هل تخوض اسرائيل حرباً بالنيابة عن السعودية؟!

هناك خلاف في الرأي بين المؤسستين العسكرية والسياسية في اسرائيل حول التعامل مع “حزب الله” ارضاءً للسعودية، التي ترغب في أن ينتهي هذا الحزب في أسرع وقت ممكن، لأنه – حسب وجهة نظر كبار المسؤولين الاميركيين والسعوديين – هو الذراع العسكري لايران في لبنان وسورية والعراق.

المؤسسة العسكرية تؤمن بأن تتم محاربة الحزب من الداخل، أي شن حرب عليه بالوكالة، من خلال تحريض “الأفرقاء”، وخاصة الفريق السني ضده، ولادخال لبنان في صراع داخلي مرير على غرار ما جرى في العام 1975، والعمل قدر المستطاع لدعم الافرقاء المعادين للحزب من أجل انهاكه، إذ أن شن حرب مباشرة عليه سيزيد من شعبيته، وسيحرج الأفرقاء المعادين له، كما أن الحزب سيَلقى دعماً من حلفائه الكثر في العالمين العربي والاسلامي.

أما القيادة السياسية فإنها معنية بارضاء السعودية، ودفعها لاقامة علاقات معها، بعد أن تقنعها بأنها هي أهل للاعتماد عليها في مواجهة ايران وحزب الله. ولكن أي حرب على حزب الله لها تداعياتها ونتائجها السيئة ومن أهمها:-

  • توحيد صفوف المقاومة الجماهيرية ضد اسرائيل.
  • خسائر مادية وبشرية نتيجة هذه الحرب ولو كانت خاطفة، لأن امكانية أن تكون خاطفة ليست مضمونة!
  • ليست هناك معلومات استخبارية كافية للسيطرة على هذه الحرب ضد حزب الله، وهناك خوف من مفاجآت على أرض الميدان كما واجهتها اسرائيل في عدوان عام 2006!
  • هل اميركا مستعدة لتعويض خسائر اسرائيل من السلاح في هذه الحرب الخاطفة!
  • وهل السعودية ودول الخليج بالفعل ستقيم علاقات، أم أنها ستتراجع عن ذلك إذا كانت نتيجة الحرب الخاطفة عكس ما توقعته اسرائيل.

هناك اجماع في اسرائيل بأن الوقت الحاضر ليس مناسباً لخوض غمار حرب، وان اسرائيل لن تشن حروباً بالوكالة عن السعودية، لأن مصالحها أهم من العلاقات مع الخليج، وان أمنها مهم ويجب الا يُمس مقابل مكاسب سياسية غير مضمونة!

كما أن وسائل الاعلام، ومفكرين، ينصحون القيادة السياسية الاسرائيلية بألا تنجر وراء مطالب السعودية، وتخوض بالنيابة عنها حروباً ليست اسرائيل مستعدة لها الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com