موقفا واشنطن وموسكو من خطوط نتنياهو الحمراء في سورية

سؤال يطرحه كثير من المراقبين السياسيين في اسرائيل وهو: “لماذا توجه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى مدينة سوشي على البحر الأسود يوم الأربعاء 23/8/2017 للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رأس وفد ضم أيضاً رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي مئير بن شباط؟ علماً أن وفداً أمنياً اسرائيلياً رفيعاً برئاسة كوهين وعضوية بن شباط توجه إلى واشنطن للقاء كبار المسؤولين الأمنيين في إدارة الرئيس دونالد ترامب حول “التواجد الايراني في سورية”! قبل أقل من أسبوع من ذلك.

الاجابة على هذا السؤال يمكن تحليلها بالآتي:-

لقد حاول الوفد الاسرائيلي في واشنطن اقناع الاميركيين بتعديل الاتفاق المبرم مع روسيا حول وقف القتال في جنوب سورية، إلا أن الاميركيين أجابوا بأن هذا التعديل صعب الآن، وأن العمل بالاتفاق آتٍ لا محالة.

وحاول الوفد شرح أخطار تواجد ايراني بعد هزيمة داعش في سورية وخاصة قرب حدود الجولان. وكانت الاجابة بأن الايرانيين يعملون مع روسيا وضمن تنسيق واتفاق.

أشار الوفد إلى ضرورة وجود خطوط حمراء، وان اسرائيل قد تضطر لضرب التواجد العسكري الايراني وحزب الله في سورية، وكانت الاجابة ان اميركا غير معنية بحروب الآن في منطقة الشرق الاوسط. ويفضل أن تضبط اسرائيل أعصابها وتستخدم اللغة السياسية في هذا الأمر!

وكذلك طلب الوفد الاسرائيلي من الاميركيين نقل وجهة نظر اسرائيل الى روسيا حول “مخاطر” وجود ايران قرب الحدود السورية الاسرائيلية، فكان الجواب أن التنسيق مع الروس في سورية محدود، وليست هناك علاقة قوية. وهذا الجواب جاء لإبعاد الشبهات عن إدارة ترامب بأن لها علاقة مع الروس، إذ أن هناك اتهامات بأن بوتين هو وراء فوز ترامب بالانتخابات الاميركية!

بعد عودة الوفد من اميركا، وعرض الموقف الاميركي على نتنياهو الذي بدوره قرر التوجه الى روسيا والى الرئيس بوتين مباشرة لنقل الهواجس والمخاوف الاسرائيلية من تواجد ايراني قوي في سورية.

اللقاء مع الرئيس الروسي استمر ثلاث ساعات عاد نتنياهو بعده وبوقت قصير الى اسرائيل.

الاجابة الروسية كانت واضحة على ما طرحه نتنياهو وهو أن التعاون الايراني الروسي في سورية ضرورة مُلحة.. والمهم القضاء على الإرهاب أولاً، وتواجد قوات ايرانية أو روسية في سورية هو بناءً على رغبة وقرار الحكومة السورية الشرعية وليس غيرها!

الرئيس بوتين حذر نتنياهو من أية خطوة غير محسوبة جيداً، والخطوط الحمراء التي يُعلن عنها دائماً نتنياهو ليست مقدسة ولا تعترف بها كل الأطراف!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com