ما عكسته كلمة الرئيس محمود عباس أمام اللجنة التنفيذية للمنظمة

أثارت كلمة الرئيس محمود عباس أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مساء أمس الأول الاثنين 19/3/2018 ردود فعل متباينة ومتناقضة إذ أن هناك من أيد ما جاء فيها، وبالمقابل هناك من انتقدها، وخاصة أن الرئيس عباس استخدم لغة نارية ضد حركة حماس، وكذلك ضد ادارة الرئيس ترامب ممثلة بالسفير الاميركي ديفيد فريدمان، المؤيد للاستيطان معتبراً اياه حقاً مشروعاً لليهود في البناء على أي مكان من “اراضيهم”، وهناك يقصد بأن اراضي الضفة الغربية هي “أراضٍ يهودية”، وليست أراضٍ محتلة.

الكلمة عكست عدة أمور ووقائع لا بدّ من الاشارة اليها ومن أهمها:-

  • الرئيس عباس هو في حالة غضب كبير على ما وصلت اليه سياسته القائمة على التفاوض، واعتماد الخيار السلمي للحصول على الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني. وخاصة أن مبادرته التي طرحها في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي قبل فترة قصيرة لم تلقَ الدعم، وخاصة من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، رغم أن دولاً عديدة وعدت بدراستها من أجل تبنيها.
  • يبدو جلياً أن الرئيس عباس تحت ضغط كبير ممارس عليه من قبل “عرب” وأجانب من اجل القبول بصفقة القرن التي تعدها ادارة الرئيس الاميركي ترامب، وهي صفقة تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية. وفرض حل غير مقبول وهو لصالح اسرائيل أولاً وأخيراً.
  • الرئيس عباس غاضب جداً على حركة “حماس”، لانها حسب المعطيات التي توفرت اليه، والتي زوّد بها، هي من قامت بمحاولة اغتيال رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطيني رامي الحمد الله، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج أثناء توجهما للقطاع لافتتاح مشروع تنقية المياه العادمة في قطاع غزة. ولأنها أيضاً لم تسلم القطاع لسيطرة حكومة الوفاق، وقال أن نتائج جهود المصالحة، كما جاء في كلمته، هي صفر حتى الآن! مما يعني ان عملية المصالحة لم تتحقق حتى الآن. واتهم حركة “حماس” بالنفاق في هذا الموضوع. وهذا الاتهام يشير الى ان المصالحة الوطنية لم ولن تتحقق، وهذا الاتهام يعني أن الجهود المصرية لتحقيق المصالحة قد باءت بالفشل لأن “حماس” مستمرة في التمسك بسلطتها على القطاع!
  • اتهام “حماس” بالتآمر مع اميركا لفصل القطاع عن الدولة الفلسطينية، وهذا الاتهام نابع من معلومات وصلت للرئيس من قلب المطبخ الاميركي المعد لصفقة القرن، واهمها ان الدولة الفلسطينية ستكون في القطاع فقط، وان الضفة الغربية ستكون تحت “ادارة ذاتية فقط” مع سيطرة وسيادة أمنية اسرائيلية مع عدم الانسحاب من المستوطنات والقدس والغور، مع اعطاء تصاريح لاقامة مشاريع لتشغيل العمال الفلسطينيين. والرئيس عباس يشعر بأن عدم تحقيق المصالحة يعني مضي “حماس” قدماً في “مخطط” صفقة القرن الاميركية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com