نحن … ومصر العرب … وامريكا / وفيق زنداح 

اولا نحن اصحاب الارض والحقوق والمقدسات … نحن اصحاب فلسطين بتاريخها وجغرافيتها … بأثارها وما في باطن ارضها …. وما فوقها .. نحن من سلبت حقوقنا … ومن نهبت ارضنا … ومن احتلت بلادنا … نحن الذين نواصل طريقنا  عبر مسيرة نضال طويل … وعلى مدار عقود طويلة … وتاريخ حافل … قدمنا فيه عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى … تاريخ طويل قدمنا فيه عذابات والام الملايين من ابناء فلسطين داخل الوطن السليب … ومن هم بالشتات والمنافي ومخيمات اللجوء .
نحن ابناء فلسطين وعبر كافة الاجيال .. كما عبر المنعطفات والمحطات نقدر لابناء عروبتنا مواقفهم ومساندتهم ودعمهم … ووقوفهم الي جانبنا ومعنا .
نحن لا نتحدث عن العرب من منطلق المجاملة والاخوة … واننا ابناء أمة واحدة … بل أكثر من ذلك … نتحدث عن العرب الذين قدموا من اجلنا … وضحوا بخيرة ابناءهم لاجل فلسطين وشعبها .
ليس منا نحن اهل فلسطين من ينكر على مصر العربية مواقفها ومساندتها ودعمها لنا عبر كافة المراحل … من منا ينكر او يتجاهل ان مصر قد قدمت الالاف من الشهداء على ثرى فلسطين ولاجلها … من منا ينكر ما تحملته مصر عبر تاريخ طويل بوقوفها ودعمها لنا … وحتى تحملها لاخطاء البعض منا .
مصر بالصدارة وعلى رأسنا جميعا .. وبقلوب الملايين من ابناء فلسطين … تؤكد وبصورة دائمة انها قلبنا النابض … وانها بوصلتنا ومحل فخرنا واعتزازنا … لانها مصر التي تساندنا وتدعم مواقفنا … وتشعر باحساسنا … وتعمل على تحقيق امالنا والتي تفرح بفرحتنا … وتحزن بحزننا .. والتي ترفض ما يدبر ضدنا … وتدعم نضالنا وصمودنا … كما تدعم السلام الذي نتمناه لارضنا ولشعبنا … من القاهرة …. قاهرة العروبة والاسلام والازهر الشريف … بكل المسلمين والاقباط … وبكل المساجد والكنائس ومواقفهم الرافضة للقرار الامريكي الخاص بالقدس وعلى رأسهم جميعا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتحلى بالشجاعه … والحنكة السياسية … باتزان مواقفه والعمل على تصليب الموقف العربي بما يخدم قضية فلسطين وقضايا امتنا .
مصر التي احتضنت العديد من اللقاءات والتي صدر من ارضها العديد من المواقف والقرارات … كلها تؤكد على الوقوف الي جانبنا ومساندة حقوقنا … ورفض القرار الامريكي بخصوص القدس .
هذا الموقف المصري الذي تأكد بلقاء الرئيس السيسي مع الرئيس عباس ومع جلالة الملك عبدالله الثاني … ومع الرئيس الروسي بوتين … والذي تأكد عبر كلمة الوزير سامح شكري وزير خارجية مصر بالقمة الاسلامية بتركيا … كما الذي تم تأكيده باجتماع وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية بالقاهرة … والذي تؤكده مصر عبر كافة اتصالاتها وتحركاتها الداعمة لفلسطين … والرافضة لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان … كما رفض نقل سفارة امريكا الي القدس … على اعتبار ان القدس عاصمة دولة فلسطين .
موقف واضح وصريح … ويتأكد عبر كافة المحطات التاريخية … والذي تؤكده مصر بكل قوة وحسم واتزان … لاجل اجهاض كافة المشاريع التي تحاول سلب حقوقنا .
وكما مصر ومواقفها … يقف العرب جميعا بشرقهم وغربهم بشمالهم وجنوبهم الي جانب الحقوق الفلسطينية … حتى وان اختلفت بعض الاجتهادات والتباينات من خلال بعض التصريحات … الا ان العرب جميعا يقفون الى جانبنا … ويدعمون حقوقنا … ويساندون صمودنا .
موقف تاريخي لامتنا العربية … لا نشكك به … ولا ننقص من قدره … بل نؤكد عليه وبكافة المراحل … مهما تعددت المؤامرات … واشتد العدوان … الا اننا على ثقة تامة .. ان العرب لن يخذلون فلسطين وأهلها … وسيواصلون دعمهم لها والوقوف الي جانبها بكافة المحطات والمنعطفات … وعبر كافة المنابر والمؤسسات .
فلسطين قلب العرب النابض .. وقبلتهم … وفيها مقدساتهم الاسلامية والمسيحية … فيها اقصاهم وقدسهم .. فيها تاريخ طويل لشعب عربي أصيل صمد على أرضه … وضحى بكل ما يملك من أجل البقاء على ارضه والصمود عليها والدفاع عنها .. والاستشهاد من اجلها .
نحن اهل فلسطين واذ نقدر للعرب مواقفهم مهما كانت توجهاتهم فاننا بذات الوقت بقارب واحد … وعلى خط مواجهة واحدة … لمواجهة المخطط الامريكي الصهيوني الذي يحاول العبث بمقدراتنا .. وحقوقنا … ويحاولون تزييف تاريخنا … وتغييب حقوقنا … ونهب مقدساتنا .
الجميع منا وقد أكد ان امريكا قد خرجت عن رعايتها … وانها قد وضعت نفسها بخانة العداء والانحياز … وان امريكا قد تعدت الخطوط الحمراء … وجلبت لنفسها مواقف معادية تهدد مصالحها وتقلب صفحات من الهدوء بعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع العرب رغم ادراك الجميع بانحيازها وتحالفها الاستيراتيجي مع عدونا المشترك دولة الكيان .
امريكا ودولة الكيان الاسرائيلي … وغيرهم … لا يتعلمون … لا من  التاريخ … ولا من  الواقع … وحتى لا يريدون ادراك المستقبل .
فلسطين بشعبها وأهلها … وبكل تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم … وبكل ما كتب عن فلسطين من حروب وغزوات … وبكل ما مر عليها من اعتداءات لا حصر لها .
فلسطين بمئات الالاف الذين استشهدوا على ارضها … ودفنوا بترابها … وبكل اصحابها وأهلها عبر التاريخ … وحتى اجيال الواقع الذين يعيشون على ارضها وبالمنافي ومخيمات الشتات .
فلسطين تاريخ لا يشطب … وجغرافيا لا تمسح عن الخارطة … وجذور بباطن الارض وفوق الارض … فلسطين بالملايين التي تخرج لها بكافة اصقاع الارض بالغرب والشرق والشمال والجنوب لاجلها … ولاجل حريتها واستقلالها … وغضبا لقرار امريكي لا يستند الى ادنى حق … ولا الى أي قانون … ولا يعتمد على شرعية دولية … ولا يستند الى عدالة سياسية وتاريخية … كل ما يمكن ان يقال عنه انه قرار ظالم وجائر … قرار ارعن واهوج … قرار حتميته السقوط المدوي تحت اقدام الملايين من الذين سيخرجون بكافة العواصم والبلاد والاوطان … وحتى من يخرجون بغزة هاشم وبشارع صلاح الدين … هذا القائد المسلم الذي حرر القدس من الصليبيين والذي سمي بأسمه شارع طويل من بوابة بيت حانون حتى بوابة رفح … هذا الشارع الطويل الذي يعيد مجد وتاريخ قديم سيملئ بالالاف … وبرسالة مليونية فلسطينية تقابلها رسائل عديدة من عواصم متعددة لتقول لترامب سيسقط قرارك … وستسقط صفقتك … وسيسقط الاحتلال … وستسقط المؤامرات … هذا الشارع يذكرني وانا طفلا صغيرا عندما خرجت المظاهرات لتصل الى مبنى الامم المتحدة ووكالة الغوث لترفض قرار التدويل والتوطين قبل ما يزيد عن 6 عقود .
هذا الشعب الذي يخرج اليوم … بيوم غضب … وبوحدة فلسطينية … وبصوت واحد … من الاطفال والشباب والنساء يعلنون رفضهم لقرار ترامب واسقاطه … كما اسقاط صفقته ومشاريعه التصفوية .
هؤلاء الاطفال والشباب والنساء الذين خرجوا بصدورهم العارية وهم يواجهون الدبابة والرصاص الحي … ويتعرضون للقصف بالصواريخ والطائرات … بملحمة نضالية كفاحية سيبقى التاريخ يسجلها بأحرف من نور .
هذا الايمان الراسخ والعميق والمتجذر بعمق ارضنا ومقدساتنا وقدسنا … لا يمكن ان يمسح بجرة قلم … وبورقة لا قيمة لها تم التوقيع عليها من البيت الاسود … ومن عاصمة الظلم والظلام لاجل نهب الحقوق … واضاعة المقدسات … وشطب تاريخ لا يشطب … ولا يمسح … ولا يمكن لاي قوة على الارض ان تتجاوز شعب بأكمله … وامة بأكملها …. مهما كان ميزان القوة … لان قوة الحق اكبر واقوى … من حق القوة .

<wafeq_zendah@hotmail.com>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com