هل نحن وحدنا في هذا الكون ؟ د. كاظم ناصر

منذ مدّة طويلة والعلماء والمفكّرون يحاولون الإجابة على أسئلة تهمّ البشريّة جمعاء منها : هل هناك حياة بيالوجيّة وإنسانيّة أخرى خارج كوكب الأرض ؟ وما هي الدلائل التي تشير إلى وجود كائنات أخرى فوق كوكب آخر غير كوكبنا في مجرّتنا أو في مجرّات أخرى ؟ وأذا كانت هناك حياة بشريّة، فهل ستكون مشابهة في شكلها ومقوّماتها لما هي عليه في كوكبنا ؟ وهل ستكون تلك الكائنات البشرية أقل أو أكثر ذكاء وعلما وثقافة وتحضرا منا ؟

يقدر العلماء عمر الكون بحوالي 14 مليار سنة  ( 14,000,000,000) مليون ، وإنه يوجد مابين 150—200 مليار مجرّة في الكون المنظور، ولا أحد يعرف عدد  مكوناته من نجوم وكواكب، أو سعته، أو الزمن الذي نحتاجه لنقطعه، وإننا نحتاج إلى ملايين السنين الضوئية ( سرعة الضوء 300000 كم في الثانية، و18 مليون كم في الدقيقة ) للسياحة من كوكبنا إلى بعض إلى أجزاء  الكون في مجرّات أخرى .

وفقا لموسوعة ويكيبيديا فإن المجرّة هي عبارة عن ” تجمّعات هائلة الحجم يحتوي كلّ منها على عشرات أو مئات مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، وكميّة هائلة من الغبار الكوني، والمادة المظلمة، وبقايا النجوم،  وتتخلّلها مجالات مغناطيسية مرعبة “، و يقدر العلماء عدد النجوم في مجرتنا التي نعيش على أحد كواكبها بأكثر من 100 مليار نجم . ببساطة إن في الكون من المجرات والنجوم والكواكب والمسافات ما يعجز العقل الإنساني عن تخيّله لضخامته، وإننا ما زلنا نفتقر إلى التقنية التي تمكّن العلم من الوصول لمعرفة خفاياه وفهم أسراره !

ستيفن هاوكنج عالم الفيزياء البريطاني المعروف يقول في كتابه The Grand Design  إن الكون عبارة عن أكوان مختلفة، وإن المجرات وجدت في فترات زمنية مختلفة، وإن النجوم والكواكب المكوّنة لكل مجرّة تولد وتموت وتكوّنت في أزمنة مختلفة ، أي إنها تتكاثر وتندثر فيزيائيا باستمرار. ولهذا فإنه يعتقد أن الكون في حالة تجدّد وتمدّد لا نهائيّة.

منذ قديم الزمان سجل التاريخ مشاهدات سماويّة غير طبيعية في أكثر من مكان . ففي عام 343 قبل الميلاد شوهدت في اليونان شعلة في السماء  a torch in the sky ، وجسم يشبه سفينة في الفضاء  a ship an object resembling في الجمهورية الرومانية عام 214 قبل الميلاد، وأجسام ضوئيّة غريبة strange light objects في سماء القدس عام 70 قبل الميلاد، وأطباق طائرة غامضة   unidentified flying objects في دول عدّة منذ القرن الثامن الميلادي .

وفي القرن العشرين شوهدت أجسام مختلفة وأطباق طائرة 143مرة في عدد من دول العالم . وفي عام 1987 أفرجت وزارة الدفاع البريطانية عن ملفات سرّية لما يعرف بظاهرة الأطباق الطائرة تتضمّن معلومات وشهادات موثّقة عن رؤية أجسام غريبة في السماء، وأجسام غامضة غير معروفة شاهدها مواطنون وأفراد من الشرطة والقوات المسلّحة. ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين شوهدت الأطباق الطائرة 29 مرّة في مناطق مختلفة من العالم.

 وهناك أشخاص إدّعوا انهم خطفوا بواسطة كائنات غريبة، وظهرت كائنات غريبة التقط أناس صورها، ونشرت أعدادا كبيرة من المقالات التي تتهم الحكومة الأمريكية ووكالة ” ناسا ” الأمريكية بإخفاء معلومات موثّقة عن حياة أخرى خارج كوكبنا ! لكن هذا الأمر ما زال يحتاج إلى دليل يقيني لا يحتمل الشك .

إدوارد ويلر أحد مؤسسي برنامج علم الأحياء الفلكي في وكالة الفضاء الأمريكية ” ناسا ” يقول ” نحن الآن نعلم أن عدد النجوم في الكون هو تقريبا  واحد زائد واحد وعشرون صفرا ” 1000000000000000000000″ وبهذا الرقم سيكون من الغرور الإعتقاد بأن نجمنا هو الشمس الوحيد الذي يزوّد كوكب الأرض بالعناصر اللازمة للحياة، وان النظام الشمسي هو الوحيد الذي يحتوي على حياة ذكيّة .”

معظم علماء الفلك اليوم يعتقدون أن هناك حياة أخرى خارج كوكبنا، وإنهم يحاولون الحصول على دليل قطعي يقيني لوجودها. وفي هذا السياق قال إيلان ستوفان كبير علماء ناسا في تصريح بتاريخ 17- 4- 2015 ما يلي : ” أعتقد أننا سوف نحصل على دليل قوي عن وجود حياة خارج كرتنا الأرضية خلال عقد من الزمان، وسوف نحصل على دليل دامغ خلال ال 20- 30 سنة القادمة .”

هذا اللغز الذي حيّر علماء الفلك والفيزياء والرياضيات والكيمياء الحية والأحياء ما زال يبحث عن جواب يقيني. إذا تمكن العلم من إثبات وجود حياة ذكيّة على كوكب أو كواكب أخرى، وأثبت أن الأطباق الطائرة حقيقة لا جدال فيها فإن هذا سيعني ان الكائنات الغريبة التي صنعت هذه الأطباق، وتمكنت من قطع مسافات هائلة للوصول إلى كوكبنا هي أكثر ذكاء وتطورا وتقدما علميا وحضاريا منا، وإنها ستكون قادرة على تزويدنا بمعلومات مثبتة عن الكون والحياة لا نعرفها .

إن إكتشاف حياة في كواكب أخرى سيكون له استحقاقات هائلة على قيمنا ومعتقداتنا وأنماط حياتنا، لأنه سوف يحدث ثورة عقليّة تغيّر الكثير من ثوابتنا العقلية والمعرفية والحضاريّة، ويفتح آفاقا غير مسبوقة في التاريخ الإنساني لفهم جديد للوجود الحي والمادي، ويكون بداية لحضارة كونية جديدة ومجدّدة لكلّ شيء !

– كاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com