الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي السورية.. الأهداف المعلنة والمخفية وقلق من المستقبل

استناداً لمصادر اعلامية فان موقعاً عسكرياً في منطقة “القطيفة” في غوطة دمشق تعرض في الساعة 2.40 من فجر يوم أمس الأول الثلاثاء 9/1/2018 لقصف صاروخي من طائرات اسرائيلية تواجدت في الأجواء اللبنانية. وكذلك قامت اسرائيل ومن الجولان السوري المحتل بقصف الموقع بصواريخ أرض/ أرض في حوالي الساعة 3.40 فجر نفس اليوم، وقامت أيضاً باطلاق أربعة صواريخ من منطقة طبرية.

الناطق العسكري السوري أكد وقوع هذا العدوان على القطيفة، واعلن ان احدى الطائرات الاسرائيلية قد أصيبت، في حين أنه تم اعتراض الصواريخ الاسرائيلية وقد لحقت بالموقع المستهدف أضرار. وتم اعتبار هذا العدوان الجديد دعماً للارهابيين في منطقة “حرستا” الذين تقهقروا أمام الجيش العربي السوري.

الكاتبة الاسرائيلية أنّا اهارونهايم قالت في تحليل لها نشر في صحيفة الجروساليم بوست يوم امس الأربعاء (10/1/2018) أن اسرائيل قامت خلال السنوات الخمس الماضية، ومنذ كانون الثاني 2013، بقصف مئات الأهداف داخل سورية، وهي قوافل صواريخ أو مخازن تابعة لحزب الله. وادعت أن لدى سورية منظومات دفاع جوي عديدة.

هذا العدوان على الاراضي السورية تم فجر يوم الثلاثاء، اليوم الذي التقى فيه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو مع سفراء الدول الاعضاء في حلف “الناتو” المقيمين في اسرائيل اذ قال وبكل وقاحة “ان اسرائيل لن تسمح باقامة قواعد عسكرية لايران او حزب الله في سورية”. وجاء هذا العدوان أيضاً عقب اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر قبل عدة أيام من هذا العدوان، وقد تم في هذا الاجتماع بحث الوضع على الحدود الشمالية، وكذلك تم الاتفاق على منع حزب الله أو ايران من اقامة مواقع عسكرية في سورية، ولو أدى ذلك الى تصعيد الوضع، ووقوع مجابهة واسعة.

الصحفي هيرب كاينون وفي صحيفة البوست الصادرة يوم أمس الأربعاء 10/1/2018 قال في مقالة له عن الرسالة التي تريد اسرائيل ابلاغها لسورية ولروسيا ولايران أنه “لن يتحقق الاستقرار في سورية اذا لم تؤخذ الاهتمامات والرغبات الاسرائيلية بعين الاعتبار”.

وهناك عدد من الكتاب الاسرائيليين وفي مقالاتهم المنشورة في الصحف العبرية تناولوا هذا الهجوم، وقالوا أن هناك مجابهة أو مواجهة صامتة بين اسرائيل من جهة وحزب الله وايران من جانب آخر على الاراضي السورية، واكدوا ان اسرائيل ستتصرف لوحدها لمنع أي اخطار أمنية قد تحدق بها في المستقبل.

أهداف العدوان المعلنة اسرائيلياً هي: منع تواجد عسكري خطير وبأحدث الأسلحة المتطورة لايران، وخاصة منظومة الصواريخ التي تشكل خطراً كبيراً على اسرائيل. أما التواجد العسكري البري المحدود فيمكن القبول به والتعامل معه، ولا يشكل خطراً استراتيجياً.

أما الأهداف غير المعلنة من وراء هذه الاعتداءات المتكررة على سورية فيمكن تلخيصها بالآتي:

  1. محاولة اسرائيل ان تعرف ماذا يتم من جهود أو اتفاقات مصالحة سورية وذلك من خلال ابلاغها عن آخر تطورات الجهود المبذولة سواء عبر روسيا أو تركيا. وروسيا لا تقدم وترفض أن تقدم تقارير حول ذلك لاسرائيل!
  2. محاولة اسرائيلية فاشلة لمنع تحقيق استقرار أمني في سورية عبر:-

ا. رفع معنويات الارهابيين الذين ينهزمون ويُسحقون على سواعد الجيش السوري وحلفائه لمواصلة القيام بأعمال ارهابية متنوعة من شن هجوم هنا أو هناك والقيام بعمليات تفجيرية!

ب. ابقاء الساحة السورية تحت القصف والتهديد الاسرائيلي بأعذار عديدة.

جـ. استفزاز محور المقاومة، ومنعه من الحصول على السلاح المتطور وابقاء المحور مشغولا بهذه الاعتداءات، أو محرجاً في عدم الرد عليها، أي محاولة جر المحور نحو مواجهة عسكرية علماً أن الظروف لهذا المحور غير مناسبة لذلك الآن!

  1. محاولة اسرائيلية اثارة اميركا ضد سورية من خلال الاتهام بأن ما يجري فيها من تواجد عسكري ايراني ومقاومة وروسي يشكل خطراً عليها، ولا بدّ لاميركا أن تقف الى جانب اسرائيل في مطالبها ورغباتها “الأمنية” المعادية لسورية بالتأكيد!
  2. التأكيد لدول الخليج العربي، وخاصة السعودية، ان اسرائيل تمتلك سيطرة على الاجواء السورية، وانها تقوم بمنع تعاظم النفوذ الايراني في سورية، وهي الدولة التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة الخطر الايراني في المنطقة!
  3. ارضاء السعودية، وخاصة ولي عهدها الامير محمد بن سلمان، من خلال منع تحقيق استقرار في سورية، ودعم الارهابيين ضد الدولة السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد.
  4. محاولة الضغط على روسيا، أو استفزازها، من خلال هذه الاعتداءات والادعاء في الوقت نفسه ان امكانياتها التكنولوجية لا تتفوق على ولا تتصدى لنشاطات سلاح الجو الاسرائيلي المتفوق في المنطقة.

هناك قلق اسرائيلي، رغم استعراض العضلات من خلال هذه الاعتداءات، وهو ناجم من عدة أمور:-

أولاً: قيام الناطق العسكري السوري بالاعلان عن أي هجوم أو اعتداء اسرائيلي على الاراضي السورية من دون أي تردد أو تعتيم.

ثانياً: قيام منظومات الدفاع الجوي السوري بالتصدي لهذه الاعتداءات.

ثالثاً: ان سورية تبيت رداً مفاجئاً مع محور المقاومة قد يكلف اسرائيل غالياً سواء باسقاط طائرات أو من خلال عمل عسكري انتقامي محدود على الحدود الشمالية، أو من خلال فتح جبهة الجولان والسماح للمقاومة باشغال اسرائيل وادخالها في حرب استنزاف قد تجبر اهالي شمال الكيان الاسرائيلي بالنزوح الى الجنوب!

جاك/ القدس

11/1/2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com