حادث التفجير المستهدف لموكب الحمد الله.. من هي الجهة التي تقف وراءه, وما هي معانيه ورسائله السياسية..

“التفجير” الذي تعرّض له موكب رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطيني د. رامي الحمد الله، ورئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج في منطقة بيت حانون أثناء دخوله القطاع للمشاركة في حفل افتتاح مشروع تنقية المياه العادمة في القطاع بتمويل من البنك الدولي قبل ظهر يوم الثلاثاء 13/آذار /2018 الجاري أثار العديد من التساؤلات ومن أهمها: من المسؤول عن ذلك؟ ومن المستفيد؟ وما أثر هذا الحادث على جهود تحقيق المصالحة الوطنية التي تبذل حالياً، وخاصة بوجود وفد أمني مصري رفيع برئاسة اللواء سامح نبيل في القطاع؟ وهل حقاً وحقيقة أن التفجير كان يهدف الاغتيال أم هو مجرد ترهيب أو انذار لرئيس الوزراء؟

في البداية يجب القول وبكل صراحة ووضوح أن من يتحمل المسؤولية عن هذا التفجير هو المسؤول عن الأمن في تلك المنطقة التي وقع فيها التفجير. وهي سلطة حماس الأمنية. ولا يعني ذلك أن “حماس” وراء الحادث أو التفجير لأن هذا ليس من مصلحتها، وخاصة ان الحمد الله قادم لافتتاح مشروع حيوي للقطاع، وحركة “حماس” معنية كثيراً فيه لتخفيف المعاناة عن أبناء القطاع، كما ان هذا الحادث الارهابي هو طعن للأمن الحمساوي في القطاع. وقد تم اختراق هذا الأمن القوي عدة مرات عندما تم اغتيال عدد من القادة الحمساويين في قلب القطاع، وفي مدينة غزة بالتحديد. وقد اعترف قائد الأمن الوطني في القطاع توفيق أبو النعيم عن تحمل جهازه المسؤولية، وانه تم تشكيل لجنة تحقيق، وان هناك مشبوهين معتقلين يتم التحقيق معهم!

والتساؤل الآخر الذي يُثار أيضاً: من استطاع حفر حفرتين على عمق مترين، ووضع في كل منهما عبوة من صنع محلي تزن الواحدة منها 15 كغم حسب التقارير الأولية؟

والتساؤل الآخر المرتبط بهذا الامر: من كان على علم بقدوم الحمد الله الى القطاع في ذلك اليوم، لأنه أعلن عن موعد توجهه الى القطاع مساء الاثنين، أي قبل اقل من 24 ساعة على هذه الزيارة والتوجه! والتساؤل الثالث المتعلق بذلك وهو: هل عبوة 15 كغم، وعلى جانب الطريق، وليست على الطريق. وعلى عمق مترين ستحدث تفجيراً قوياً أم ضعيفاً؟ العبوة الواحدة التي انفجرت احدثت دماراً محدوداً، إذ تم كسر زجاج السيارات الثلاث والأخيرة من الموكب الذي تكون من حوالي 15 سيارة كما ذُكر واُعلن! أي أن هدف التفجير قد يكون للترهيب أو الانذار وليس “للقتل” أو للاغتيال، والتحقيق الجاري قد يكشف الحقيقة وتفسيرات ما جرى!

أما حول من هو المستفيد من هذا التفجير، فيمكن القول أن هناك أكثر من جهة مستفيدة ومنها:-

اسرائيل لأنها تخرّب وتعطّل مسيرة المصالحة، وتثبت للعالم أن لا أمن داخل القطاع. وان حركة “حماس” ارهابية وتطاولت على “رئيس الوزراء نفسه”.

وكذلك فان هناك عدداً من المستفيدين من بقاء الانقسام اضافة الى الاحتلال الاسرائيلي، وهي جهات “متطرفة” أو “جهات مستفيدة من بقاء هذا الانقسام، وقد تكون منتمية الى أكثر من جهة أو فصيل أو هي مكونة من “أفراد” عملوا بشكل فردي. وانطلاقاً من ذلك، فانه يمكن القول ان تكون هناك جهة أو أكثر وراء التفجير ومن بينها:-

  • عناصر مأجورة من قبل الاحتلال قامت باعداد هذا التفجير لاستخدامه سياسياً، ولطعن جهود المصالحة.
  • عناصر غير موافقة على برنامج المصالحة سواء تنتمي الى حركة “حماس” أو حركة “فتح” أو الى فصيل آخر.

جهات متطرفة جداً لا تريد أي نجاحات في اقامة مشاريع تخفف أعباء المعاناة عن أبناء قطاع غزة، وهي تريد الاساءة لسمعة حركة “حماس”، وخاصة بعد تعاونها مع الجانب المصري في مواجهة الارهاب في سيناء، وفي قضايا أمنية عديدة.

  • جهات موالية للخط الاميركي تريد أن تظهر أن اميركا معنية بالناحية الانسانية في القطاع من خلال عقد مؤتمر بهذا الخصوص في البيت الأبيض في نفس يوم التفجير، في حين أن “حماس” وأبناء القطاع لا يهتمون بذلك، وهم معنيون بالعنف!
  • جهة موالية للسلطة الفلسطينية في رام الله معنية في اثارة موضوع الأمن، وضرورة تسليمه لحكومة الوفاق، وكذلك لاثارة موضوع سلاح المقاومة. وهذا الأمر انعكس في التصريحات التي صدرت عن مسؤولين فلسطينيين في رام الله مباشرة بعد وقوع الانفجار، أي بمعنى آخر أن هذا التفجير جاء ليخدم السلطة في رام الله، ويمنحها العذر والمبرر للتباطوء في موضوع المصالحة! وهذا “الاحتمال ضعيف” إلا أنه لا يجوز التغاضي عنه، لأن هناك عدداً من أبناء الشعب الفلسطيني يصفون حادث التفجير بأنه “مسرحية” لخدمة السلطة الفلسطينية!

انطلاقاً من كل ما ذكر فان حادث التفجير مدان من قبل الجميع، ولن يخدم الا الذين لا يريدون خيراً لشعبنا الفلسطيني، ويريدون بقاء الانقسام.

لا بُدٌّ من انتظار نتائج التحقيق، علماً بأنه منذ اللحظات الأولى لوقوع الانفجار أشار بعض المسؤولين الى أنهم قد لا يثقون بها، لأن “حماس”، وحسب ادعائهم، ستحاول إبعاد “الشبهات” عن عناصر موالية لها، وقد تحول الشبهات الى جهة ما لتبرئة مسؤوليتها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com