الرومانسية مطلوبة بين الزوجين

القدس المحتلة- وكالات:ـ إذا كانت الرومانسية هي ذلك المصطلح العاطفي الذي وضعه الغرب للتعبير عن شده العشق والغرام بإهداء الورود الجميلة إلى المحبوب وإضاءة الشموع والاستماع إلى نغمات الموسيقي الحالمة والعيش في عالم الخيال مع تبادل كلمات الحب والهيام وهذا من حيث الشكل فإن الرومانسية من حيث المضمون تشمل مجموعه الأحاسيس والمشاعر الروحانية المرهفة الصادقة بين المحبين وذلك من خلال الأقوال والأفعال في جو يسوده روح المودة والوئام والحنين والحنان.

تلك هي الرومانسية التي كانت سائدة قديما وجسدها زمن الفن الجميل ثم اختفت في عالمنا الحاضر نتيجة تدني لغة الحوار وانعدام التواصل وحدوث الخرس الزوجي الذي أصاب العلاقات الزوجية بالجمود. حول هذا الموضوع يحدثنا د.سيد حسن الخبير الدولي للاتيكيت وآداب السلوك المحاضر بالمركز الدولي للنظم لتعليم الاتيكيت والبروتوكول حيث يقدم للأزواج والزوجات النصائح التالية:-

1-إذا كان الفن قديما استطاع أن يجسد معني الرومانسية سواءً فيما كان يقدم من أفلام سينمائيه ومسلسلات تليفزيونيه أو ما يذاع من أغاني عاطفيه. فأن تعاليم الأديان قد حرصت علي ترسيخ القيم الإنسانية ومكارم الأخلاق المتمثلة في الرفق والعطف والإيثار والوفاء والإخلاص وتلك القيم هي التي قد استوحت منها الرومانسية إلى وضعها الغرب وتناولها الأدباء والكتاب والشعراء في أعمالهم الإبداعية.

2- ما أحوجنا الآن للرومانسية بعد تفشي ظاهره الطلاق والخلع وتكدس المحاكم بدعاوي النفقة والرؤية للأطفال وانهيار الكيان الأسرى الذي راح ضحيته الكثير من الأبناء كم من أبناء يعانون من التفكك الأسرى نتيجة خلافات الأبوين فمنهم من يرتمون بين أحضان قرناء السوء ومنهم من تستقطبه الجماعات الإرهابية كفريسة سهله يساء استخدمها وتصبح قنبلة موقوتة ومنهم من يتعرضون للضياع بسبب الإدمان كل ذلك مرجعه الخواء العاطفي الذي أدى إلى تفاقم الخلافات الزوجية وترتب عليه حدوث طلاق أو خلع وانفصال الأبوين

3- بعض الأزواج والزوجات نتيجة لانشغالهم الدائم بالحياة العملية يعانون من الروتين وذلك قد يكون له مردود سلبي علي علاقاتهم العاطفية لذلك فأنهم في حاجه إلى تغيير نمط حياتهم لتجديد العاطفة الأمر الذي يتطلب ضرورة تعاملهم بشيء من الرومانسية.

4- الرومانسية بمفهومها الصحيح ليست ورده مهداه وشمعه مضيئة أو موسيقي حالمة هادئة لتهيئه الجو لقضاء سهره ممتعه ولم تكن نقش حروف اسم المحب علي جذع شجره علي سبيل الذكري ولا هي خروج الزوجين إلى الأماكن العامة بغرض التقاط صور (سيلفي) معا في أوضاع غرامية ثم تعمد إظهار تلك الصور علي صفحات الفيس بوك حبا في الظهور أمام الآخرين علي أنهما يعيشان حياة رومانسيه الرومانسية هي عالم من الأحاسيس الحقيقية الدافئة وقدره علي تفهم واحتواء الطرف الأخر بمجرد النظر إلى عينيه أو سماع نبرات صوته أو الشعور بما يؤلمه أو يغضبه أو يجرح مشاعره دون أن يبوح بذلك الرومانسية هي مشاركه الطرف الأخر أفراحه وأحزانه مع الحرص علي الاهتمام بتلبية رغباته واحتياجاته النفسية من حب وطمأنينة وشعور بالسكينة من أجل إسعاده.

5-من أهم مظاهر التعبير عن الرومانسية تعامل الزوجين بحميمية ورقه مشاعر أثناء التحدث والحوار باختيار الألفاظ المهذبة واستخدام لغة الجسد كالنظرات واللمسات والهمسات الحنونة والابتسامات المشرقة مع مراعاة حسن الإنصات إلى الطرف الأخر بأذان صاغية وقسمات وجه عطوفة وعند الجلوس يراعي تقريب المسافة بينهما علي أن يتم الجلوس بأريحيه وفي وضع الاسترخاء دون الانشغال بأي شيء أخر أثناء التحاور وعند تناول الطعام يفضل أن يكون من طبق واحد والشراب من نفس الكوب ولامانع من أن يبدأ كل منهما بوضع الطعام في فم الأخر ثم يتم الشرب من ذات الكوب ومن المكان الذي شرب منه .تلك الأفعال التي تبدو بسيطة لكنها كفيله بأن تؤجج العاطفة وتزيد من التعلق الروحي والوجداني بين الزوجين مما يزيل أي خلافات قد تنشأ بينهما حيث أن المعاملة الرقيقة تطيب النفوس والتعامل برفق يشرح الصدور

6-كم من أزواج وزوجات يعيشون في أفخر االفيلات والقصور ولديهم الخدم والحشم ويأكلون كل مالذ وطاب ويرتدون أغلى الثياب واحدث الموضات ولكنهم لايشعرون بالسعادة الزوجية نتيجة فقدانهم للرومانسية التي لاتكلفهم شيء ولكنها تضفي عليهم البهجة والسرور وتخلق بينهم الألفة والمودة.

7-ما أجمل الرومانسية عند عودة الزوجين من عملها مجهدين إلى المنزل فيلتقيان باشتياق وحميميه ويقابلان أطفالهم بالأحضان والقبلات ثم يجلسون معا علي مائدة الطعام حيث تكثر الأيادي علي أطباق قليله غير متعددة الأصناف ولكن بلمتهم الحلوه تنفتح شهيتهم والطعام يكفي ويفيض وتواصلهم يستمر وترابطهم يقوي وذلك له مردود ايجابي علي تنشئتهم الاجتماعية التي تصير سويه من الصغر

8-ما أروع الرومانسية في الإسلام فهذه هي ألسيده عائشه(رضي الله عنها) التي كانت تقول “كنت أعرف ما يغضب رسول الله من أثر وجهه” وعن رومانسيه رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) عند تعامله مع زوجاته – أن السيدة عائشة(رضي الله عنها) كانت تشرب من إناء فأخذه الرسول(عليه الصلاة والسلام) وسألها من أي موضع شربت ثم شرب من الأثر الذي تركته. وهذا هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حينما دخل علي زوجته ألسيده فاطمة ( رضي الله عنها) فوجدها تستاك أي تستخدم السواك فقال لها علي سبيل الغزل”حظيت ياعود السواك بثغرها” قال الله عز وجل في كتابه العزيز: ” وجعل بينكم مودة ورحمة” إذا كانت المتغيرات العصرية في عالمنا الحاضر قد أدت إلى انعدام التواصل الأسري وفقدان الترابط العائلي فإن المودة والرحمة أصبحت ضرورة لكل زوجين لتحقيق السعادة الزوجية من أجل الحفاظ علي الكيان الأسرى تلك المودة والرحمة هي التي يطلق عليها الغربيون الآن مصطلح الرومانسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com