المطلوب البدء في تحقيق المصالحة الوطنية

 

رحّبت غالبية الأوساط الشعبية والوطنية بمختلف توجهاتها السياسية والفكرية والدينية بالخطوة التي أعلنت عنها حركة حماس بحل اللجنة الادارية في القطاع، والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لفرض سيطرتها وسيادتها على القطاع، هذه الخطوة التي فتحت الطريق لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تنهي حالة الانقسام التي ألمّت بشعبنا، وسبّبت له الضعف والآلام والمعاناة. وقد قامت الحكومة الفلسطينية بعقد اجتماعها الحكومي الأسبوعي في القطاع، وكان المواطنون متفائلون بحذر شديد، وسبب تفاؤلهم رغبتهم في انهاء هذا الانقسام البشع والمحزن.

وبعد يومين يلتقي وفدا حركتي “حماس” و”فتح” في القاهرة لمواصلة الحوار من أجل المضي قدماً في تنفيذ وتطبيق خطوات تحقيق المصالحة، مع أن هناك عقبات أمام هذا الطريق، ولكن الإرادة الفلسطينية القوية لكل من الفصائل الوطنية والاسلامية قادرة على ازالة هذه العقبات وتجاوزها، وتحقيق آمال شعبنا في المصالحة وبالتالي تحقيق الوحدة الوطنية التي هي أهم سلاح فعّال لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني حالياً، وقد تشتد أكثر مُستقبلاً!

التفاؤل في تحقيق المصالحة ضروري، ويعبّر أيضاً عن رغبة شعبية في التخلص من هذه المرحلة الحالكة من تاريخ شعبنا الفلسطيني، ولكن الأهم من التفاؤل هو النوايا في التخلص من هذه المرحلة عبر الاهتمام بالمصلحة الوطنية العامة لشعبنا وقضيتنا، وتغليبها على المصالح الذاتية والفئوية. والأهم من التفاؤل هو العمل على تطبيق الاتفاق، وتجاوز العقبات، لا المبالغة فيها، ووضع شروط تعجيزية من طرف على آخر.

قد يَدّعي كثيرون أن عملية المصالحة قد تحتاج إلى وقت والى خطوات لبناء الثقة، ولتجاوز الصعاب والعقبات العديدة. من الطبيعي أن تحتاج إلى وقت ما، ولكن الأهم هو التطبيق سواء تدريجياً، أو بصورة بطيئة، فالمهم هو بدء مرحلة التطبيق دون الاهتمام لكل ما يُثار ويقال، والأكثر أهمية أن تبدأ عملية التطبيق الفعلي بازالة الأجواء التي تنغص العيش على إخواننا في القطاع ولو جزئياً، فالمهم أن تكون هناك إرادة، والأكثر أهمية هو أن تبدأ عملية التطبيق، لا أن ننشغل في خلافات ثانوية، أو في قضايا تعرقل التطبيق، أو تُحبط آمال الشعب الفلسطيني في تحقيق الوحدة الوطنية، وتوفر الأجواء والظروف للأعداء والخصوم كي “يُصفّوا” هذه القضية المقدسة.

الآمال قوية في أن قادة شعبنا الفلسطيني، وخاصة القيادة الفلسطينية، سيُحققون رغبات وأمنيات شعبنا الفلسطيني في الوحدة الوطنية التي هي أهم سلاح لمواجهة المرحلة القادمة الصعبة جداً… والبدء في تطبيق خطوات المصالحة لهو المطلوب الآن وقبل أي شيء آخر… وهذا ما يتطلع إليه شعبنا ويطالب به.

القدس/7/10/2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com