانية كبيرة جداً في أن تفتح القيادة السورية الحالية بزعامة وقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد هذه الجبهة حال سحق الارهاب وتنظيف سورية منه من خلال مطالبتها بتطبيق قراري مجلس الأمن 242 و338 في أسرع وقت، وسترفض اسرائيل لأنها ضمت الجولان عام 1981، وبالتالي فان جبهة الجولان ستلتحق بجبهة مزارع شبعا، من خلال السماح السوري للمقاومين بالعمل بحرية من هذه الحدود، وهذا بالطبع سيشكل خطراً كبيراً على اسرائيل. وان هذه الجبهة لن تشتعل اذا تم اشغال ايران بصراع مع دول الخليج، وادخال العالم الاسلامي في صراع طائفي ومذهبي مدمر.. ولذلك فان اسرائيل تركز على ضرورة منع تواجد ايراني وكذلك مجاهدين لحزب الله في سورية لانه يشكل خطراً على امن اسرائيل، وستطلب من الادارة الاميركية الحالية الداعمة لها منع التوصل الى أي اتفاق اميركي مع روسيا حول حل “الأزمة” السورية إلا بعد وضع هذا الشرط لتحقيق أي حل، ولا ننسى أن اتصالاتها مع دول الخليج الراعية للارهاب في سورية ستركز على عدم التوصل الى حل سياسي في سورية الا بعد تلبية هذا الشرط، وذلك عبر شلة “المعارضة المزيفة المرتزقة المرتمية بأحضان هذه الدول الخليجية”!

وتعتقد المصادر المُطّلعة أن المسؤولين الاميركيين الثلاثة كوشنير وغرينبلات وفريدمان سيعملون على التأثير على وزير الخارجية الاميركي، ريكس تيلرسون، لوضع المطلب الاسرائيلي على طاولة البحث في اتصالاته مع نظيره الروسي لافروف من أجل الاتفاق على حل ما للأزمة السورية. وهناك اعتقاد بأن تيلرسون لن يجروء على تجاهل توصيات هؤلاء الثلاثة له، لأن أمن اسرائيل هو من أمن اميركا، ولا بدّ من تأمين الحدود الشمالية، وابعاد “ارهاب” حزب الله عنها!

خلاصة القول: اسرائيل تريد من الادارة الاميركية الحالية الاهتمام أولاً وأخيراً بالملف الايراني.. والمضي قدماً في تشجيع “دول عربية” على التعاون معها في هذا الامر.. وان تتركز التحركات السياسية الاميركية الحالية على هذا الملف فقط، وتجميد “الملف الفلسطيني”، لانه بعد معالجة الملف الايراني يكون حل الملف الفلسطيني سهلاً من خلال “منح” القيادة الفلسطينية الفتات من الحقوق، وابقاء سيادة الاحتلال على أي كيان فلسطيني ممسوخ وهزيل! أي أن القضية الفلسطينية ستدفع ثمن هذا التحرك لأن اسرائيل لا تريد تطبيق قرارات الشرعية، وقيادتها الحالية لا تملك الارادة أو القوة الكافية لاقناع الشعب الاسرائيلي بقبول التنازل  عن أي أرض عبر تطبيق ولو جزء من هذه القرارات الدولية!

15/8/2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com