ترامب ليس منحازاً بل هو نبي اليهود الجديد.. د.إبراهيم محمد المصري

  لم يعد اعتراف “ترامب” بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل مجرد موقف سياسي لرئيس أمريكي بقدر ما أتضح بما لا يدع مجالا للشك عند اليهود والصهاينة بأنه أصبح نبيا لليهود لتحقيق رؤى ونبوءات توراتية دينية صاغت فكره وثقافته ، كما أنه لم يأت عبثا أو فجأة فقد مهد لبعثه رؤساء أمريكيون سبقوه اعتبروا إسرائيل واجب ديني نبع من صهيونيتهم حتى مجيء بوش الابن كأول رئيس يهودي ، كما كان يطلق عليه  بقراءته الدينية ” التوراتية الإنجيلية ” لنشأة إسرائيل تحقيقاً لوعد الهي لبني إسرائيل بأنه شعب الله المختار في الكتاب المقدس القديم والجديد .

   ليس غريبا أو خارج المألوف حديث ترامب لبطولات وبركات الرب لبني إسرائيل واعترافه بالقدس فقد استقى كل ذلك من ايدولوجيته المسيحية الصهيونية المشبعة بالتوراة فنجد استعاراته المستمرة للتشبيهات الدينية واحتفاله في البيت الأبيض بعيد الأنوار اليهودي “حانوكا”، قائلاً: “نفتخر في هذا العيد أننا ندعم الشعب اليهودي الذي يلمع بين الدول ….. كما نؤيد شعب إسرائيل والدولة اليهودية التي لها في حد ذاتها تاريخ رائع في التغلب على الظروف غير المواتية، وآمل أن يحظى من يحتفل بهذا العيد في الولايات المتحدة وفي إسرائيل وحول العالم، بإجازة ممتعة” ، بعد أن أكد “ترامب” على يهوديته بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من صور احتفاله مع عائلته بالعيد اليهودي، داخل البيت الأبيض مصحوبا بتعليقاته الفريدة عن اليهود وتاريخهم ، حيث قال : “حانوكا لليهود في جميع أنحاء العالم عندما يجتمعون حول المينورا المضاءة ويحتفلون بعجائب الماضي والأمل في المستقبل ،  ميلانيا  “ابنته” وأنا نتمنى لجميع إخوتنا اليهود الاحتفال بهذه العطلة الهامة لمدة 8 ليالي كاملة بالسعادة والصحة”، “ونجتمع للاحتفال بالقصة التي تقال في المنازل اليهودية بجميع أنحاء البلاد والعالم ، قصة معجزة حانوكا بدأت منذ أكثر من 2000 سنة، عندما كانت ممارسة الشعائر اليهودية يعاقب عليها بالموت، وقد انتفضت فرقة صغيرة من الوطنيين اليهود واستعادت هويتهم اليهودية عن طريق هزيمة جيش عظيم، وفي محاولة سعيهم لإعادة تشييد معبدهم المقدس، لم يجد الأبطال اليهود غير قليل من الزيت لإضاءة مصباح المعبد لليلة واحدة، ولكن وقعت معجزة، عندما استمر الزيت بنعمة من الله في الإضاءة لمدة 8 أيام”.

وعيد حانوكا هو عيد يهودي لا يحتفل به إلا اليهود لمدة 8 أيام، ويتراوح موعده حسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني والأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول، وهو من الأعياد اليهودية الصغيرة التي تتميز بالامتناع عن الحداد والتعبير عن الحزن، والقيام ببعض الطقوس الدينية الخاصة.

 إذا كان للدين اليهودي دوره المركزي في تشكيل الوعي للرؤساء الأمريكيين تجاه إسرائيل ، وبعد أن اعتبر اليهود ترامب نبيا لهم اختاره الله لتحقيق نبوءاتهم ومعجزات الرب لليهود ، ألا يجدر بنا كفلسطينيين وعرب أن نعيد تقييم إستراتيجيتنا لمواجهة هذا التوحش الأمريكي ضد قضيتنا ، فلم يعد سرا أو غيبا ، ولم تعد أمريكا كما كانت منذ زمن بعيد “ونحن غائبون عن الوعي والإدراك ” تفصل دين رؤساءها  عن سياساتها الخارجية تجاه العرب والمسلمين ،وبعد أن أصبح ترامب نبيا لليهود.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com