الخليفة علي رأس العقلانية و منتهى الحكمة / بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة العبيدي

بعيداً عن التخندق و الطائفية فإن الحق يُقال في أي وقت و زمان وفي قراءة الموضوعية للسيرة التأريخية للخليفة الرابع علي ( عليه السلام ) فإننا نجدها مرصعة بالمواقف الإنسانية النبيلة و الأحداث المهمة التي شهدث الحكمة العالية و العقلانية الكبيرة التي يتمتع بها تلك الشخصية الفذة وهذا ما يحدونا نحو تدوين ولو بالشيء اليسير لما امتازت به شخصية علي طوال سني عمره ، فكم هي المواقف التي أظهرت الجوهر النفيس و كشفت النقاب عن حقيقة الروح الأبية عند علي ابن ابي طالب ؟ فلو أجرينا دراسة مستفيضة لوجدنا أنفسنا أمام سجلاً مشرفاً من الأخلاق الحميدة و البلاغة الكبيرة و الصفات التي تجمع كل محاسن الإنسانية الحسنة ، ولو تركنا كل تلك الحسنات و سلطنا الضوء على مدى عقلانية علي و عظم حكمته لوجدناها لا تجارى إلا عند مَنْ اختصته السماء بالمنزلة العظيمة و المقام المحمود ، لكن لا يتصور البعض أن هذه الكلمات في حق الإمام علي هي لجعله بمنزلة ابن الرب حاشا و كلا من قول الدواعش المارقة ، فالسماء لم تتخذ لها الابن او الولد، و القران قد صرح بذلك فقال ( لم يلد و لم يولد ) وهذا ما يخرج قولنا عن كل الأقاويل المنحرفة عن جادة الصواب ، فعلي ( عليه السلام ) هو فوق كل الشبهات و البدع المنحرفة وقد شهد بفضائله الخلفاء الراشدين من ابي بكر و عمر و عثمان ( رضي الله عنهم ) و أمهات المسلمين أمثال السيدة عائشة و ام مسلمة ( رضي الله عنهما ) و الكثير من الصحابة الأجلاء ( رضي الله عنهم ) وقد سطروا الكم الهائل من الكتب و المؤلفات في خُلُق و أخلاق علي و عدالته و رجحان رأيه في كل حادثة او طارئة تمر على الإسلام و المسلمين فهذا الخليفة عمر ( رضي الله عنه ) يقول : ( لولا علي لهلك عمر ) و قوله ( قضية و لا أبي الحسن لها ) فتلك حقائق جلية تعطي طبيعة نظرة الإسلام و خلفائه الراشدين تجاه علي ( رضي الله عنهم أجمعين ) و نوع التعامل و الانسجام القائم بين جميع الأطراف و يكشف في الوقت نفسه تدليس دواعش الفكر المنحرف الضال في قلب الحقائق رأساً على عقب ومحاولتهم إبعاد العقول الإنسانية عن رجالاتها الشرفاء و مواقفهم السامية سعياً منهم في تشويه العقول زرع بذور التفرقة و الطائفية بين المسلمين و أنى لهم ذلك فمهما حجبت الغيوم شمس الحقيقة فلابد و أن تشرق و يسطع نورها مهما فعلت الأقلام المأجورة فحب علي مفخرة لكل المسلمين و هذا الحب هو عقل و حكمة و امتداد لسنة نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وكما قال أحد المحققين في مجال التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في إحدى محاضراته التاريخية القيمة في 12 / 8 / 2016 قائلاً : ((فجعل الشارع المقدّس هذا الحبّ حبّـاً من الله وحبّـاً لله، وإنّه علامة الإيمان، وإنّ الإيمان ينتفي بانتفاء هذا الحبّ، وفي المقابل جعل البغض المقابل له علامة النفاق واستحقاق النار، فهل فعلَ الله تعالى ذلك عن عاطفة وهوى وترجيح من غير مرجّح، أو هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق؟)) .

Hsna14496@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com