الوحدة الوطنية لمواجهة “صفعة” العصر

هل من الضروري أن يوحدنا من هم أعداؤنا أو خصومنا؟

سؤال يُطرح دائماً بعد أن تتوحد القوى والفصائل الفلسطينية لمواجهة أي خطر يحدق بنا نتيجة صدور قرار، أو قيام اسرائيل بالعدوان على القطاع الحبيب؟

كنا نتغنى ونفتخر بالوحدة الوطنية على الساحة الفلسطينية، ولكن بعد أن بدأت الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة الاهتمام بأمورها الذاتية، وتغليبها على المصلحة العامة، بدأت هذه الوحدة الوطنية في الضعف الى أن اندثرت، وأصبحنا نتحدث عنها فقط ولا نُمارسها حقاً وحقيقة!

الوحدة الوطنية هي السلاح القوي الذي نستطيع عبره مواجهة مؤامرة التصفية للقضية العادلة، ولتصفية حقوق شعب بأكمله لابقاء الاحتلال جاثماً على صدورنا للأبد. وأصبحت هذه الوحدة مبتغى كل فرد فينا، وصارت من  المواضيع والامور التي نتمناها بعد أن كانت قائمة فيما بيننا، وكانت فخرنا واعتزازنا.

هذه الوحدة يتم ضربها واضعافها بناءً على تدخلات خارجية حتى تُمرر المؤامرات وتتحقق التصفية للقضية التي كانت اولى القضايا العربية، واصبحت للاسف من القضايا الهامشية لبعض الأنظمة العربية!

أنظروا الى الشعب السوري كيف استطاع عبر الحفاظ على وحدته الوطنية، وتمسكه بسيادة وطنه، والدفاع عن دولته، أن يحقق الانتصار على مؤامرة كونية شاركت فيها أكثر من ثمانين دولة. واستطاع هذا الشعب الجبار أن يلقن “الارهاب” ومشغليه درساً قاسياً مؤكداً على أن سورية قوية جداً، وهي عصية على أي مؤامرة حيكت أو قد تحاك ضدها!

أنظروا أيضاً كيف تحاول دول معادية للعروبة أن تقسّم دولنا، وتدمرها.. ولكن الشعوب الموحدة تصدت لذلك.. فالعراق رفض ويرفض التقسيم الجغرافي والعرقي والديني.. وتصدى للارهاب من خلال وحدته الوطنية القوية التي هي سلاح قوي وفعّال ضد كل المتآمرين على العراق.

لقد كنا من الشعوب التي يُضرب المثل في وحدته الوطنية، فلماذا لا نعيد هذه الوحدة ونعزز اللحمة الوطنية ونكون مثل الشعب السوري والعراقي، ونتصدى لكل ما يحاك ضدنا. فصفقة القرن التي يتحدثون عنها هي “صفعة” لقضيتنا، ولكن بوحدتنا القوية سنعيد توجيه هذه الصفعة إلى وجه من يريد توجيهها الينا.

الوحدة الوطنية يجب ان تعود، ويجب ألا تكون مرحلية ومؤقتة، بل يجب أن تكون أبدية وثابتة غير قابلة للتأثير عليها أو المساس بها من أية جهة!

القدس 20/12/2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com