الوزير الناصري المقاوم عبد الرحيم مراد.. الحمد لله على سلامتكم وشكر كبير للأجهزة الأمنية اللبنانية

بقلم: الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

هذه هي الأجهزة الأمنية اللبنانية تثبت مجدداً وكما العادة أنّها العين الساهرة على حفظ الأمن والاستقرار، والقبضة المرابضة بالمرصاد لشبكات التجسّس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، حيث أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة الكاتب والممثل المسرحي زياد أحمد عيتاني بجريمة التعامل مع الموساد الذي كلّفه بمراقبة ورصد شخصيات رسمية وسياسية وحزبية، ما يشير إلى أنّ ذلك مقدّمة لتكليف شبكات أخرى بالاغتيال، بهدف إثارة البلبلة والفتنة في البلاد، علماً أن زياد اعترف بعد توقيفه، بالتعامل مع الموساد منذ سنتين عبر اجتماعات عدّة عقدها مع عدد من الضبّاط الإسرائيليين في أكثر من مكان وتوقيت، خاصة في تركيا، حيث جرى وصله بالمشغّل وهي ضابط امرأة، تتخذ من تركيا مسرحاً لنشاطها، وجرى تكليفه بالتقرّب وجمع المعلومات عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد، وعدد من الوزراء والنواب والسياسيين، حيث أصبح على تردّد دائم عليهم، والتقرّب من خلال معاونين لهم من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات، فغدا تواجده لديهم طبيعياً لتكرار ذلك، وهو ما يرجّح أنّ إحدى الشبكات الأخرى ستتولّى مهمة التنفيذ، كما درجت العادة بعدم معرفة مجموعات التجسّس لبعضها البعض، حيث منها المراقب والمنفّذ، وكشفت بعض المصادر عن أنّ زياد قبض مبالغ ضخمة من أجل تشكيل لوبي لبناني من المثقفين للترويج وتهيئة الأجواء لتمرير مبدأ التطبيع مع الكيان الصهيوني. ويأتي توقيف زياد عيتاني بعد أيام من توقيف شعبة المعلومات في الأمن العام لـ جنى بشير أبو دياب بجرم التعامل مع الموساد، حيث استغل نشاطها الاجتماعي برئاسة جمعية “معاً إلى فلسطين”، فتمَّ تكليفها بجمع معلومات عن شخصيات لبنانية وفصائل فلسطينية، كانت تزوّد بها “الموساد”، حيث تمَّ تجنيدها من خلال الضابط سليم الصفدي، وقد أحالها الأمن العام على مفوّض الحكومة لدى “المحكمة العسكرية الدائمة” في بيروت القاضي بيتر جرمانوس…

ويُلاحظ أنّ العدو يعمل إلى اختيار عملائه ذكوراً أو إناثاً، من مجالات وحقول متنوّعة، كما من جنسيات ومناطق متعدّدة، وإنْ كان التركيز في هذه المرحلة على نشطاء ووجوه معروفة لسهولة تنقلهم وتحرّكهم، ما يُتيح لهم الحصول على المعلومات دون إثارة الشبهات، علماً بأنّ الأهداف تكاد تكون ذاتها التي كان يقوم بها العملاء الموقوفون، لكن مع التركيز ليس فقط على اغتيال كوادر مقاوِمَة، بل شخصيات يؤدي اغتيالها إلى الغاية المرجّوة، وهي إثارة الفتن، خاصة أنّ المستهدفين كالوزير المشنوق والوزير مراد من خطين سياسيين متباينين.

إذ كان مخطّطاً أنْ تصل المشغِّلة الإسرائيلية من تركيا إلى بيروت، عبر “مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي”، مستخدمة جواز سفر أجنبياً تحمله، على أنْ تنزل في أحد الفنادق بعد الحجز باسمها فيه، من ثم تقوم برفقة زياد بجولة على الأماكن التي كان قد رصدها، تمهيداً لتكليف المنفّذين بخطوات مخطّط الاغتيال. وقد أبقى جهاز أمن الدولة توقيف زياد والتحقّق معه طَيّ الكتمان، وبسرية تامة، من أجل الحفاظ على سير التحقيق، وإعداد كمين لصيد “المشغِّلة” الإسرائيلية التي لم تصل، وأعلن أصدقاء زياد عن توقيفه، وهو سرعان ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، ثم المواقع الإلكترونية، والتلفزيونات، ما شكّل صدمة كبيرة..

وبالطبع شكر الوزير عبد الرحيم مراد للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني وجهاز أمن الدولة هذا الإنجاز الذي يحسب لها، واعتبر خلال استقباله وفودا شعبية تضامنا معه واستنكارا لما كان يخطط له من اغتيال، أن لبنان مر بوضع خطير جدا، وبفضل الله والأجهزة الأمنية وتضامن الشعب اللبناني استطاع الخروج من هذا المطب الخطير، آملا في أن ينعم لبنان بالاستقرار السياسي والأمني، لأن إسرائيل لها أطماع بلبنان وتريد تخريب البلاد..

ما أريد التعقيب عليه هنا هو إنني لم أتفاجأ بهذا الحدث الجلل بأن يتم التخطيط من قبل الكيان الصهيوني لاغتيال هذه القامة الوطنية والعزوبية العظيمة فهو لطالما كان الصوت الذي لا يهدأ في كشف مؤامراتهم على فلسطين ولبنان وسورية والأمة. وأكد أكثر من مرة عبر تصريحاته أن المقاومة هي درع فلسطين ووجدت لكي تحرر فلسطين من المحتل، وأكد أكثر من مرة أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وأن الجهود يجب أن تتوحد لمواجهة ما تتعرض له فلسطين وأرضها ومقدساتها من اعتداءات إسرائيلية وحشية، ومنزله ومقر عمله يكادان لا يخلوان من الوفود الفلسطينية من كافة الفصائل ومن جميع التوجهات، وأكبر مثال على شعبية هذا القائد الناصري العظيم هو أنه بعد الحادثة مباشرة ولدى سماع الناس الخبر تجمّع المئات أمام منزله في الخيارة بالبقاع، مؤكّدين على الثبات معه في النهج الناصري المقاوم للعدوان الصهيوني، شاجبين محاولة إسرائيل وتخطيطها لاغتياله هو والمشنوق، وبدوره أكد هو خلال اسقباله لهم ولمجموعة كبيرة من الوفود على الوقوف معهم في مسيرة الغد الأفضل، معرباً عن عدم استغرابه من استهداف إسرائيل له كونه من أنصار القضية الفلسطينية، وأوضح أنّ تحريك خلاياها هو ردّ على انتصارات الجيش اللبناني في الجرود والتسويات السياسية الّتي أفضت إلى مناخ من الهدوء السياسي والاقتصادي،..

ختاماً ومن موقعي كصحفي مقاوم أود أن أقدم جزيل الشكر للأجهزة الأمنية اللبنانية على هذا الإنجاز العظيم وأريد أن أقدم التهنئة للوزير عبد الرحيم مراد الكبير بشخصه ومقامه المقاوم والمناضل الاستثناء وأقول له الحمد لله على سلامتكم فأنتم رمز من رموز النضال وبقايا الناصر العظيم، الناصر الأب. لك ولكل الأجهزة الأمنية في لبنان كل التحية وكل الاحترام وكل التقدير وكل الإجلال.

 

تلفاكس: 0116117850

maktablquds2016@gmail.com

00963947318103

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com